أخر مستجدات مشاورات الرياض.. لمسات على خارطة الحل في اليمن
قطعت المشاورات اليمنية بالرياض في يومها السابع، شوطا كبيرا في رسم خارطة إنقاذ للبلد الغارق في حرب مليشيات الحوثي منذ 8 أعوام.
وانخرط اليمنيون المشاركون في المشاورات التي تعقد تحت مظلة مجلس التعاون الخليجي، الأربعاء، في وضع اللمسات الأخيرة ومناقشة الحلول المقترحة وآليات التنفيذ في المحاور الستة، السياسي، الاقتصادي والتنموي، الأمني ومكافحة الإرهاب، الاجتماعي والإعلامي.
وتعقد جلسات متزامنة في المحاور الستة، حيث توزع المشاركون في 6 فرق، استطاعت خلال الأيام الماضية تقيم الوضع الراهن ومناقشة التحديات وبحث الحلول مع أعضاء حكومة الكفاءات اليمنية والوصول إلى مرحلة متقدمة من التوافق والرؤى نحو رسم خارطة الانقاذ.
ويتصدر المحور السياسي، مشهد مشاورات الرياض، حيث طرحت الأحزاب السياسية والقوى الفاعلة مقترحات هامة، وهناك شبه اجماع على إصلاح منظومة الشرعية على خطى إنهاء الانقلاب واستعادة كافة مؤسسات الدولة.
ومن المقرر أن يلتئم الفريق السياسي، الخميس، من أجل مناقشة المقترحات منها المطروحة من المجلس الانتقالي الجنوبي الذي تضمن تعين نائبين للرئيس أحدهما من الجنوب والآخر من الشمال فيما قدم التنظيم الوحدوي الناصري مقترح آخر بأن يتم اختيار نائب توافقي، فيما رفض حزب الإصلاح (إخوان اليمن) تغير النائب الحالي الموالي له.
إصلاحات شاملة
وتمحورت الرؤى ومنها مقترح الحزب الناصري، على إجراء إصلاحات شاملة في الرئاسة والبرلمان والمؤسستين العسكرية والأمنية ودعم الحكومة المعترف بها دوليا على أن تتولى مسؤولية معالجة تردي الأوضاع المعيشية والاقتصادية.
وقال عضو بوفد حزب التنظيم الناصري اليمني، مجيب المقطري، إن رؤية حزبه تركزت على إصلاح منظومة الرئاسة للشرعية بما فيه مكتب الرئاسة وتغير النائب على أن يتم تعين نائب توافقي.
كما تضمنت الرؤية إصلاح هيئة الفساد ومجلس النواب ومنح حكومة الكفاءات صلاحياتها وتحميلها المسؤولية بشأن الوضع الخدمي والاقتصادي وعلى كافة المسارات الأخرى، وفقا للمقطري المشارك في مشاورات الرياض.
وقال السياسي اليمني إن مقترح الناصري تضمن أيضا تعين هيئة استشارية لرئيس الجمهورية من الأحزاب الرئيسية وكافة القوى الفاعلة على الأرض بما فيه المجلس الانتقالي والمكتب السياسي للمقاومة الوطنية ومؤتمر حضرموت الجامع.
وحول مهام هذه الهيئة التي تضمنها المقترح، أكد المقطري أنها “تعني بالتوافقي والشراكة في القرار وعدم تركز السلطة في يد واحد ساهمت في الابتعاد عن التوافق والشراكة في القرار”، حد قوله.
وعن الحلول المطروحة في المسار العسكري والأمني الأكثر ارتباطا بالمحور السياسي، أكد أن المقترح المطروح تضمن تعيين هيئة من الضباط العسكرين الأكفاء لمعالجة الاختلالات في وزارة الدفاع وإنهاء الانقسام في القوات العسكرية على الأرض وتوحيد الجيش وتأهيله على أعلى المستويات.
في ذات السياق، يقترح الحزب خطوات إصلاحية في المؤسسة الأمنية والتي تتطلب تعين ضباط أكفاء في الجانب الأمني وتوحيد الأجهزة الأمنية بما يساهم في تحصين الجبهة الداخلية ومكافحة الإرهاب وتوفير بيئة أمنة في المحافظات المحررة وذلك بعد رفض مليشيات الحوثي المشاركة بهذه المشاورات، وفقا للسياسي اليمني.
توافق إعلامي
ويمضي جميع اليمنيين نحو رسم خارطة انقاذ للسلم وللحرب، في مختلف الفرق المشاركة في المشاورات المتوقع اختتامها الخميس الموافق 7 أبريل/نيسان الجاري.
وبحسب السياسي والإعلامي المشارك في المحور الإعلامي في مشاورات الرياض فخري العرشي، فقد قطع اليمنيون شوط “بنسبة 85 إلى 90 % من الرؤى الإعلامية والتي كانت هدفها الأسمى الحفاظ على الثوابت الوطنية بحضور معالي وزير الإعلام”.
وقال العرشي في تصريح مرئي إن المناقشات ركزت على توحد جميع ألوان الطيف للإعلام اليمني نحو استعادة الدولة وإنهاء انقلاب مليشيات الحوثي.
وأضاف “ناقشنا المشاكل والتحديات الذي نحتاجها وكذلك الحلول سواء في الإعلام الرسمي أو خارجه من الإعلام المستقل والمدعوم من الأطراف المناهضة للانقلاب الحوثي”.
وأشار إلى أن المقترحات المطروحة “أذابت جليد الخلافات بين الأطراف المشاركة في مشاورات الرياض والرؤية الضبابية التي كانت طاغية، وفي تقديري أننا بلغنا مرحلة متقدمة وهذه المرحلة سوف تساعدنا كثيرا في المحور السياسي لارتباطه الوثيق بالمحور الإعلامي”.
ومن المتوقع أن تختتم الخميس أو الجمعة، المشاورات بين الأطراف اليمنية، على أن تتوج بمخرجات تشكل خارطة إنقاذ لإنهاء حرب مليشيات الحوثي التي دخلت عامها الثامن على التوالي ، وفقا للإعلامي اليمني.
وكان بيان صادر عن الصحفيين والإعلاميين اليمنيين المشاركين في المشاورات اليمنية – اليمنية، طالب الأمم المتحدة ولجانها المعنية بالإفراج والتبادل عن الأسرى، بإدراج أسماء الصحفيين المختطفين لدى مليشيات الحوثي بما فيهم الـ4 الصادر بحقهم حكم إعدام من قبل الحوثي.
وفي وقت سابق، الأربعاء، قال سفير مجلس التعاون الخليجي لدى اليمن، سرحان المنيخر، إن كافة المكونات في اليمن حاضرة بمشاورات الرياض وذلك في آخر إحاطته عن المشاورات اليمنية – اليمنية.
وأضاف المنيخر، أن أطراف المشاورات اليمنية لا يريدون تضييع المزيد من الوقت، مؤكدا أن “الأراضي اليمنية لن تستقر إلا بتضافر جهود أهلها”.
وفتحت مشاورات الرياض، التي انطلقت الأربعاء الماضي، نافذة أمل في جدار حرب حوثية دخلت عامها الثامن، لتمنح فرقاء اليمن وقواها فرصة إذابة جليد خلافاتهم وتصويب مسار المعركة المقبلة للسلم أو للحرب في حال استمر الانقلابيون برفض مساعي السلام.