الرئيسيةدوليمحليات

المهاجرون الأفارقة.. بوابة رئيسية لتفشي الكوليرا في اليمن

تشهد مناطق عدة في اليمن تزايداً مستمراً لحالات الإصابة والوفيات بسبب عودة تفشي مرض الكوليرا لا سيما في المحافظات الساحلية التي تشهد تدفقاً مستمراً للمهاجرين غير الشرعيين القادمين من القرن الإفريقي.

بحسب آخر التحديثات لمركز الترصد الوبائي في العاصمة عدن، فإن عدد الحالات المشتبه بإصابتها بالكوليرا على مستوى المحافظات المحررة فقط بلغ 3503، بينهن ثلاث وفيات. وتصدرت تعز عدد الحالات المشتبهة بإجمالي 1549 حالة، تلتها مأرب بعدد 846 حالة اشتباه ثم العاصمة عدن بعدد 295 حالة. وقدرت التحديثات الأخيرة بأن عدد المناطق المتضررة بهذه الاسهالات نحو 135 منطقة في مختلف محافظات البلد.

ووفق مسؤولين صحيين فإن تفشي مرض الكوليرا، خلال الأعوام السابقة وهذا العام، يعود إلى المهاجرين الأفارقة الذين يتدفقون بشكل كبير إلى سواحل البلد. حيث يصل الكثير منهم ولديه أمراض خطيرة من بينها الكوليرا.

يقول الدكتور محمد عوض، مدير الترصد الوبائي في مكتب وزارة الصحة العامة والسكان في عدن: إن السبب الرئيس خلف تفشي الموجة الأخيرة من داء الكوليرا في عدن والمحافظات المجاورة يعود إلى الهجرة غير الشرعية للواصلين من المهاجرين الأفارقة عبر السواحل اليمنية المفتوحة، مشيراً إلى أن منظمة الهجرة الدولية تحضر الاجتماعات الأسبوعية وتقوم بدورها في الإبلاغ والرصد والتثقيف والإعلام الصحي لمجابهة والتخفيف من آثار هذه الموجة.

وتمثل سواحل لحج وتعز وشبوة نقاط رئيسية لعمليات تهريب المهاجرين الأفارقة، حيث يتم إيصال المهاجرين المحملين بالأمراض والأوبئة الخطيرة إلى سواحل تلك المحافظات الثلاثة، قبل أن يقوموا بالتنقل والاختلاط داخل المدن الرئيسية.

وقال د. شلال حمود مدير الترصد الوبائي في لحج، تم افتتاح قسم معالجة حالات الإسهالات المائية الحادة في ابن خلدون في شهر نوفمبر ويستقبل كل يوم بين خمس إلى عشر حالات يتم صرف علاجات لها وأخذ عينات وتوصيلها إلى المختبر المركزي في عدن للتأكد من نتائجها.

وأضاف: سجل قسم الترصد الوبائي بمكتب الصحة في لحج 230 حالة اشتباه إسهال مائي حاد منها ثلاث حالات، مؤكدة حالتان في تبن والثالثة في طور الباحة.

وتطرق مدير الترصد الوبائي في لحج إلى جملة من التحديات من أهمها أن قسم العزل ما زال في حاجة إلى دعم متكامل من أدوية ومستلزمات طبية وايضا اشكالية نقل العينات وتوصيلها الى عدن وخاصة المديريات البعيدة والتي تحتاج لنفقة مالية بالإضافة الى عدم توفر الملصقات التعريفية للأمراض ونقص الوعي الصحي لدى المواطنين وعدم الاهتمام بنظافة اليدين وعدم توفر مياه شرب نقيه ناهيك عن الحاجة لدورات تدريبية للعمال الصحيين حول الاسهالات المائية الحادة.

ويؤكد المسؤولون الصحيون على ضرورة وضع حد للتدفق المستمر للمهاجرين إلى المدن اليمنية، كون ذلك يشكل خطراً صحياً كبيراً لما تحمل تلك الأعداد من أمراض وأوبئة خطيرة.

ووفق الصحة العالمية فإن الفريق المعني الذي تقوده المنظمة بالشراكة مع وزارة الصحة واليونيسيف ومكتب تنسيق الشؤون الانسانية يعمل على تعزيز انشطة التصدي للكوليرا على الصعيد الوطني وعلى صعيد المحافظات.

وذكرت المنظمة الدولية أن جهود الوقاية والتدخل التي اتخذت كانت فعالة في الحد من عدد الحالات في بعض المحافظات في حين يستمر الابلاغ عن اكتشاف حالات جديدة في محافظات اخرى.

وما زال فريق العمل المعني بالكوليرا والذي تقوده منظمة الصحة العالمية، في شراكة مع وزارة الصحة واليونيسف ومكتب تنسيق الشؤون الإنسانية والمنظمات الشريكة الأخرى، يعمل على تعزيز أنشطة التصدي للكوليرا على الصعيد الوطني وعلى صعيد المحافظات. وكانت جهود الوقاية والتدخل التي اتخذت حتى الآن فعّالة في الحد من عدد الحالات في بعض المحافظات، في حين يستمر الإبلاغ عن اكتشاف حالات جديدة في محافظات أخرى.

ويواصل فريق العمل دعمه المقدم إلى 26 مركزًا لعلاج الكوليرا وغرفتين وطنيتين لمكافحة الطوارئ الصحية في عدن وصنعاء. وقد نُشِرَت فرق الاستجابة السريعة في المناطق المتضررة لإجراء التقصِّي الوبائي والاستجابة الفعّالين وفي الوقت المناسب.

وتعزِّز منظمة الصحة العالمية قدرات العاملين المحليين في مجال الصحة من خلال التدريب على معالجة الحالات ومكافحة العدوى، وإضافة الكلور إلى مصدر المياه، والتخلص من النفايات الصلبة، وإدارة شبكة الصرف الصحي.

زر الذهاب إلى الأعلى