كيف تدفقت أسلحة الجيش في تعز إلى الحوثيين؟!

حين يقود الإخوان المحور..

خاص/ تقرير _ يمن الغد


تمر عشرات الشحنات المحملة بالأسلحة والذخائر من داخل مدينة تعز الواقعة تحت سيطرة حزب الإصلاح الإخواني إلى مناطق سيطرة جماعة الحوثي.
وتعد عملية تهريب السلاح لمليشيات الحوثي، إحدى السياسات والخطط التي يقوم بها الإخوان، وذلك لتعزيز ترسانة الحوثيين وزيادة فعالية نشاطهم العسكري ضد خصومهم.

خيارات متعددة:


مايريده حزب الإصلاح الإخواني هو تغير توازنات المعركة وجعلها تتجه لصالح مليشيا الحوثيين، وفق خيارات تم الإتفاق عليها بين الطرفين، إذ يسعى الإخوان أيضا لحماية الحوثيين من السقوط ويتعزز لديهم الخوف من أن تتجه المعركة لغير صالح الحوثيين، وهذا يشكل أحد أجندة حزب الإصلاح الإخواني وفريقهم المفاوض الذي اختار عرقلة معركة الحديدة بإتفاق استوكهولم.
ترتبط طريقة وخلفية العلاقة بين الحوثيين وحزب الإصلاح بأنها تأخذ خيارات متعددة يسعى الطرفان لتحقيقها وهي تعتبر مؤشرا على تحالف خفي يجعل من العدائية الظاهرة في الإعلام فقط حالة من المرواغة لكن في الواقع تبدو علاقة الطرفان علاقة مصيرية، ترتبط بإتجاهات وأهداف ومصالح مشتركة.
تهريب السلاح إلى الحوثيين من قبل محور تعز التابع لقيادات حزب الإصلاح لم يكن جديد بل أن هذا التهريب ارتبط بفترات كانت تمر فيها تعز بالحرب الواسعة بين اللواء 35 مدرع، الذي كان يقوده عدنان الحمادي وبين الحوثيين.. وقتها كان حزب الإصلاح يعمل على خلخلة واقع تعز من الداخل بمعاركه الجانبيه.
وظهرت عملية تهريب السلاح التي قام بها حزب الإصلاح والمحور العسكري التابع للحزب لتمويل الحوثيين بالعتاد أثناء قيام اللواء 35 بتحرير مناطق كثيرة في تعز والكدحة وصبر والصلو خلال الأربع السنوات الماضية، حيث زادت طريقة نقل السلاح عبر شاحنات مغطأ صناديقها بالطرابيل “مطربلة” من محور تعز إلى معسكرات الحوثيين ،من أجل التموية وكانت تحوي بعض السلع في الأعلى لكن في الأسفل كانت مليئة بالاسلحة والذخائر التي ترسل للحوثيين من أجل تعزيز قدراتهم لمهاجمة تعز واسقاطها ،وهذا ما كشفت عنه الكثير من نقاط اللواء 35 مدرع عندما كان الشهيد عدنان الحمادي قائدا له.
ووصلت هذه الحقائق الى التحالف العربي حينها عندما نقلها عدنان الحمادي خلال تزايد المضايقات وإدارة حزب الإصلاح العديد من المعارك، ضد اللواء ومحاولة قيادة محور تعز تفكيك اللواء ونقل العديد الجنود منه إلى الوية تتبع الاخوان ،وتشكيل لواء الجبولي في مسرح عمليات اللواء 35 وقتها ،وهذا ما أعتبره عدنان الحمادي مؤشر على عدم جدية الإخوان في تحرير تعز ومحاولاتهم لعرقلة المعارك التي يديرها، هو ولواءه ضد الحوثيين ورأى أن حشد الإخوان قواتهم وتشكيل العديد من الالوية هو لإسقاط اللواء الذي يتولى قيادته.

تخادم الإخوان والحوثيين:


في إحدى النقاط الأمنية في منطقة الأقروض استطاع جنود النقطة كشف أحد الشاحنات، وهي تحمل أسلحة ومعدات متطورة في طريقها إلى الحوثيين وربما أن العديد من عمليات تهريب السلاح إلى الحوثيين مرت، دون أن يتم كشفها خلال السنوات السابقة بعد سيطرة الإخوان على واقع تعز كليا ،بعد اغتيال القائد عدنان الحمادي وسيطرتهم على اللواء 35 والذي كان يتولى السيطرة على الطرق الرئيسية والفرعية.
وعلق الصحفي خالد سلمان على ذلك بأنه خيار وقح والجديد فيه أن قيادة المحور تعز الإخواني بدلا من مكافاة وتشجيع هذه النقطة أصدرت توجيهات بإزالة نقطة الأقروض الأمنية فوراً ،و التي كشفت السلاح المهرب وتسليم النقطة لأفراد الشرطة العسكرية.
وقال سلمان ” تهريب السلاح من عقر دار المحور ،لقوى يفترض أنها محتلة ومعادية جريمة، والجريمة الأُخرى معاقبة أفراد النقطة بتهمة القيام بالواجب”.
‏وأضاف أن السلاح يهرب من داخل مدينة تعز، إلى الحوبان لتسليمه للحوثي.
ووضح خالد سلمان أن تجارة السلاح والوقود والتخادم متعدد الأغراض، بين المحور والحوثي ماض على قدم وساق، ولا يحتاج إلى طاقية إخفاء أو قنابل دخان .
ويتجه حزب الإصلاح إلى نفي تلك العلاقة ،ويتهم معارضيه بالكذب لكن في ظل السياسات التي يقوم بها الاخوان في العديد من المحافظات ،فإن هناك تأكيد على أن حزب الاصلاح وقياداته ضالعة في تهريب السلاح للحوثيين ،والاسباب وراء ذلك هو التحالفات الذي جمع بين الحوثيين والاخوان ،و التأسيس لمنظومة سياسية وعسكرية مرتبطة مع بعضها، وهذا ما خلق اتهامات للاخوان على أنهم أحد الاطراف، التي مازالت تدعم الحوثيين في المستوى السياسي والعسكري.

عرقلة المعركة:


يجد شوقي لطف عبد الله أكاديمي وسياسي ،أن لدى حزب الإصلاح أجندة أعمق بكثير من تلك التي يحاول نفيها، أو الكشف عنها خاصة في الأجندة المشتركة بين القوتين.
ويفسر شوقي تزويد حزب الإصلاح للحوثيين بالسلاح بأنه نوعا من التنسيق لخلق الهزيمة للطرف الذي يقف ضد الحوثي فالمسألة ليست في تهريب السلاح فقط بل التنسيق في أنشطة خطيرة وهي سبب إفشال المعركة ضد الحوثيين، فالإصلاح بناء على حديث شوقي يتقاسم مع الحوثيين خططا وتعاون أعمق في شن الحرب على اليمنيين وسياسة الفساد التي تربط بين الطرفين ،وتقاسم الموارد وتوزيعها بين الاخوان والحوثيين، وكذلك التخابر ونقل المعلومات الحساسة فيما بينهم
وقال شوقي ليمن الغد” عندما فضح عدنان الحمادي عملية التهريب التي كان يقوم به المحور، واللواء الخامس حماية رئاسية والذي يضم المتطرفين والإرهابيين والذي كان ينقل السلاح والمعدات للحوثيين ،فإن الإخوان أعتبروا وجود عدنان الحمادي خطر ويهدد تحالفهم مع الحوثيين ،وهذا من الأسباب وراء مقتل الحمادي وتأمين استمرار تزويدهم الحوثيين بالسلاح وإيقاف المعركة التي كان يقودها الحمادي ضد الحوثيين .
وأضاف أن الدور الذي يقوم بها الإخوان خطير وهو عملا معاديا ،ضد اليمنيين ونشاطا مريبا لتقوية الحوثيين لإرتكاب المزيد من الجرائم ونشر الفوضى.

Exit mobile version