أخبار العالماخبار المقاومةالرئيسيةتقاريرصنعاءمحلياتملفات خاصة

كيف تحولت صنعاء إلى عاصمة للحوح؟!

يمن الغد/ تقرير _ خاص

تشهد العاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي ازمة غاز خانقة ومع هذا المخبوزات تتصدر قائمة الاهتمامات في شهر رمضان ولا سيما “اللحوح” واقراص السنبوسة حيث أصبحت تملأ الأسواق.

اللحوم ملك المائدة:

تقول سامية -بائعة اللحوح في سوق مذبح- ليمن الغد ان المخبوزات تمثل مصدر رزق الكثير من الأسر، التي تستفيد من شهر رمضان كموسم في الحصول على عائدات مالية تعينهم على ضيق العيش.
ويفرض “اللحوح” نفسه بقوة على موائد اليمنيين، باعتباره من أهم مكونات وجبة “الشفوت” الشهيرة في هذا البلد، والتي تتكون بجانب الخبز اللبن والتوابل والثوم والخيار والطماطم وأصناف أخرى من الخضروات.
ويستخدم اليمنيون اللحوح في وجبة الشفوت التي يتناولونها على الإفطار وهي من رقائق اللحوح والزبادي.

يقول سعيد الذماري تاجر ملبوسات ان اللحوح هو ملك المائدة في صنعاء لما يمثله الشفوت من اهمية في إفطار اليمنيين في رمضان.
ويشير إلى ان الوضع القائم بسبب الحرب وانقطاع المرتبات حول صنعاء إلى عاصمة للحوح في رمضان فهي في هذا الشهر تشهد رواجا لهذا الصنف من الخبز.

رمضان يفتح باباً للفرص:

تصطف بائعات اللحوح على مداخل الأسواق التي تعتمد في مثل هذه المناسبات على إنتاج الأسر، ما يجعله متاحاً للمستهلكين بمختلف مستوياتهم المعيشية، علاوة على سعره المناسب الذي يتراوح بين 150 و250 ريالا للقطعة الواحدة.
وتحرص غالبية محال ومتاجر بيع المواد الغذائية على توفير “اللحوح”، إذ يحتل أهم الرفوف في واجهات العرض لدى محال البيع في مختلف المدن اليمنية.
وارتبطت مثل هذه المخبوزات بشكل رئيسي ببعض المناطق اليمنية، حيث تأتي محافظة “المحويت” شمال غرب صنعاء في طليعة المناطق الشهيرة بإنتاج “اللحوح” وتتفنن مطابخها في إعداده، والذي أصبح بمثابة صفة ملتصقة بها، في ظل حرص وتركيز كثير من المستهلكين على طلب شراء “اللحوح المحويتي”.


ووفق خبراء الاقتصاد، فإن النسبة الغالبة من اليمنيين سلبت منهم الحرب والصراع الدائر في البلاد ما كان متاحا لهم من دخل وأعمال وأنشطة وسبل يعتاشون منها، لذا يمثل شهر رمضان فرصة للكثير منهم للعمل وتسويق الأنشطة والمنتجات التي أصبحت بعضها علامة خاصة ببعض الأسر التي يشترك جميع أفرادها في عمليات الإعداد والإنتاج والتسويق والبيع مع تصدر المخبوزات “كاللحوح” قائمة الاهتمامات بسبب الإمكانات المتاحة الداخلة في إنتاجها إلى جانب مخبوزات أخرى وأصناف من الحلويات يلاحظ انتشارها بشكل كبير مؤخراً في الأسواق المحلية في كثير من المدن اليمنية.

تردي الأمن الغذائي:

ووفق مزارعين، يتم تجميع الكمية المنتجة في الصيف من حبوب “الدخن” وادخارها ليتم استخدامها في إعداد “اللحوح” خلال شهر رمضان.
ومع انخفاض كمية الإنتاج من حبوب “الدخن” الذي يعد “اللحوح” من الذ وأشهى الأصناف المنتجة منه، في كثير من المناطق اليمنية يلجأ البعض إلى إضافة بعض الحبوب الأخرى كالذرة أو الشعير وخلطها مع طحين “الدخن”.
وترك النزاع في اليمن آثاراً مدمرة على الأمن الغذائي وسبل كسب العيش في البلاد، إذ تواجه 80% من الأسر وضعاً اقتصادياً أكثر سوءاً بالمقارنة مع الوضع الاقتصادي قبل نشوب النزاع.
وتؤكد منظمات أممية أن تردي أحوال الأمن الغذائي في عموم مناطق ومحافظات اليمن جاء نتيجة انخفاض الإنتاج المحلي، وإعاقة وصول الواردات التجارية والإنسانية، وزيادة أسعار المواد الغذائية وأسعار الوقود، وانتشار البطالة، وفقدان الدخل، وانهيار الخدمات العامة وشبكات الأمان الاجتماعي.
وينعكس وضع اليمن المتردي في المؤشرات والتقارير الدولية، التي ترصد تراجعه المستمر في مؤشر بيئة أداء الأعمال خلال السنوات الثماني الماضية من عمر الحرب، حيث تراجع البلد إلى المرتبة الـ187 عام 2021.

زر الذهاب إلى الأعلى