مقالات

​إيران تنتحر

 


يبدو أن الخطاب التصعيدي الإيراني بإغلاق مضيق هرمز قد اتخذ مساراً مختلفاً يؤكد خروج النظام الحاكم في طهران عن دائرة العقل تماماً.


خلال الفترة الحالية أصبح من المألوف خروج أحد قادة الحرس الثوري ليقدم خطبة سياسة تبدأ بالتهديد بإغلاق مضيق هرمز وتنتهي بالشعار الشهير “الموت لأميركا”، وهو ما يشير إلى تصدرهم المشهد الإيراني، وأنهم من أصحاب القرار الأول والأخير فيما يتعلق بالسياسة الخارجية.


الأنباء الواردة عن رصد تحركات غير اعتيادية للقوات البحرية التابعة للحرس الثوري في الخليج العربي ومضيق هرمز وخليج عمان تمهيداً لمناورة عسكرية في المنطقة لا يمكن لعاقل تصور أنها ورقة ضغط جديدة على الولايات المتحدة الأميركية بقدر ما تمثله من انتحار بكل ما تعنيه الكلمة.


المناورة إن حدثت فإنها تعني دخول إيران في طريق اللاعودة مع العالم، فأمن وحرية الملاحة في الممرات المائية الدولية لا يمكن أن يكونا مجالاً للتفاوض أو المساومة، ناهيك عن كون هذه الممرات شرياناً رئيساً يغذي اقتصاد العالم بالنفط.


إيران تعيش حالياً انهياراً اقتصادياً نتيجة سياساتها، ومن شأن أي تصعيد خارجي أن يجعلها كدولة في مهب الريح، فالعالم قد ضاق ذرعاً بها ولن يسمح بحدوث أي مغامرة من شأنها إحراق المنطقة وإحداث زلزال في الأسواق العالمية.


ما يجب على إيران فعله لتجنب أي كارثة قد تؤدي إلى زوالها قبل أن تؤذي الآخرين هو إلغاء فكرة امتلاك سلاح نووي إلى الأبد، والتوقف نهائياً عن تصدير الأزمات واختلاق الأزمات في المنطقة، وأن تعي حجمها الطبيعي على الصعيدين الدولي والإقليمي.


طهران ليست شرطي الخليج، ولا يمكن لمن يعاني من أزمات داخلية واقتصاد مشلول أن يمنح غيره ما يفتقد إليه من أمن واستقرار، وهذا ما يعني ضرورة أن يعيد أصحاب القرار الإيراني التفكير في التعامل مع شؤونهم الداخلية، وإصلاح اقتصاد بلادهم حتى تعود إلى مرحلة الدولة القادرة على الوقوف على قدم المساواة مع دول العالم التي سبقتها في جميع مجالات الحياة.


 


 

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى