مقالات

فائقة السيد

 


أيقونتكم الوطنية والنضالية فائقة السيد الأمين العام المساعد للمؤتمر الشعبي العام قلبها متعب..


لقد سألتها اليوم!


ما بك..ِ طمنيني عنكِ يا قلعة النضال؟


قالت: أنا متعبة -يا عبدالكريم- قلبي لا يتحمل الضيم والظلم والتّكبُّر..


قلبي ينزف، يا ابني، لم أستوعب أو أتحمل هذه الحقيقة/ الكابوس المتمثّل بغياب الزعيم الخالد علي عبدالله صالح وأمين الوفاء عارف الزوكا في ذكرى تأسيس المؤتمر..!


 


الصورة لم تكتمل عندي بعد، الرؤية غائمة، فكري تائه، جسدي منهك، ضميري ينزف، وجعي لا حدود له..


 


أن تأتي ذكرى تأسيس حزبنا الرائد وجثمان الزعيم لم تُسلّم ويُجرى لها مراسم دفن تليق بها وبمكانة صاحبها هذا التُّبّع الكبير واليمني العظيم والأصيل.. ضف إلى ذلك أن أولاده في السجون، هذه فاجعة كبرى تُضاف إلى فاجعة الفقد ومصيبة الإخفاء والغياب!


 


من أين نبدأ الكلام وكيف نختتم الخطاب وماذا نقول لأنفسنا وكوادرنا وجمهورنا؟


المؤتمر -يا ابني- أكبر من قاعة النادي الأهلي أو قاعة الهيلتون.. قُل لهم المؤتمر كبير جدًا إن كنتم تعقلون”.


الآن سأعترفُ لكم:


لقد جعلت كلماتها وعباراتها الدمع يجري في عيني بحرا، يحمل على سطحه سُفنا محمّلة بتساؤلات وحكايات، مرارات ومناجات.


هزمتني تلك المفرادات/ المجلدات التي أمطرتني بها وجعلتني أتسمر في مكاني وكأنني وتد لخيمة عتيقة نساها الزمن في مرابع تغلب وتميم، حاشد وبكيل، همدان ومذحج.


أيُّ صنف وخامة تنتمي لهما هذه المرأة الحديدية شديدة التوهُج والمثقلةبكل هذه القيم الإنسانية والوطنية والعربية الأصيلة؟


وأي مجد تبنيه وخساسة واستكانة تهدمهما؟


وأي عنفوان وخلود تحلق بجناحيهما هذه المرأة؟


حسناً.. أدركُ أن خلف كل هذه العوالم والتجليات والمواقف والأحزان والبطولات والكد والكفاح يقف عملاقان الأول اسمه الزعيم المغدور علي عبدالله صالح.


والثاني: الأمين المغدور عارف الزوكا اللذان اجادا بناء وغرس التراكيب الوطنية وتقوية مشاعر الحب لهما ومشاعر الارتباط بهما والإخلاص لهما وبهما ومعهما.


نعم يا أستاذة فائقة، أيُّ طعم لاحتفال وأيُّ معنى لتظاهرة وأيُّ قيمة لتجمع مؤتمري برعاية القتلة بينما جثّة التُّبّع المؤسس مخفية وأولاده في سجون المليشيات؟


من الذي تطاوعه نفسه للتصفيق تحت رعاية القتلة ومباركة الغياب والغدر والخيانة إذعانا لهم وتذلُلا بين أيديهم؟


من ذا الذي يستمتع باحتفال في صنعاء المحتلة التي غُيّب فيها جثمان الفارس، المؤسس، الماجد، الشهم الأصيل؟


من ذا الذي يستطيع أن يتقاضى مكرمة من كهنوت سلالي قاتل من أجل إقامة فعالية هي في الأساس مغلّفة بالاذلال والوضاعة، من ضمن أهدافها إعطاء مشروعية لمشاريع القتل والإقصاء وقهر الشعب وسجن وخطف أبنائه.


أمرض لمرضكِ، أستاذة فائقة، وأقرُّ بأنها مأساة مركبة وتعب يمتد كنهر جار من أقصى شرق المعمورة إلى أقصى غربها.


إنه الوجع وكفى.


رحمة الله تغشى الزعيم والأمين.. وجميع رفاقهما الشهداء..


وشفاكِ الله يا فائقة الوفاء والصمود والعطاء والنضال.


 


 

زر الذهاب إلى الأعلى