مقالات

روح اليمن المُغَيّب جَبْرًا وقسْرًا؟!

 


الأستاذ محمد قحطان عضو الهيئة العليا للتجمع اليمني للإصلاح، والعضو الأساسي والفعّال في الحوار الوطني الشامل، والإنسان الوطني الرّمز والقيمة، صاحب الثقافة الإيجابية العالية، والقيمة الحوارية الراقية، والنضال السلمي المتباهي والمتناهي في سبيل رفع الشأن اليمن في السياسة والإدارة والاقتصاد والأمن والتشريع والاستقرارا، من الرجال الأوائل الذين ينتمون لأوطانهم قبل الانتماء لأحزابهم، ومن الفرائد المميزين الذين رفعوا شعار المصلحة الوطنية العليا أولا!


⬅ الأستاذ محمد قحطان -حفظه الله- يحمل ذلك الموروث الثقافي والحضاري والديني والخلقي لبلده ووطنه اليمن، بل ويُمثّل حاضر اليمن اليوم في أزهى قيمه وأعرافه وعاداته وتقاليده الصحيحة النقيّة التي لم تمس بِشرّ عبر العصور، وهو كذلك  لليمن الغد والمستقبل المشرق، نعم يُمثّل قحطان اليمن الحضاري الأصيل حلم اليمن السعيد والبلدة الطيبة اليوم، بتبنِّيه مبادئ الشورى والديمقراطية والحوار بالحكمة وبالتي هي الأحسن، وبالمنطق القويم، والكلمة السواء، ينطلق من الماضي اليمني المشرق المؤسِّس للقيم الحافظة للدين والدنيا، الجامعة بين التدين الوافي والتمدن الصافي والمشروع اليمني المتكامل، المشروع الشامل الذي يعتمد الفكر المستنير، والمنطق السليم، والحكمة البالغة، والقول السديد، كمرتكزات أساسيّة وحلقات ثابتة للوصل والاتصال، ونقاط محوريّة للالتقاء اليمني اليمني، والسياج القابل  للاحتواء الكلي دون استثناء، والأرضيّة المتسعة للجميع، الصانعة للتجاور والتحاور والتقارب والتعايش المريح بالتساوي دون تمييز، بعيدا عن الاستقواء الممقوت، والاستحواذ المشحوت.


⬅ الأستاذ محمد قحطان الرافعة الوطنية الشامخة للحجة الدامغة، والبرهان القوي، والدليل الناصع، والمنطق السليم، والخبرة والتجربة الناجحتين، المُعتمد على الفذلكة الحوارية الإيجابية بأساليب راقية وفالحة وهادفة، غايتها الإصلاح بين الناس على اختلاف أطيافهم وأفهامهم وانتماءاتهم ما استطاع إلى ذلك سبيلا.  انتصاره للحق الوطني اليمني يقوم على سلميّة الكلمة واليد واللسان والتغيير، بالامتحان السلمي والعلمي للخصم المفترض كي يبني مقرراته ونتائجه ويحدد مسافاته وأهدافه ووسائله وغاياته في ضوء مخرجات الخصم اللفظية ورغباته الداخلية ومشاريعه الذاتية الخاصة حتى يقف على خلفيّة المُجادِل والمُحاور عن قرب، فيستكشف الأهداف والغايات للآخر ومراميه المخبوءة! .


⬅ قحطان يسلك هذا الطريق وقدوته في ذلك ملكة اليمن في التاريخ اليمني القديم، الملكة بلقيس رمز الحضارة اليمنية المشرقة، كما جاء الشأن في الأحداث التاريخيّة الثابتة التي سجلها القرآن عن هذه الملكة العظيمة مع قومها من جهة، ثم المِلكة مع نبي الله سليمان عليه السلام من جهة أخرى، مستفيدا من ذلك العائد الحواري والنتاج القيمي العظيم بين سليمان نبينا وبلقيس ملكتنا، الذي كانت نتائجه راضيّة، ومخرجاته مرضيّة، بتصديق ووفاق مباشرين، وئام واتصال وتعامل، وقوة ووحدة، وإيمان وإسلام مع سليمان لرب العالمين. وكم كانت حاجة اليمن اليوم ماسة لتجديد هذه المدرسة الشوروية الحوارية الجمعيّة؟!، وهي أشد حاجة للاستفادة من رائد هذه المدرسة في عصرنا هذا الأستاذ محمد قحطان كي تتجنب ما هي فيه اليوم، وتسلم من الدمار والخراب والحرب والاحتراب الذي حلّ بها جراء فرديّة الحكم والتسلط، وواحديّة التفكير، والاستبداد بالرأي، والاستعلاء الجهوي، والتعصب المذهبي، والتعامل بالطغيان وقوة البغي.


⬅ وبما أن الأستاذ قحطان يحمل الفكر الإسلامي والقرآني والسُّني من منابعه الصافيّة كما هو في القرآن والسنة وعقليات الخلفاء الراشدين فقد تشبّع عقل هذا الرجل وفكره وروحه بهذا التوجه الحواري الإسلامي الإيجابي وتخمّر وأنبت واخضرّ وأثمر وآتى حقه يوم حصاده، حتى صار هذا التفكير السلمي الراقي حوار وتنظير إسلاميين يتحرك في الواقع اليمني، وفي جميع الأوساط والأطياف، ثم جمع إلى ذلك خير ما انتجته العقول البشرية في الثقافة المدنيّة  وفلسفة الدولة المدنيّة مضيفا إلى ذلك الثقافة الدينية الصحيحة السليمة، فكان منطقه كله شورى وديمقراطية، وقيَم خلقية عليا، وروح سامية سمحة، وسماحة ووسطيّة، وعدل واعتدال، ومواطنة وحريّة ومساواة، فإن الأكرم عند الله هو الأتقى وليس الأعلى ولا الأغنى ولا الأقوى؟! 


⬅ وهذا الوجه الحضاري المشرق هو الذي مثله الأستاذ قحطان وجسده واقعا وممارسة في حياته وتعامله مع كل الأطياف والأحزاب والقبائل الحاكمة والمعارضة السياسية في الداخل اليمني، بمعيار واحد مع الشعب، ومع السلطة، حيث كان لليمن كله وجميعه ولم ينقص من ذلك شيئا، فما كان الأستاذ قحطان يُمثل في الواقع حزبا ولا طيفا ولا طائفة، وما كان يمثل دولة ولا نظاما، ولا حراكا ولا تكتلا، ولا جماعة، ولا حركة ولا قبيلة، ولا منطقة بعينها، وما كان يمثل مذهبا بعينه، إنما كان يمثل كل هذه المسميّات والتصنيفات مجتمعة في أحسن أحوالها وصورها وأشكالها، يتعامل مع الجميع سواسيّة كأسنان المشط وعلى مسافة واحدة، من أجل الوطن واليمن، إنما كان همه اليمن وأن ترسو هذه البلدة في مرساها التاريخي والحضاري المشرق الأصيل، وأن تكون في مصاف الدول المتقدمة المزدهرة المستقرة المتعايشة لا أكثر من ذلك ولا أقل؟!


⬅ لكن الكِتَاب الاستبدادي الكهنوتي الاستعلائي كان قد سبق على اليمن فانقلبوا عليها واختطفوها وغيّبوها عن الأنظار جبرا وقسرا، وأهلكوا حرثها ونسلها وعمرانها وإنسانها على السواء، ثم سبق كِتَاب هذه الجماعات والأحزاب الإرهابية بظلمها وجبروتها، أقصد الجماعات المسلحة الإنقلابية العفاشية والحوثية على الأستاذ قحطان فأوردته مختطفا ومعتقلا ورهينة وسجينا سياسيا من الدرجة الأولى في سجونهم الكهنوتية المظلمة، وفي غياهب حزب المؤتمر الشعبي العام جناح الزعيم السابق الراحل المخلوع سياسيا والمقتول صبرا وغدرا من قادة الزمالة الحميمة في الانقلاب الثنائي المشؤوم.. ليقبع الأستاذ اليمني القحطاني في سجون أولئك الشياطين المردة، وفي كهوف هؤلاء الجن المُجرَعين المجرمين الذين لا يرقبون في مؤمن حر وطني سلمي إلا ولا ذمّة حتى كتابة هذه السطور؟!


⬅ واليوم، وبعد ثلاث سنوات مظلمات لتاريخ هؤلاء وهم يقهرون ويذلون ويعذبون أوفى الأفياء لليمن والثورة والجمهوريّة الأستاذ قحطان ظلما وعدوانا وبلا موجب، ولا حجة شرعية، ولا جريرة، ولا دليل، ولا قرينة ترتكب، ومن هنا نناشد بقايا الضمير اليمني، وعقلاء الأحزاب اليمنية من كل الأطياف والمنابت والمشارب الذين يؤمنون بعدالة قضية قحطان أن يقولوا كلمة الحق ويشهدوا بالحق ويبذلوا قصاري جهدهم في فك أسر هذا الرجل المخلص، ونناشد   الضمير العربي، والضمير الإسلامي، والضمير الأممي، ودعاة الحقوق الإنسانية، وجميع المنظمات الحقوقية والإنسانية المحلية والإقليمية والدولية النظر في قضية الأستاذ محمد قحطان روح اليمن النابض والوطن الإنسان وإطلاقه فورا من قيود السجّان الغشوم مهما كانت الأثمان؟! وحسبنا الله ونعم الوكيل، والله المستعان،،،،


الحرية _ لقحطان_


 

زر الذهاب إلى الأعلى