كيف صعدت الحوثية؟
تمثل ظاهرة صعود الحوثية واحدة من القضايا التي سادها قدر كبير من الخداع والتضليل ، وتقديم الاهواء السياسية والأحكام الجاهزة على الحقائق والوقائع أحيانا بجهل وحمق ، وفي كثير من الأحيان عن قصد وعمد .
خاضت الدولة اليمنية ستة حروب على عصابة مسلحة متمردة على القانون وخارجة على النظام والدستور منتصف العام 2004م ، وقد شاع في تفسير هذه الحروب على انها حروب مصطنعة وان الرئيس السابق اختلق هذه العصابة لكي يستنزف بها قطاعا من الجيش لصالح توريث الحكم لنجله .
كان هذا التفسير مدمرا للقضية الوطنية لانه زيف الوعي الجمعي بحقيقة التنظيم العقائدي السري للحوثي وطبيعته الطائفية وارتهانه لقوى خارجية ، مما اضعف الوعي الجمعي للشعب اليمني بخطورة هذا التنظيم ، ومخاطر بقائه واستمراره .
الاخطر في هذا التفسير أنه شكك في شرعية حرب تخوضها الدولة ضد تنظيم سري عسكري طائفي مرتبط بدولة أجنبية ، وحين تم النيل من هذه الشرعية ، اكتسب التنظيم الحوثي مشروعية الوجود والقبول .
استمر هذا التضليل في سيرته المزيفة للوعي والتاريخ حتى 2011م ، حيث جاءت نكبة فبراير بالتنظيم الحوثي إلى العاصمة صنعاء ومنحته ساحة في قلبها لينشط بحرية كاملة، في التنظيم والحشد والتعبئة والإعداد لمعاركه القادمة.
حينما نجحت عصابة الحوثي في السطو المسلح على كامل محافظة صعدة ، باركت جماعات نكبة فبراير العملية .
تمكنت عصابة الحوثي بفضل نكبة فبراير من الحشد والتنظيم في قلب العاصمة صنعاء ، عبر تنظيم أسموه”شباب الصمود” .
لم يلتفت أحد إلى خطورة التعامل مع تنظيم سري مسلح ، ولم يدرك أحد أهمية الاحتماء بالدولة والنظام ، فجاءت الحسابات الخاطئة والتقديرات الحمقاء بكل هذه الكوارث والويلات .
نحتاج إلى إعادة النظر فيما جرى منذ العام 2004م وحتى اليوم حتى نخرج من ويلات الاقتتال والحروب .