محلياتمقالات

الرهان على الشرعية الدولية لن يوقف تمدد الحوثي

نموذجان نحن أمامهما يوضحان بجلاء إلى أين تمضي كل المسارات في اليمن.

النموذج الأول نشاط سياسي حكومي رئاسي يعتمد على حشد رأي عام دولي ضاغط، يجبر الحوثي على الخضوع للقرارات الدولية، والكف عن التلويح باستئناف المواجهات العسكرية، ووهم إمكانية تحصيل الشرعية لمكاسب بلا تفعيل آليات ضغط مسلحة موازية.

النموذج الثاني يتمثله الحوثي، يفرض خياراته بالمسارين معاً بالتفاوض مع صناع القرار الدولي، والمنخرطين الإقليميين بالملف اليمني، ومن جهة أخرى يتم تزييت آلته العسكرية وتحشيد قواه المسلحة، والقول علناً وبلا مواربة أنه جاهز للعودة ثانية لميادين الحرب، لا لخوض سبع سنوات ثانية بل للحسم خلال شهور معدودة.

في مأرب يخرج الدفعات العسكرية المتتالية، بلغت من أبناء المحافظة 12 دفعة هذا الأسبوع،وفي تعز يعيد الإنتشار واستقدام المزيد من الآليات العسكرية، والزج بها حول ما تبقى من خطوط تماس مع سلطة الهزيمة في المحافظة.

في الحديدة يفعل ذات الشيء يستعرض القوة بالصواريخ والمسيرات.التوازن مختل والضغط الدولي يمضي بإتجاه واحد، على شرعية قدمت كل مالديها، ولم يعد لديها من التنازلات ما يمكن أن تقدمه.

الواقع أن نواح الشرعية أشبه بنواح ثكلى لا أحد سيعيد لها مافقدته، وأن اللجوء إلى إبداع شكل جديد لخوض المعركة مع الحوثي، هو الغائب الأكبر في أجندتها، ذلك الغائب هو مزاوجة الإستعداد لأسوأ الخيارات مع الدبلوماسية النشطة البناءة.

الرهان على الشرعية الدولية وإرتداء مسوح السلام لن يوقف تمدد الحوثي، لن يلغي أطماعه التوسعية، لن يسقط خيار حكمه لكل اليمن والإمساك بين يديه بمفاتيح الحل وشروط التسوية.

يكفي مطالعة الإستحداثات الحوثية في تعز خلال الساعات الماضية، ليقطع الشك الرئاسي بيقين الميدان، أن لا شيء يسقط القوة سوى القوة، وأن مخرجات أي تفاوض هو صورة مكثفة عاكسة لميزان القوى في الميدان.

مع الأسف الشرعية لا تملك من شيء يعزز رفضها لمطالب الحوثي، ولا تملك من الأدوات الرادعة ما تجبره على التخلي عن غطرسة القوة والجنوح للواقعية السياسية.

وحين تُُسقط خيارك العسكري إلى غير رجعة مع خصم مثل الحوثي، عليك فقط أن تقر بالهزيمة.
*من صفحة الكاتب على “فيسبوك”.

زر الذهاب إلى الأعلى