مقالات

السلام العادل والشامل المنشود

 


 


 


كحراكيين كنا ننتظر العالم يتدخل لنشر جنود مراقبة دولية ما بين قعطبة وسناح.. ولم يتوقع أكبر المتشائمين أن جنود المراقبة الدولية سيُنشرون ما بين شقرة وزنجبار.. أكيد في حد لعب بالإعدادات.


 


***


ستظل الأحقاد والكراهية مستمرة عاماً بعد عام متى ما استمرت أسباب الحروب قائمة.


إن كنتم دعاة سلام حقيقيين، أليس من الحكمة أن تطالبوا القتلة برفع البنادق قبل أن تلوموا الضحايا على الكراهية التي تخرج كردة فعل؟


أنا مع السلام العادل، وحقن الدماء ولم أغير رأيي في هذا الموضوع أبداً.


 


لكنني بالوقت نفسه مع خيارات الدفاع عن النفس، ومع خيار الدفاع عن الحقوق التي لا يعترف بها الآخر ويسعى لإلغائها بالقوة!


أنا مع السلام الذي يعطي لكل ذي حق حقه دون أن يبخس أحداً.. مع السلام الذي يعترف بالجنوب كشريك ويعطيه حقوقه السياسية -باختيار مستقبله السياسي- إما عودة دولته أو إعادة الوحدة التي لم تعد موجودة اليوم.. ومع السلام الذي يعيد للشمال والجنوب معاً مكانتهما ويحفظ كرامتهما.


 


أنا مع الشمالي الذي ينظر إلى الجنوب نظرة احترام وتقدير، ومع الجنوبي الذي ينظر إلى الشمال نظرة احترام وتقدير، ولست مع الوحدة بالقوة ولا أنا مع الانفصال بالقوة.


 


كجنوبي متى ما أعطي الجنوب حق تقرير مصيره بالسلم، وبكل حرية لن أكون مع خيار فرض إعادة دولة الجنوب بالقوة.


 


دعونا نلجأ للدعوة إلى حلول العقل والمنطق لنزع أسباب الحرب، وسحب البساط من تحت المتعجرفين وإيقاف ذرائع الموت الجماعي، دعونا نبدأ من هنا وليس من جلد الضحايا.


 


هذه هي الخطوة الأولى لدفن مستنقعات الحقد والكراهية إلى الأبد إن كنتم حقاً دعاة سلام ومحبة.


 

زر الذهاب إلى الأعلى