مقالات

الأمم المتحدة والغثيان السياسي..!

 


العالم كله يعاني.. يكابد.. يتألم.. مشكلات سياسية.. وصراعات دولية.. وقلاقل إقليمية.. ومؤسسة عالمية تنتمي إليها أمم العالم تتفرج بعيون ضريرة.. ونظر مختل.. وميول مقيتة.


الأمم المتحدة تلك المؤسسة التي أنشئت لتؤمن العالم وتسعى إلى هدوئه واستقراره وتنميته.. طبعاً هكذا زعموا باطلاً حين إنشائها.. باحتلال دول تسمى عظمى.. ولحقتها دول تائهة، حائرة.


عندما نستدعي الماضي ونسترجع التاريخ منذ إنشاء تلك الأممية لن تجد في سجلها انتصاراً للحق على الظلم، ولا للاستقرار على النزاعات، ولا للسلام على الحرب، بل كان تاريخاً يغص بإثارة الفوضى، وماضياً ممتلئاً بالمشكلات، ومواقف تموج بالإشكالات.


ولاشك أن سطوة القوى الفاعلة، ونفوذ الدول المهيمنة على هذه المؤسسة أضاعا بوصلة أهدافها المنشودة.. وجعلا منها قبلة لتنفيذ مصالح تلك القوى والدول.. ومدا فيها مساحات العبث السياسي، والتحكم الانتقائي في كثير من قضايا العالم.


هذه المؤسسة لم تبن في واقعها على ركائز ديموقراطية حقيقية صادقة.. فغدت مؤسسة منحازة ومائلة تحتضن دولاً تدّعي مبادئ العدالة والمساواة والحرية والديموقراطية. هذه الدول فقدت مبادئها، وكشفت عن سيقان أطماعها، وأهدافها الحقيقية من تلك المؤسسة بالسيطرة على أطراف من العالم، وعبر إذكاء الصراعات بسوء وكذب التعامل مع ملابساتها.


نعم مؤسسة الأمم المتحدة طرف دائم في التشتيت والخذلان، وهي بصف الفوضى في كل قضية مرتبطة خاصة بالشرق الأوسط أو القضايا العربية.. فكما يحدث في سورية هناك صمت مطبق عن العبث والظلم والتجاوزات في كثير من أحداثها السياسية والعسكرية والاقتصادية، تجد قرارات إسفنجية لا يُبالى بتنفيذها، ولا يُهتم بمتابعتها أو محاسبة الرافضين لها.. في قضية فلسطين ميل واضح وانحياز تام لكل أمنيات وخيارات الدول الكبرى التي ترعى إسرائيل.


والقاصمة حقاً هو ما يحدث في اليمن بسكوت أخرق لهذه الأمم المتحدة عن انقلاب ميليشيات على شرعية الحكم في اليمن، ورضوخها لرؤى وتدخلات وتطفل دول النفوذ والسيطرة.. قرارات هشة لا قيمة لها، ميل واضح عبر مناديبها الضالين المضلين، تعطيل لجهود التحالف في إنهاء المشكلة اليمنية على أرض الواقع.. ومع ذلك مازالت تعبث باليمن من خلال مبادرات مبتورة غير واضحة ولا جادة.. تقوم على تغيير الأماكن والطاولات مع ثبات الاختلال والمماطلات والتدليل للجانب الحوثي.


هذه المؤسسة “الأمم المتحدة” تضع ثغرات في الاتفاقات لإعادة الجدل وتمطيط الأزمات، وتجيد مسألة إعادة إنتاج وتعزيز الخلافات في قضايا الشرق الأوسط بوحي من دول السيطرة.. وتطرب في فنون إطالة المشكلات والتفاوضات لتمتد سنين وسنين فتقتات القوى الفاعلة من مكاسب تلك الصراعات.


ويبقى القول: بمراجعة التاريخ سترى أن أي صراع في منطقتنا بعيداً عن تلك المؤسسة الأممية ستجد التفاهمات الثنائية بين أطرافها حلت مشكلات متعددة.. لكن عالمنا المنفصل سياسياً رهين بغثيان أممي جعل الإنسانية في سوء هضم لحقوقها دائم.


 


 

زر الذهاب إلى الأعلى