كانوا يتطلعون لوزارة كفاءات.. إحباط يصيب اليمنيين مع تغيير رئيس الحكومة
يمن الغد/ تقرير – عبدالرب الفتاحي
تعيين حكومة جديدة برئاسة أحمد بن مبارك، قد لا يغير من واقع الأزمة السياسية والإقتصادية شيئا ، كما أن اليمنيين تقبلوا واقع تعيين أحمد بن مبارك دون أن يهتموا بما قد يشكله هذا التعيين في الظرف الراهن ،فهناك من اليمنيين من يجد أن التغيير لن يكون مجديا ،مالم يكن هناك اختيار للشخصية التي تكون لديها الكفاءة في العمل بحرية وبشكل قوي لمواجهة الفساد.
خيبة أمل:
يظهر اليمنيون شكوكهم حول مدى قدرة حكومة أحمد بن مبارك، في إحداث اي تغيير في السياسات الإصلاحية لإنقاذ الإقتصاد المتدهور، والذي وصل إلى مستوى من الانهيار الحاد بعد أن زاد انهيار العملة، وأصبحت حكومة معين السابقة غير قادرة على صرف المرتبات في ظل ارتفاع الأسعار .
ظلت سنوات وجود سياسة حكومة معين لتكون أكثر الحكومات التي زاد فيها الوضع تدهوراً، حيث تضاعف انهيار الإقتصاد وأصبحت حكومة معين غير قادرة على صرف المرتبات، رغم أنها كانت تدعي نجحها في العديد من المؤتمرات الدولية والإقليمية، وذلك في محاولة منها لكسب ثقة المجتمع الدولي.
تغيير رئيس الحكومة لم يكن ذات تأثير لدى اليمنيين ،فحجم الانهيار الاقتصادي وصل لمستوى يصعب به حلحلة الكثير من تراكمات الفشل والفساد ، كما أن التغير الذي حدث لن يخلق أي اصلاحات.
وضع الاقتصاد صار منهار في عمقه وتكوينه وموارده حسب حديث خبراء ماليين واقتصاديين، واختيار رئيس الحكومة لم ينصب في وضع شخصية اقتصادية من ذات الكفاء،ة لديها خبرة في احداث تغير قوي في داخل منظومة الدولة والحكومة، بل ظل تشكيل واقع هذه الحكومة محدود وهذا سينعكس سلبا على وضع اليمنيين.
خيارات محددة:
ابراهيم هشام القدسي خبير اقتصادي استبعد أن تكون لحكومة أحمد بن مبارك ،أية قدرة في نقل واقع الحكومة لتعيد ترتيب امكانياتها وصلاحياتها لتبدأ بإجراء اصلاحات كبيرة واضعاف مراكز الفساد.
فالمشكلة حسب ما يرى هي في فشل إجراءات الإصلاحات في الواقع الاقتصادي والمالي ،وذلك بتأثير قوى الفساد المرتبطة بالمنظومة السياسية التي حولت عمل الحكومة ،لتكون لخدمة مصالح وخيارات المسؤولين كما أن بن مبارك سيتحرك وفق خيارات محددة للحفاظ على وجوده ومصالحه.
وقال القدسي لـ”يمن الغد”: هذه الحكومة لن يكون لها أي تأثير على الأرض، لإن وجودها يخضع لضغوط العديد من القوى والأحزاب ،التي أصبح أهم ما تعمل من أجله هو الابقاء على الوضع السيئ، ولم يكن هناك موقف اخلاقي ووطني من قبل العديد من الاطراف حيال وضع اليمنيين وانقطاع المرتبات وانهيار العملة”
وأضاف” أن حكومة بن مبارك ستظل تضاعف من الأزمات الإقتصادية والتعقيدات السياسية لإسباب ترتبط بعدم وجود خطة اصلاح مالي واقتصادي حقيقي ووجود تضخم في سياسات الفساد والتوظيف لدى الأحزاب لتحقيق محاصصات والوصول لخياراتها في نهب الموارد وزيادة حجم التوظيف الحزبي.
تدوير خريطة العبث:
مع انعدام ثقة اليمنيين بأية حكومة يتم وضعها في اطارات ووظيفة محددة، لتقوم بإبقاء الوضع ضمن نفس المساحة، فإن خيبة التوقعات دفعت العديد من اليمنيين لتفسير ما جرى من تغير رئيس الحكومة، على أنه يبقى هامشي وستظل الحكومة مرتبطة بمصالح القوى والأطراف، التي مازالت تهيمن على الاقتصاد والسياسة.
معاد جابر الصلاحي سياسي يمني ،يعد تغيير رئيس الحكومة بشخصية غير اقتصادية، وليس لديها أية خبرة في مواجهة الفوضى والإنهيار الذي اصاب الإقتصاد طوال سنوات السابقة، فهذا لن يحدث أي معالجات ولن يضمن قيام رئيس الحكومة الجديد بدور جدي لاخراج الوضع الاقتصادي من العبث الذي اصابه وتسبب باللحاق الضرر الكبير فيه.
وقال الصلاحي لـ”يمن الغد”: المشكلة الاقتصادية ترتبط بفشل الاطراف السياسية، والتي صار وجودها لا يقوم على الالتزام بمشروعية الاصلاح السياسي والاقتصادي ، بل أن هذه الاطراف والأحزاب التي مازالت صامتة على حلحلة كل هذه الفوضى، وتريد توزيع مهامها لتكون منصبة على تحقيق خيارات واختطاف إرادة أي حكومة، ليصبح اليمنيين هم من يتحملون فشل أي حكومة، لإن تغير رئيس أي حكومة وبمواصفات الاطراف الحزبية والسياسية، هو ابقاء الفساد وابقاء مصالح القوى المستفيدة من انهاك اليمنيين”.