ألم نقلها منذ البداية أنه لا سبيل ولا خلاص لليمن إلا بالحوار؟
لقد قلناها منذ البداية أن الحوار هو الحل الذي سيخرج اليمن من مستنقع الصراع الداخلي، وقلنا أنه لابدّ من أن تلتقي أطراف الصراع وتجلس على طاولة الحوار طال الزمن أم قصر، فمن الأفضل أن تبادر إليه الأطراف قبل المزيد من الخسائر وتكتفي بما قد حصل لكنكم اعتبرتم دعواتنا تثبيطًا للناس.
بل اتهمتم كل من يدعو إلى ذلك بالخيانة، حتى مجلس النّواب عندما دعا للحوار اتهمتموه بالخيانة لدماء الشهداء، وحتى علي عبدالله صالح عندما دعا للحوار والتفاهم داخليًا ومع دول الجوار اعتبرتموه خائنًا!!
آلآن وبعد أن حصدت الحرب الأخضر واليابس وضاقت المقابر بخيرة رجال اليمن عدتم إلى ما دعاكم إليه كل العقلاء في الداخل والخارج، وهو الجلوس مع جميع الأطراف على طاولة الحوار.
ولكن بعد ماذا؟ بعد أن دُمّر بلد، وقتل شعب، ومزق نسيجه الاجتماعي شر ممزق، وخلفتم للشعب تركة لا يمكن معالجة آثارها السلبية ولا في خمسين عامًا.
ما يقارب من (سبعمائة ألف رجل) الذين حصدتهم الحرب، وما يقرُب من مليون معَاق وجريح من الجانبين، أما الأيتام والأرامل فحدّث ولا حرج.
وهنا أريد أن أسأل:
- أين جاءت قوات المارينز التي قلتم أنها دخلت صنعاء وتريد أن تحتل اليمن؟
- وكيف تراجعت الأطماع الأمريكية والإسرائيلية في اليمن؟ وهل كان كل مطالبهم فتح مطار صنعاء، وميناء الحديدة، وصرف المرتبات؟
- وكيف تحولت أطماع دول الجوار عن احتلال اليمن وتقسيم اليمن ونهب ثرواته بهذه السرعة؟
- وكيف تغيرت أطماع دول الخليج التوسعية في اليمن ومن محتل داخل الحدود إلى إخوة لنا وراء الحدود؟
- ما هو الجديد الذي حققته حرب الثماني سنوات؟ ومن أجل ماذا كل ما حصل من قتل ودمار؟ ألم يكن الكل يدعونا للحوار، وكنا سنحصل عليه دون أن تطلق رصاصة واحدة من أول يوم؟
- ألم يكن مطار صنعاء مفتوحًا، وميناء الحديدة مفتوحًا، والمرتبات تصرف من قَبلِ الحروب؟
- ما هو الجديد الذي حققته الحرب سوى الدمار والقتل، أنتم الآن بالحوار بدأتم تخطون الخطوات الصحيحة، وياليتها تقدمت.