مقالات

مملكة السلام

 


يمثل التقدير الدولي لرسالة المملكة الإنسانية التي تهدف لإرساء السلام وترسيخ قيم التسامح والتعاون بين شعوب العالم تتويجاً لعطاء سعودي متواصل منذ تأسيس البلاد وحتى يومنا هذا.


أيادي الخير السعودية امتدت لإغاثة المحتاجين في جميع أنحاء العالم ومساعدة من أجبرتهم الحروب والكوارث على النزوح واللجوء بعيداً عن أوطانهم وتوفير سبل الحياة الكريمة لهم لاعتبارات إنسانية صرفة بعيداً عن أي مكاسب سياسية أو أي اعتبارات عرقية أو دينية.


هذه الرسالة السامية لم تقتصر على الجانب الرسمي بل أصبحت جزءًا لا يتجزأ من الهوية الوطنية وصفة تميز السعوديين أينما حلوا في بقاع الأرض، وهو ما أسهم بشكل كبير في الحفاظ على الصورة النقية للمواطن السعودي العربي المسلم رغم المحاولات الكثيرة التي بذلتها دول ومنظمات على مدى عقود طويلة لتشويهها.


بالأمس القريب، أصدر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية تقريراً عن مستوى التمويل الدولي للاستجابة الإنسانية في اليمن للعام 2018م حيث جاءت المملكة في صدارة الدول المانحة داخل خطة الاستجابة الإنسانية في اليمن بمبلغ 530.4 مليون دولار من المبلغ الإجمالي 1.54 مليار دولار، كما أشار التقرير الأممي إلى أن المملكة تصدرت الدول المانحة خارج خطة الاستجابة الإنسانية لليمن بمبلغ 196 مليون دولار من المبلغ الإجمالي 466.4 مليون دولار.


وفي نموذج آخر يعكس تقدير العالم للجهود السعودية في خدمة الإنسانية جاء إعلان الصندوق الكشفي العالمي عن إكمال شباب وشابات العالم أكثر من مليار ساعة عمل من الخدمة المجتمعية ضمن المشروع الكشفي العالمي “رسل السلام”، وهو المشروع الذي أصبح منذ إطلاقه في المملكة في العام 2011م أضخم مشروع عالمي للخدمة المجتمعية.


المشروع العالمي نجح في أداء رسالته السامية من خلال إتاحته الفرصة لما يزيد على 28 مليون شخص للقيام بأعمال إنسانية في مختلف قارات العالم، وتمكن باقتدار من فتح نوافذ الحوار أمام شباب العالم لتحقيق الأهداف المشتركة والتغلب على كل ما يعيق تقدم البشرية وتنمية مجتمعاتها.


وفي مواكبة ذلك التقدير لا تزال أصداء العمل البطولي الذي قام بها المبتعثان السعوديان جاسر آل راكة وذيب اليامي تتردد في جميع الدوائر الرسمية والشعبية في العديد من دول العالم، حيث استشهدا بعد محاولتهما إنقاذ طفلين في الولايات المتحدة الأميركية، وتركا للعالم أروع لوحات التضحية لإنقاذ حياة البشر.


ما قدمته المملكة وشعبها ولا تزال تقدمه من صور الدعم والتضحيات من أجل الإنسان يعبر بجلاء عن نهج المملكة العربية السعودية القائم على الوسطية والاعتدال وترسيخ قيم السلام والتعاون والتعايش في العالم ودعم كل ما من شأنه خير البشرية جمعاء.


 

زر الذهاب إلى الأعلى