مقالات

كورونا.. خرافة علمية

 


 


قال لي صاحبي:


 


– لي أكثر من أسبوعين وأنا محبوس في البيت.


 


قلت له: ومن هو الذي حبسك؟!


 


قال: الخوف.. خايف من كورونا.


 


وواصل حديثه قائلاً:


 


في الأسبوع الأول كان الأمر شبه عادي، وكنت مرتاحاً لكوني خلوت بنفسي، لكني بعد مرور أسبوعين ضقت وتضايقت من الجلوس في البيت وشعرت باكتئاب.


 


قلت: طيب، يكفي حبس اخرج الآن من محبسك.


 


قال، وهو في حالة من التذبذب: اخرج! كيف اخرج!! وبعدين!!


 


قلت: اخرج وبس.


 


قال: وكورونا!!


 


قلت: كورونا فيروس مثل غيره من الفايروسات.. لكن أجهزة الدعاية والإعلام في العالم كبرته وضخمته وجعلت منه وحشا خرافيا وخرافة عظيمة اعظم من كل الخرافات.


 


قال: كورونا ليس خرافة.


 


قلت أعرف بأنك علماني تؤمن بالعلم وليس بالخرافات،


لكن عليك أن تعرف يا صاحبي بأن لكل عصر خرافاته، وكورونا خرافة علمية ظهرت في عصرنا هذا عصر العلم.


 


ومثلما كانت جداتنا ونحن أطفال يحكين لنا قبل النوم حكاية الجرجوف أو غيرها من الخرافات والحكايات المريعة التي تثير مخاوفنا وتجعلنا نتجمد من شدة الرعب.. ها نحن في عصر العلم ولشدة خوفنا من جرجوف كورونا نتجمد في بيوتنا ونكاد نموت رعباً.


 


لكن الفرق بين جرجوف طفولتنا وبين جرجوف كورونا، هو أن جداتنا المخرّفات والمتخلّفات والأميّات هن من كن يحكين لنا الحكاية.


 


أما خرافة جرجوف كورونا الذي جمد الحياة والحركة في العالم كله فتحكيها لنا القنوات الفضائية ويحكيها الأطباء والعلماء وكل المؤمنين بالعلم.


والكل مصدقها والويل لمن يشكك فيها..


 


قلت كل هذا لصاحبي، وقلت له بأن الحياة أقوى من الموت، ودعوته للخروج من محبسه.


 


لكن لأن صاحبي علماني يؤمن بالعلم وبخرافاته العلمية فما زال يتوجس خوفاً، وقال في آخر كلام لي معه بأنه سيواصل حبس نفسه في البيت ولن يغامر بالخروج.


 


 


 

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى