“الحوثي” يستعرض بذكرى المولد ويستغل اسم النبي لنهب أموال المواطنين والتجار
يمن الغد / تقرير – عبد الرب الفتاحي
في كل عام تحل ذكرى المولد النبوي الشريف، تلجأ جماعة الحوثيين للجبايات الإجبارية في مناطق سيطرتها لتمويل الإحتفال بالمناسبة وذلك كاستغلال قذر يتكرر مع حلول المناسبات الدينية.
فرصة للنهب:
فقط من أجل المال يحتفل الحوثيون بمولد النبي محمد صلى الله عليه وسلم، حيث اتخذت المليشيا من الاحتفالات الدينية فرصة لنهب الأموال وحشد الناس ونشر الدعايات والكلمات المستوحاه من عقيدتها المليشياوية في داخل المدن المكتظة بالشعارات والصور ،وتحويل صنعاء لمدينة غارقة بلون الركود المائي الاخضر .
قد يبدو للكثير أن مليشيات الحوثية جماعة، تقوم اهدافها ومبادئها على ارتباطات دينية، هذا ليس صحيحا فالحوثيون يتغطون بالواقع والانشطة الدينية ،وفق اتجه سياسي والهدف الاخر لجمع المال .
في المناسبات الدينية لا تقوم المليشيات بأي نشاط ذاتي واخلاقي مرتبط بإخلاصها، كما أن الحوثيين يستغلون المناسبات كدعاية سياسية ونشر افكارهم .
هناك المليارات التي يكدسها الحوثيون بطريقة مباشرة وغير مباشرة ،وذلك من خلال فرض اموال كبيرة على المحلات والمصانع والتي تصل للمليارات ،حيث يفرضون منهم مبالغ كبيرة لاقامة الاحتفالات والمناسبات الدينية، لكنها تذهب لمصالح خاصة بقيادات الحوثيين.
استعراض سياسي:
عبدالوهاب قطران قاضي وصف صنعاء في تغريدة له على تويتر أنها بكل مافيها خضراء كالقضبي، بذريعة الاحتفال بمولد نبي الرحمة والانسانية الذي تتخذه المليشيا وسيلة للاستعراض العسكري، حيث نفذت المليشيا في العاصمة المختطفة حملات الجبايات وكأنها تحاول خصخصة نبي الهدى وتسليع الدين واستغلال اسم النبي للاستعراض السياسي والعسكري في مولده.
وانتقل قطران ليتحدث عن التلوين الذي يتخذ منه الحوثيين رمزاً سياسيا ودينيا “يزينوا الشوارع والأشجار والأحجار والوزارات ،والمؤسسات بالأضواء الخضراء البراقة ليستمتعوا ويتلذذوا بمناظرها، من أعلى طيرماناتهم، وأبراجهم العالية ساعات الكيف ،بينما بيوت غالبية الشعب غارقة بالظلام يسحقها الجوع والبؤس ..
يقول قطران “سيارات فارهة اخر موديل ثمنها عشرات الملايين ،غارقة بالإضواء الخضراء المتغامزة، تجوب الشوارع ليلا وتستفز ملايين الجوعى بالعاصمة صنعاء ،ويخلسون ظهور التجار واصحاب المحال جبايات باهضة بالقوة بإسم المولد النبوي.
نفاق مركب وإفلاس عقائدي:
يفسر رضوان أحمد صبري وهو متخصص في دراسات الجماعات الدينية ،الممارسة الحوثية في الاحتفالات الدينية التي انتجتها بعد انقلابها على الدولة ،أنها طريقة نقص تعاني منها الجماعة في الواقع السياسي والديني، فالحوثيون أنتجوا انفسهم كجماعة غير مستوعبة أدوات السلطة ،لذلك تمارس تأثيرات دعائية لنسج شرعية سلطوية .
ويتجه رضوان لوضع السلوك الحوثي على أنه اتجاه لفرض الاحتفال، بالشكل المرتبط بسلوك الحوثيين الخاص والمقنع، والغريب عن الثقافة والواقع اليمني ،ولذلك يعمل الحوثيين على خلق انطباع مغاير عن سلوكهم الحقيقي الذي لا يرتبط بالدين ،وليس لديهم أي شعور اخلاقي ومبدائي بل ما يقوم به الحوثيين حالة استعراضية فقط .
ويقول رضوان لـ”يمن الغد”: هناك شيئ من محاولة اصباغ الحوثيين لمعنى سلطتهم في اطار ديني مذهبي ،وهذه الممارسة تربط الدين بسلوك وحالة عائلية ،دون أن تكون لواقع حقيقي وهو واقع افتراضي غير مبدائي بل عنصري، مع أن تجربة الحوثي وحشية اخلاقيا ودينيا وسياسيا، يعني أنهم جماعة من دون فكرة أو سلوك ديني حقيقي.
وأضاف: حالة الفراغ الديني، تظهر في واقع التعامل الحوثي، فحالة الاحتفال الضخمة هو حالة مخلة تشكل واقع من تعرية الحوثي ،وتعطي شكله وسلوكه الحقيقي فالحوثي يريد ابهار الجميع وخداعهم، أن سلطته هي من سلطة الله وبتزكية من رسوال الله، وهم يتعتقدون ويرسخون أنه منهم واليهم.
استغلال قذر:
في المناسبات الدينية يفرض الحوثيين على المواطنين والتجار دفع أموال باهظة، وعناصر المليشيا تجوب المحلات التجارية طلبا للمال، إذ يكون هناك مقدار مفروض حسب المناسبة الدينية وظروفها.
وتتحرك سياسات وخطط الحوثيين لفرض الأموال بناء على استثمار تلك المناسبات، لجمع اموال هائلة وتكون السياسات الحوثية قائمة على هذه المناسبات ،لاستثمار كل الامكانيات التي تعود بالنفع عليهم قبل المناسبات تبدأ الدعاية والتي تربط الدور الحوثي، بتلك المناسبات وتتوزع الوظيفة الحوثية في محاولة دفع الناس، ورجال الاعمال لدفع المال ، ولكن كل الاموال وعملية خادع الناس في الاحتفال سواء بالمولد النبي والغدير وغيرها ،لاتتخصص في اجراء الاحتفالات وكل الذي يصنعه الحوثي تغير الألوان ووضع الشعارات ،فيما تتكدس اموال الجبايات والاحتفالات في منازل القيادات الحوثية ،التي تستثمرها لمصالحها الخاصة.
يتحدث جميل عبد الواحد خبير اقتصادي عن تشكيل الحوثيين لاقتصاد خاص بهم، واموال هائلة من خلال استثمار هذه الاحتفالات والتي في الظاهر تأخذ طابع ديني، لكنها في الحقيقة حالة من الخداع يقوم بها الحوثي اتجاه المجتمع، الذي يدور حول واقعه السياسي وهذا الواقع هو الخرافة والتضليل .
ويقول جميل لـ”يمن الغد”: مليشيات الحوثي لا تنفق من ما تنهب و،هي لا تعطي للاحتفالات الدينية من واقع طبيعة طريقة فسادها واحتكارها السلطات عندما انقلبت على الدولة ،وفرضت نوع من السلطة المحدودة العنصرية والمناطقية والمذهبية ،وهي تجمع المال للثراء وتجاوز مستوى الضعف، الذي كانت تمر به قيادات الجماعة “
ويضيف جميل أن ما تقوم به مليشيات الحوثي ،من جمع الاموال في المناسبات الدينية هي لصوصية مقننة وذكية، تعتمدها المليشيات لنهب أموال الناس بالباطل وزيادة جمع المال لصالح مشروع المليشيات ،وزيادة توسع اقتصادها.