قال تقرير نشرته وكالة “دوتشيه فيله” الألمانية، يوم أمس، إن المملكة العربية السعودية تسير على “حبل مشدود” في طريقها للخروج من مستنقع الحرب في اليمن.
وأكد التقرير أن “خطة السلام التي توسطت فيها الأمم المتحدة الخيار المرغوب فيه بشدة للمملكة العربية السعودية، التي تسير على حبل مشدود، للخروج من الحرب في اليمن”.
وأضاف: “إن الحوثيين سيحققون مكاسب في نفوذهم، وقد تزايدت قوة الحوثيين خلال العقد الماضي”.
وشكك التقرير الألماني في حقيقة النجاح في إنجاز اتفاق سلام في اليمن، فبحسب توماس جونو، الأستاذ المشارك في جامعة أوتاوا الكندية، فإن ما تشهده اليمن حاليًا “ليست عملية سلام، ولن تؤدي إلى السلام والتنمية والاستقرار في اليمن”.
وأضاف، أن المحادثات الأخيرة بالنسبة له تمثل “عملية سياسية يتفاوض من خلالها الحوثيون والسعودية على هزيمة السعودية وانسحابها النهائي من اليمن”.
وقال جونو: “عندما شنت المملكة العربية السعودية تدخلها العسكري في اليمن، كان الهدف هو دحر الحوثيين. وبعد تسع سنوات تقريبًا، ما نراه هو أنه لم يتم دحر الحوثيين، بل أصبحوا أقوى بكثير مما كانوا عليه قبل تسع سنوات تقريبًا”.
واليوم، يسيطر الحوثيون على جزء كبير من شمال وغرب البلاد، ولديهم القدرة على تعطيل الشحن البحري بشكل كبير في البحر الأحمر. والسعودية في موقف حرج وبعد تسع سنوات من القتال، تغير مستوى التزام المملكة العربية السعودية.
وقال سامي حمدي، المدير الإداري لشركة إنترناشيونال إنترست الاستشارية: “يستخدم السعوديون مظلة الحكومة المعترف بها دوليا للتفاوض على اتفاق ثنائي حصري سيتوقف بموجبه الحوثيون عن إطلاق الصواريخ على السعودية”.
وأضاف حمدي: “السعودية في موقف حرج حيث تسعى إلى علاقات أكثر دفئًا مع الإسرائيليين، على أمل أن تتمكن من إقناع الولايات المتحدة بتقديم اتفاقية أمنية على غرار الناتو تسعى المملكة من خلالها إلى مقاومة إيران ووكلائها في العراق واليمن. وفي الوقت نفسه، تحاول ألا يُنظر إليها على أنها مرتبطة بشكل وثيق بإسرائيل”.
واستطرد: “أصبح السير على الحبل السياسي في المملكة العربية السعودية أكثر حساسية حاليًا”.
وقال سيباستيان سونز، كبير الباحثين في مركز الأبحاث الألماني، إن “المملكة العربية السعودية لا تريد التخلي عن عملية التفاوض مع الحوثيين ولا تعريض الأمن على الحدود السعودية اليمنية للخطر”.
وقال: “يجب النظر إلى الامتناع عن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في البحر الأحمر في هذا السياق”.
ومع ذلك، بالنسبة لفابيان هينز، المحلل الدفاعي والعسكري في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، فإن دور المملكة العربية السعودية في عملية “حارس الرخاء” لم يكن ليغير قواعد اللعبة على أي حال من وجهة نظر عسكرية.
وقال: “التهديد الحقيقي هو الحرب غير المتكافئة التي يشنها الحوثيون في البحر الأحمر، حيث يمارسون ضغوطا أكبر بكثير على إسرائيل والدول الغربية من خلال التعطيل بدلا من هزيمة أو تدمير البحرية الغربية”.
بالنسبة لسامي حمدي “الحوثيون سيتصرفون على أساس أنه لن تكون هناك أي عواقب على محادثات السلام، حتى لو تصاعدت الأمور في البحر الأحمر”. فالحوثيون يهدفون إلى أن يصبحوا “قوة إقليمية توسعية”.
بالنسبة لسكان اليمن، الذين غرقوا في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم بسبب الحرب، وهم على وشك المجاعة، لا شيء من هذا يبشر بالخير.
وقال توماس جونو: “من المرجح أن تكون هناك مرحلة جديدة في حرب اليمن سيكون فيها الحوثيون أكثر قوة وسيسعون فيها إلى بسط حكمهم داخل البلاد وفي المنطقة خارج اليمن”.
وأضاف: “من الواضح الآن أن طموحهم هو أن يصبحوا قوة إقليمية”.
بالنسبة لجونو، فإن العلاقة المباشرة بين العملية السياسية للحوثيين مع السعودية والأجندة التوسعية للجماعة في البحر الأحمر وضد إسرائيل أصبحت واضحة للغاية.