مقالات

السعودية صمام أمان لحفظ الاستقرار

 


المملكة العربية السعودية دولة لها وزنها وثقلها السياسي والاقتصادي والاستراتيجي في المنطقة مما جعلها صمام الأمان لحفظ الأمن والاستقرار الإقليمي، ولذا ليس غريباً أن تكون هدفاً لمن يريد الإضرار بها، ولكن أن يصل الأمر باتهامها بأنها وراء عملية اختطاف صحافي، فهذا ما لا يصدقه من يعرف السعودية عن قرب، ولذا جاءت قضية اختفاء جمال خاشقجي في تركيا واتهام المملكة بأنها تقف وراءها بأنها مثيرة للدهشة.


بيد أنه لا غرابة في هذا الاتهام من حيث إن الذين يكنون العداء للسعودية مهما تعددت مشاربهم فهم يريدون أي شيء يشفي نفسياتهم السيئة، سواء مادة إعلامية مدبلجة أو غيرها لكي يحققوا أغراضهم الدنيئة، ولذا جاءت الحملة الإعلامية المسعورة قوية على السعودية، إذ اشتركت فيها دول ومنظمات تكن للسعودية العداء، خصوصاً أن السعودية منذ مجيء خادم الحرمين الملك سلمان بن عبد العزيز للحكم والأمير محمد بن سلمان ولي للعهد أصبح لها وزن أكبر ودور نشط في القضايا الإقليمية والدولية، وأصبح هذا الدور يشكل خطورة على الدول التي تكن للسعودية العداء مثل إيران والمنظمات والميليشيات الإرهابية كحزب الله اللبناني والحوثيين الموجودين في المنطقة والتي تتلقى الدعم من دول معادية للسعودية، ولذا وجدوا في اختفاء خاشقجي فرصة ذهبية للانقضاض على السعودية وتشويه سمعتها الدولية وإبطال دورها وثقلها، وخصوصاً عندما كونت التحالف العربي لتحرير اليمن وإعادته للسلطة الشرعية، وأهم من ذلك قامت بتنظيم حملات للمعونات الإنسانية للمناطق التي تحتاج للإغاثة مثل المهجرين في اليمن، والسوريين في الأردن وبعض الدول الأفريقية، هذا الدور الإنساني لا يريح كل من يكن للسعودية العداء.


وجانب آخر لا يقل أهمية عما سبق ويسلط الضوء أكثر على الغرض من استهداف السعودية، وهو الانفتاح الذي تشهده السعودية والتغيرات الاجتماعية التي حدثت في المجتمع السعودي، وكذلك الخطط الاستراتيجية التي اعتمدتها السعودية في ضوء الرؤية الاقتصادية 2030 لتتبوأ المملكة بذلك مكانة جعلتها في مصاف الدول الكبرى، كل ذلك جعل من أعداء المملكة يتخبطون في ردود أفعالهم تجاه السعودية للحد من تفعيلها لهذا الدور.


وقد كانت هذه القفزات النوعية التي رسمتها السعودية مثار حسد من بعض الدول التي خشيت من هذه القفزات الرائدة، أن تأخذ المملكة قصب السبق في الريادة والتقدم، فبدأت بحبك المؤامرات.


شرع الأعداء في إعداد خطط إجرامية وتنفيذها للإساءة للسعودية، وهي ليست بجديدة حيث لا ننسى قضية تحرير السلطات السعودية منذ سنوات للدبلوماسي عبد الله الخالدي القنصل السعودي في عدن الذي اختطفه تنظيم القاعدة باليمن في 28 مارس (آذار) 2012 من أمام منزله في محافظة عدن، ولذا من مصلحة بعض الدول استمرار اختفاء خاشقجي حتى تستمر الحملة على السعودية ويتم تضليل الرأي العام، خاصة عبر وسائل التواصل المتطورة وأخذت الشائعات المدبلجة تتطاير هنا وهناك بفضل الأموال التي تصرف من بعض الدول لتأجيج الحملة على السعودية، ولذا أصبحت قضية خاشقجي كالتجارة الإعلامية، ومصدراً لدر الربح للأفراد عبر تغريداتهم وللمؤسسات الإعلامية كبعض الصحف العربية والأجنبية ووكالات الأنباء، لدرجة أن الخبر الذي يظهر اليوم يتم تكذيبه في اليوم الثاني من نفس المصدر، ورب ضارة نافعة، فلقد انكشف الستار عن كل من يريد بالسعودية الشر وكل الأدلة التي جاءوا بها مغلوطة ومتناقضة ولا أساس لها من الصحة.


نتائج التحقيق النهائية سوف تكشف على أن قضية اختطاف خاشقجي ليس القصد منها الهدف القريب وهو اختطاف شخص خاشقجي، إنما هناك أهداف أبعد لأنه يوماً بعد يوم بدأ يتكشف على أن هنا طرف ثالث له علاقة له باختطاف خاشقجي، والدليل على ذلك تراجع حدة اتهام السعودية، وسوف تكشف الأيام القليلة المقبلة عن هذا الطرف الثالث، وعندها نقول كما قال الشاعر العربي البحريني طرفة بن العبد:


ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلاً


ويأتيك بالأخبار من لم تزود


ويأتيكَ بالأنباء من لم تَبعْ له


بَتاتاً ولم تَضْربْ له وقتَ مَوْعدِ


 


 

زر الذهاب إلى الأعلى