مقالات

تعز .. تدشين الاغتيالات من العيار الثقيل؟!

 


� أخيار تعز ورجالها الوطنيون الشرفاء وقادة جيشها الوطني والمقاومة البواسل يعلمون بدرجة امتياز أصدقاء تعز المخلصين  والأوفياء لها، كما يعلمون أعدائها في الكم والكيف، وفي الاسم والوصف، مثل ما يعلمون أشياء كثيرة دراسة ورصدا ومتابعة ومراقبة عن فِرَق الاغتيال الجديدة والقديمة، جماعات الإرهاب العقديين المتطرفين، وخلايا الإرهاب المأجورين لأسيادهم المحليين والخارجيين من ذوي الدفع المسبق والمهر المؤخر؟!


 � يعلمون هذه الكيانات الإرهابية القديمة والجديدة النمطيّة والنبطيّة  والوافدة على تعز، هذه الكيانات المتربصة بالمؤمنين الوطنيين الأخيار، وبالوسطيين المعتدلين، الفِرق التي تعمل على استرخاص واستباحة دماء الناس وأموالهم بغير حق  خدمة للعملاء، وخلط الأوراق التعزيّة على بعضها البعض، ومن ثم الاصطياد في المياه العكرة، بل الأسماك الثمينة! 


� أخيار تعز يعلمون بدرجة امتياز هؤلاء الاغتياليون والقتلة المجرمون وخلاياهم في الداخل، وأماكن تواجدهم ومربعاتهم، ونقاطهم وطرق تحركاتهم، وكشوفاتهم المعتمدة للتصفيات، ومخططاتهم الاستراتيجية والمرحليّة، وبدايات تدشينها الاغتيالي المرحلي في كل المجالات المختلفة، ومن ثم يقفون على شبكاتهم وخيوط موقلة بداعميهم النذلاء، ومن يقف ورائهم في الداخل والخارج، على مستوى أوساط وأصوات ناشزة في الشرعيّة، وفي أوساط الحوافيش العدو الأساس، بل إن بعض هؤلاء القتلة ورموز منهم ومنفذون عمليات مباشرة  كبيرة وخطيرة في الداخل التعزي هم يقبعون حاليا في سجون الشرعيّة التابعة للجيش والمقاومة والسلطة المحلية في تعز، ويأكلون ويشربون ويتقربون إلى الله تحت إجراءات التحقيق والتحفظ، وكل المعلومات السابقة هي حصيلة هؤلاء السجناء المقبوض عليهم في أثناء عملياتهم الاغتيالية القذرة، أو بعدها، أو من خلال المداهمات الاستخبارية المسبقة لأوكارهم.  


 � وأخيار اليمن عامة وتعز خاصة يعلمون بدرجة عالية أن هؤلاء البغاة القتلة الخائنون لوطنهم ودينهم هم العملاء الحقيقيون لأعداء رموز ثورات التحرر اليمني في الجيش والمقاومة وثورة فبراير 2011 وللحاضنة الفولاذية التعزية، فهم الشاذون عن الدين الإسلامي، وعن أصول الأخلاق الإنسانية المتعارف عليها بين الأديان السماوية، وعن العادات والتقاليد والأعراف، وعن الثقافة والحوار والكلمة الطيبة السواء التي تقاتل تعز من أجلها وفي سبيلها وتقدم شهدائها وجرحاها فداء لها، وتواصل مسيرتها النضالية رغم تقصير الأصدقاء وتباطؤهم، أو تلون الأعداء وعداوتهم، أو تقليب الأمور وتأسيد النمور، أو تشقلب الغايات وتعاكس الأهداف الحربية وانحرافها عن المسار الصحيح.


� لكن في مقابل ذلك الكم المعرفي الهائل، والرصد الاستخباراتي الدقيق، حصيلة ثلاث سنوات من الحرب والكفاح والجاهزية الدؤوبة واليقظة الحذرة وتعز تضع إحدى عينيها على الجبهات والأخرى على المربعات الداخلية والحارات، رغم قلة إمكاناتها،   فهل هناك فعل قوي من جهة الجيش والمقاومة والسلطة المحليّة المتواجد في داخل المدينة وأريافها لرفع درجة التأهب وإعلان حالة الطوارئ في مداهمة هؤلاء الاغتياليون وقتالهم في أوكارهم دون تردد أو تلكؤ؟ هل هناك قدرة على إعلان حالة النفير المجتمعي الداخلي لمواجهة هذه العصابات والعمل على كشف أوراقها بشفافية تامة للرأي العام، مهما كان حجم الأشخاص الذين يقفون خلفهم وثقلهم وهيئاتهم؟ هل آن الأوان للاستفادة من المستوى الاستخبارتي والمعلوماتي المتقدم الذي حصدته تعز حول الخلايا الإرهابية الاغتيالية خصوصا بعد أن وقعت حالات منها في قبضة الجيش والمقاومة والسلطة واعترافات خطيرة مباشرة؟ وهل هناك عذر يمنع من معاقبة المجرمين الذين يعيثون الفساد في مدينة تعز؟ وقد بدأو تدشين مرحلة جديدة في الاغتيالات النوعية ومن العيار الثقيل في كوادر تعز المتميزة؟ فلماذا لا يبسط الجيش والأمن والمقاومة المخلصة والسلطة المحليّة نفوذهم في ربوع مدينة تعز قاطبة وتكون مسؤوليتها مباشرة عن هذه المربعات المصادرة، والثكنات المشيخية الإرهابية الشاذة؟


� قلنا واقتنعنا وصحّحنا أن التحرير والحسم في تعز يحتاج إلى قرار سياسي من التحالف العربي ومصادقة من الشرعية ودعم مادي ومعنوي وتسليح حتى وإن كان قرب القيامة!، فهل تنظيف تعز من أوساخ الإرهابيين وأرجاس الاغتياليين ومعاقبتهم العقاب الرادع الذي يستحقونه يحتاج إلى قرار سياسي من التحالف العربي والشرعية أيضا؟ أم أن عصابات الإرهاب هذه وجماعاتهم وكياناتهم وكائناتهم والجهات التي تتبناهم وتموِّلهم تعد من المحميّات البيئة الطبيعية التي لا تقطع أشجارها، ولا يُدخَل بيوتها، ولا يمنع سقاؤها، ولا يصاد طيرها، ولا تمس أفخاخها، ولا تكشف وجوهها، ولا يفتح لثامها؟!   


� ليتقدم للإجابة التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة، أو الشرعيّة بقيادة رئيس الجمهورية هادي، أو مدينة تعز المحرّرة بقيادة المحافظ أمين محمود، فهم المعنيون بالأسئلة السابقة والإجابة عنها؟! وليكن الجواب ما يكون، فإن تعز سائرة على درب آلاف الشهداء وعشرات الآلاف من الجرحى، ولن يوقفها عن نضالها اغتيال الأخ الأستاذ المربي رفيق الأكحلي الذي قضى نحبه في سبيل الله شهيدا رفيقا للأنبياء والرسل والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا، ولن تنثني تعز عن تحقيق أهدافها الساميّة بمحاولة اغتيال الأستاذ الفارع والخطيب البارع الوجه الثقافي والفكري والديني المشرق لتعز  عمر دوكم خطيب جامع العيسائي وساحة الحريّة المميز وإخفائه عن المشهد قسرا وعنوة، حفظه الله وكتب له الشفاء العاجل، فذاك هو رفيق الأكحلي عند ربه ينعم، وهذا عمر  دوكم الله به ألطف وأرحم، ومن أراد تعز له ملهَى ومَدْمَى ومغنم فلينتظر نهايته الحتمية فستورده پئس المأوى والمصير قعر جهنم، والتاريخ لا يرحم؟!.


 


المقال خاص بيمن الغد


 

زر الذهاب إلى الأعلى