مقالات

“إخلاص” ماتت!

 


اتصال هاتفي أوجعني وأبكاني -بصوت متحشرج حدثني المتصل (أستاذ صقر، أنت معزوم عندنا اليوم) فرديت عليه خير إن شاء الله، ايش معاكم ومن معي – فقال: (معك أبو إخلاص – إخلاص ماتت)..


من لا يعرف قصة إخلاص لا يعرف مدى ألمي ووجعي. إخلاص فتاة صغيرة نهش جسدها السرطان وصرف والدها كل ما لديه، وعندما استنفد إمكانياته قرر أن يطرق الأبواب الأخرى، فذهب إلى بعض المنظمات التي كانت تعبئ له استمارات بيانات دون أن تقدم له شيئا..


ثم تابع عدة جهات وكان يحصل على مبالغ لا تكفي إيجار السيارة إلى صنعاء ثم تم إرشاده إلينا لنتواصل عبر المغتربين للبحث عن حلول لوضع ابنته إخلاص، لكن الوضع كان قد تفاقم وحالة إخلاص كانت سيئة..


حاولنا عمل أي جهد نستطيع عليه، لكننا مهما عملنا دون أن نتمكن من إنقاذ حالة إخلاص فإننا مقصرون ولا نعفي أنفسنا من التقصير رغم أننا لسنا جهة رسمية ولا منظمة بل نحن أصحاب جهد شخصي بسيط مسنود بفضل الله تعالى ثم بتعاون رجال الخير من الأخوة المغتربين الذين أثبتت الأيام أنهم السند والظهر للوطن وأبنائه في أحلك الظروف، فقد تمكنا بجهودهم خلال عامين من علاج الآلاف من الحالات ما بين الكوليرا والعمليات الجراحية والأمراض الخبيثة والتي تعدت العمليات حتى اليوم 64 عملية جراحية، والحمد لله.


أعزي نفسي وأعزي والد إخلاص وكل أسرتها، ولا يسعني سوى القول: هذا أمر الله وقدر الله وما شاء فعل ولا حول ولا قوة إلا بالله، وإنا لله وإنا إليه راجعون.


اللهم ارحم إخلاص وأسكنها فسيح جناتك.. وحسبنا الله ونعم الوكيل.


 


 

زر الذهاب إلى الأعلى