عيد الغدير عند الشيعة الأثناعشرية (وتسمى الجعفرية أيضاً) هو ثالث الأعياد الدينية للمسلمين، وحسب تعبير جعفر الصادق، هو أعظم الأعياد وأشرفها، ويجب على المسلمين صيامه، ومن لم يصمه فعليه تكفير ذنبه بصيام ستين شهراً.. بينما حرم على المسلمين صيام يوم عيد الفطر ويوم عيد الأضحى.. أيضاً، هو أعظم وأشرف الأعياد، لأن يوم تقرير الولاية لعلي كان في الغدير الذي يوافق يوم 18 من شهر ذي الحجة.
وتنسب إلى النبي محمد خطبة قيل إنه ألقاها على المسلمين في ذلك المقام، وهو مظلل بظل شجرة، ومائة ألف يستمعون إليه، وهم الحجاج الذين فرغوا من حجة الوداع، وكانوا معه في طريق العودة إلى المدينة- يثرب.
في هذا المقال سوف نضع تلك الخطبة والمرويات السابقة واللاحقة المرتبطة بها، أمام النقد العلمي وشعاع العقل، ولعل القارئ يكتشف في النهاية أن عيد الغدير أو يوم تولية علي الولاية بعد النبي، ثم تستمر في أبناء علي من فاطمة إلى أبد الآبدين، ضرب من الخرافات، وأكذوبة دينية كبيرة، شارك مسلمة اليهود في نسجه طرفاً منها.
في تلك الخطبة التي يقال إنه خطبها في محفل غدير خم، نسب إلى النبي قول صريح أن الآية (اليوم أكملت لكم دينكم..) نزلت عليه قبل نهاية الخطبة.. (ثم لم يتفرقوا حتى نزل أمين وحي الله بقوله: اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي… فقال رسول الله صلى الله عليه وآله!! الله أكبر على إكمال الدين، وإتمام النعمة، ورضى الرب برسالتي، والولاية لعلي من بعدي).
وتنفي كل ذلك روايات أخرى أوثق، ظهرت قبل ظهور أي تنظيم شيعي، وقبل وجود تمييز واضح بين الثنائية سنية- سيعية.. هذا محمد بن اسحاق، أول وأقدم مدوني السيرة، نقل عن صحابة وتابعين أنها نزلت يوم عرفة، ورسول الله قائم على الموقف.. وعن علي بن أبي طالب أنها نزلت على الرسول وهو قائم عشية عرفة.. وعن أسماء بنت عميس زوج النبي التي حجت معه تلك الحجة أن الآية نزل بها جبريل بينما نحن نسير (إلى مكة).. وقال السدي: نزلت هذه الآية يوم عرفة، فلم ينزل بعدها حلال ولا حرام، ورجع النبي إلى يثرب فمات.. وقال ابن جرير الطبري أول من وضع موسوعة في تفسير القرآن آية آية وسورة سورة: نزلت على النبي في مسيره إلى حجة الوداع.. وسواءً نزلت أثناء المسير إلى مكة، أو عشية عرفة، أو يوم عرفة، فإن المهم أنها لم تنزل على النبي بعد فراغه من الحج، أو قبل نهاية خطبته بغدير خم.
هذا من جهة، ومن جهة ثانية أن صيغة الخطبة، تتضمن حواراً يماثل الحوار الذي يتم بين بائع ومشتر في السوق.. وكان النبي يسأل والحاضرون الذي عددهم فوق المائة ألف يجيبون، وكانوا يسألون والنبي يجيب، ويقول: أيها الناس من أولى الناس…؟ فقالوا.. فنادى منادٍ: وما الثقلان يا رسول الله؟
فهل هذا ممكن.. وأين؟ في محفل عام حضره أكثر من مائة ألف مسلم؟ إذ يقول الشيعة إن عدد المسلمين الذين شهدوا غدير خم يزيد عن مائة ألف.
من أين جاءوا بهذا العدد الكبير؟ فعدد سكان المدينة صغارا وكبارا، ذكورا وإناثا، في آخر العهد النبوي كان نحو ثلاثين ألف نسمة.. وفي الحجة التاسعة كان عدد الذين حجوا مع أبي بكر ثلاثمائة ليس غير، بمن فيهم غير المسلمين، وفي هذه الحجة التاسعة التي أمر عليها أبو بكر، كلف النبي عليا أن ينادي في العرب: ألا لا يحجن بعد هذا العام مشرك.
ومن جهة ثالثة، نجد في الخطبة أيضاً: قد أنبأني اللطيف الخبير أنه لم يعمر نبي إلا مثل نصف عمر الذي قبله!
والمعروف أن النبي الذي قبل النبي محمد، هو النبي عيسى المسيح، الذي صلبه اليهود ونحروه –أو رفع إلى السماء- وكان عمره ثلاثين سنة، أو خمسة وثلاثين سنة.. فهل يعقل أن يقول النبي إن اللطيف الخبير أنبأه أنه لن يعمر إلا مثل نصف عمر عيسى؟ لقد مات النبي محمد بعد انقضاء شهرين ونيف من حجة الوداع، وكان عمره 62 عاماً، أي أكثر مرتين من عمر عيسى.
ومن جهة رابعة، ترد في روايات الشيعة: وممن هنأ عليا الشيخان!! أبو بكر وعمر كل يقول: بخ بخ لك يا بن أبي طالب، أصبحت وأمسيت مولاي، ومولى كل مؤمن ومؤمنة، (بخ بخ اسم فعل للتعجب).
والمشهور أن أبا بكر لم يكن حينها مع الرسول.. وكان أمير الحجيج من المدينة في العام السابق وعددهم ثلاثمائة، وهناك روايات تذكر أن عليا كان في ذلك الوقت -يوم غدير خم- في اليمن.
وقبل، آخر كلام.. إن من أفطر في رمضان عمداً، فليس عليه سوى الندم، وأن يصوم يوماً عن اليوم الذي أفطره.. والقوم يقولون إن من لم يصم يوم عيد الغدير فعليه القضاء والقضاء أن يصوم ستين شهراً، أن يوماً من رمضان يساوي يوماً واحداً، أما يوم الغدير فيزن نحو 1800 رطلاً، نعني يوماً.. فما هذا الجنان؟!
وورد اسم نهر الكوثر، وهو نهر لا وجود له إلا في قصص مسلمة اليهود، الذين دسوا الإسرائيليات في ثقافة العرب المسلمين، أما لفظة الكوثر في القرآن، وفي لغة العرب، لا علاقة لها بنهر أو بحر أو حوض، فالكوثر العدد الكثير، والكوثر الخير الكثير، ورجل كوثر أي سخي، وإنا أعطيناك الكوثر، أي وهبناك الكثير.