محليات

معلومات خطيرة تكشف لأول مرة عن الجنرال علي محسن الأحمر.. ومن هو (الملك الضليل)؟

 


نشر الكاتب السياسي اليمني / مروان الغفوري ، مقالاً ساخراً استعرض خلاله بعض الحقائق والجوانب الخفية في شخصية نائب الرئيس اليمني الجنرال علي محسن الأحمر وكيف استطاع التعايش مع مختلف الأوضاع بأقنعة مختلفة مكنته من البقاء لفترة طويلة بالقرب من مصادر القرار السياسي لليمن.


وفيما يلي نص المقال الذي عنونه بـ(علي محسن الأحمر):


علي محسن الأحمر ، هو ضابط كبير في الجيش الذي انقلب على الجمهورية وقاتل إلى جوار الملكية دون أن يعلن تأييدها. هو الآن ضابط كبير في الجيش الذي انقلب على الملكية ويقاتل إلى جوار الجمهورية التي لا يؤيدها.


في المرة الأولى كان أحد رجال السعودية ولازال ، في المرة الثانية هو أحد رجال الإمارات. لا يؤيد جهة حتى النهاية ولا يقاتل أخرى حتى الساعة الأخيرة، ولديه دائماً مفهوم استعمالي للجمهورية، فكرة قابلة للطرق والسحب وإعادة الإنتاج.


شيء واحد أخطأه محسن على الدوام: الشرف العسكري. طريق واحد لم يسلكه محسن : الطريق الذي يؤدي إلى السلم.


لدى محسن ، الآن : ثأر مع الجنوب، شمال الشمال، مع الدولة، ومع تعِز.


الحروب التي شنت على تعِز، تركت: 22 ألف جريح ، وستة آلاف قتيل، بحسب تقرير محلي. هذه جريمة ليس بمقدور التاريخ أن يهيل عليها التراب. الأصوات العالية ليست أعلى من التاريخ. وأي طريق لا يمر عبر “العدالة الانتقالية”، تلك التي تبدأ أولاً من تسوية حقوق الضحايا، لن يفضي إلى الاستقرار.


لم يعتذر محسن عن حروبه ضد شعبه، لم يبدِ ندمه أمام الضحايا وأقاربهم. الجهة الوحيدة التي اكتشف محسن أنه أخطأ في حقها: السعودية. قال إنها الشقيقة الكبرى، ردد هذه العبارة أكثر من مرة في الأسابيع الماضية.


 لا تزال حياة اليمنيين وجراحهم مسألة غير مكتشفة بالنسبة للضابط الذي يقاتل، منذ ثلاثة أعوام، بلا هوية. خاض حروباً احتسبتها إيران لصالحها، وهو الآن يستعد ليخوض حروباً تتحضر دولة أخرى لاحتسابها لصالحها. يبيع حروبه، هذا هو محسن . هو أيضاً يقبض الأثمان. إنه يبيع الحروب، ولأنه يفعل ذلك فالضحايا ليسوا سوى زبائن! ، تطلبون منه الاعتذار لزبائنه؟ كم أنتم متسرعون وحمقى.


حذر بيان صادر من تعز من “إعادة تدوير النظام السابق” ، لا أظن هذا التعبير المبتذل قادر على شرْحِ الحالة المركبة للضابط الذي يحمل اسم علي محسن . يخضع محسن لإعادة تدوير كمحارب لا كنظام، وهو يُحَضر جيداً ليخوض حروباً صغيرة، متتالية من الحروب في كل اتجاه، بحسب الحاجة. ثمة من قدمه بوصفه النسخة الجديدة من “الملك الضليل” الذي سيذرع الصحراء جيئة وذهاباً بحثاً عن ثأره. خان رئيسه الأول، ثم رئيسه الثاني، ثم أخاه غير الشقيق .


وهو في صنعاء، في العام 2014، أقلقته صورة الدولة التي وُضعت خططها في الحوار الوطني في “1800 ” مادة. إنها دولة، فكر محسن ، لا يمكنه أن يضعها تحت قدميه وقتما يشاء ، يريد دولة أخرى، دولة بالمقدور أن تطوى في قبضة اليد. سرعان ما انضم إلى جماعة إرهابية، أسماها هو وأخوه غير الشقيق : الدولة الشرعية.  يمنح الجماعة الإرهابية لقب الدولة حتى هذه اللحظة . يخسر المعركة والحرب والدولة وتاه بين القبائل إلى أن وجد مالكاً جديداً ، منحه المالك الجديد عربات وسلاح وقال له: كُر. كر يا علي ، ومضى بمحاذاة الجبال إلى أن يطلب منه المالك الجديد أن يحود يميناً أو شمالاً. لنتذكر أنه هو الذي سحق معسكراته خلال ثلاثة أعوام في تلك الجبال ، ثم تلقفه بعد ذلك وهو يتقافز في الجبال في زي المماليك.


ما من ثأر شخصي مع محسن ؛ هناك ثأر مع الخداع، مع الحيلة التي تقول إن ذنوب المحارب تسقط إذا غير سترته. ثمة مدن “مسكينة” يمكن اختطافها بيسر، ومدن صعبة. البضاعة المقاتلة التي تحمل الاسم “محسن” يمكن بيعها لضحاياها في بعض المدن وليس في كل المدن. لنقُل إنه مقاتل جيد، وإن جودته لا تعود إلى مهاراته بل إلى قدرته في جلب مزيد من المقاتلين إلى جواره ، هذا أمر يخص محسن ، وهي ميزة اكتسبها مع الأيام من خلال عمله داخل نظام على شكل عصابة، ومن خلال اختراقه العبقري للحدود بين الدولة والعصابة، ومن عمله في الجريمة التي لا تمنح الشرف.


المعركة الوحيدة التي كانت تنطوي على قدر ضئيل من الشرف هي حرب سبتمبر 2014 ، ولأن بها قدراً ما من الشرف فقد خسرها محسن خلال ساعات قليلة. لا يحتمل الصمود في حرب تمنح السلاح طهارة. لم يتعلم ذلك من العائلة، ولم يتدرب على المهارة الأخلاقية تلك من الأخ غير الشقيق .


محسن  يحارب، ويمضي. هو ليس النظام القديم بل عصابة جوالة تبيع سلاح الكتفين، لا تؤيد أحداً طوال الوقت ولا تقاتل آخر على مر الأيام. سيتقافز من جوار منتصر إلى جوار آخر، وسيجد نفسه في نهاية المآل وقد أصبح جوار الشيطان.


 

زر الذهاب إلى الأعلى