مقالات

سقوط الجوف انعكاس لفساد وفشل الشرعية

 


 


 


تصرفات وتحركات الشرعية الرخوة بكل أجهزتها صارت مثيرة للسخرية ومبعثاً لإحباط الناس.


 


سقوط المناطق المحيطة بالجوف كان يتوالى أمام الجميع، وكاذب منافق من يقول إنها كانت مفاجأة.


 


كل ما يفعله هذا الكيان العاجز هو إصدار بيانات وتعيينات وسفريات لا مردود منها.


 


لم يلتق الرئيس بمستشاريه ولم يستدع مجلس الدفاع ولست واثقاً إن كان أصلا يعلم تفاصيل ما يدور أم يتابعها مثلنا عبر الواتساب ومحطات التلفزيون ومكتفيا بما يصله عبر مكتبه والنجلين!


 


الرئيس ونائبه ورئيس الحكومة والوزراء جميعا هم الذين يتحملون مسؤولية كل كوارث هذا البلد، وعلى الذين يجدون لهم المبررات والأعذار أن يخجلوا وأن يتوقفوا عن الكذب.


 


أما مجلس النواب فلا عتب عليه لأنه منشغل بالحصول على تأشيرات فارضا نفسه على مؤسسات منشغلة بهموم مواطنيها، والأكثر سخرية أن كافة النفقات ستكون من المال العام في الوقت الذي لم يستلم الموظفون مرتباتهم.


 


كيف يمكن لأحد أن يحترم أداء هذه المؤسسات رغم أن بها رجالا يستحقون الاحترام والتقدير لأنهم يحترمون وطنهم وذواتهم.


 


‏القول إن عدم الحسم في الحديدة أضعف الجبهات يستدعي التذكير بأن الشرعية:


لم تستطع تأمين عدن ومبررها دولة الإمارات والمجلس الانتقالي؛ ولم تتمكن من تهدئة تعز ومبررها الإمارات وقطر والحوثي؛ ولم تقدر على تأمين الجوف ومبررها أن الحسم لم يتم في الحديدة!، هي لا تقدر على أي فعل إيجابي.


 


وشيء خارق أن الرئيس ومستشاريه وحكومته لم يجتمعوا لبحث أسباب الكوارث التي تسببوا بها.


 


ومرة أخرى لن أطالب مجلس النواب بأي موقف لأنهم حساسون جدا وقبل عودة النواب من زياراتهم الترفيهية!


 


فحتى الآن ما زال القائد الأعلى للقوات المسلحة ونائبه ووزير الدفاع في سبات عميق ولم نسمع كلمة واحدة منهم عن مسلسل الفضائح.


 


وحده رئيس الوزراء تقدم الصفوف نيابة عن الشرعية فقال إن اليمن تمر ب(منعطف خطير) يتطلب رص الصفوف.. وشدد على ضرورة العمل بكل تصميم واصرار “لاستكمال” كما لو كانت حكومته أدت شيئا في الأصل.


 


رئيس الوزراء أوضح أن معنويات الأبطال تعانق عنان السماء، ولم ينس طلب نقل تحياته لجميع الأبطال الميامين، والأهم هو أنه شدد على ضرورة معالجة أي (نعم قال أي) اختلالات قائمة وأن الحكومة (طبعا بتوجيهات فخامة رئيس الجمهورية) لن تتهاون مع أي تقصير للمسؤولين.


 


هذا الخطاب الإنشائي كان من الممكن تمريره، لو كانت الحكومة متواجدة في الداخل، ولحل هذه المعضلة أرسلت وزير الإدارة المحلية لدراسة الأوضاع!!!


 


ماعدا ذلك فهو رص لكلمات محفوظة من سلسلة أحمد سعيد وخطابات غوبلز.. لا قيمة لها ولا تعني سوى أن هذه الشرعية الفاسدة بكل مستوياتها معزولة عن الواقع وتعيش في عالمها الافتراضي، وكأنما الأمر مسابقة أطفال لاستعراض مهارات لغوية.


شيء مثير للغثيان.


 


وفي هذا الوقت ‏ها هم ممثلو الشعب الافتراضيون يقومون برحلات ترفيهية بغطاء شعارات لا تعني الجائعين واليتامى والأرامل والمرضى.


 


رحلات كامل نفقاتها مستقطعة من علاج مريض أو منحة طالب أو مرتب متقاعد ولا مردود منها سوى استنزاف المال العام وتأمين بدل سفر ومفردات مكررة سمجة!، عساهم يتذكرون الأحياء من الناخبين!


 


البعض يفسر بسذاجة انتقاداتي بأنها موجهة لأشخاص بعينهم، والواقع أنني أتناول ظواهر عامة سلبية تستنزف المال العام بدون مردود على البلد ولا غرض منها إلا مجرد الظهور، وتعبث بإدارة ما تبقى من الدولة.


 


انتقاد المسؤولين على فسادهم وعبثهم وكسلهم هو واجب أخلاقي على كل من يستطيعه، وعلى المسؤول ومؤيديه ألا يحنقوا وألا يعتبرونه أمرا شخصيا.


 


هل كان لأي متشائم أن يتصور أن الهؤلاء هم قادة مؤسسات البلد؟ وهل بهم يمكن استعادة الدولة أو الحديث عن شرعية؟


 


الهؤلاء لا يقدرون المسؤولية ولا يعرفون معنى الوطنية إلا بمقدار ما تدر عليهم من الأموال الفاسدة مقابل دماء الأبرياء ودمار الوطن!


 


 


 


 

زر الذهاب إلى الأعلى