هادي.. رئيس دموي فائض عن حاجة التسوية
لم نر قط في كل التوافقات السياسية الوطنية، أن يكون نتاج مثل هكذا توافقات، رئيساً دموياً ونائباً قاتلاً، يجتران موروثهما الدموي التصفوي، فيما البلاد التي يجب أن يكونا أكثر حرصاً عليها، تمضي من حرب إلى حرب، ومن كارثة إلى أُخرى.
هادي رئيس، افتراضي، علاقته بشعبه مثل أي علاقة تتم عن بعد في هذا الفضاء الأزرق، حيث لا صلة مباشرة ولا تماس، ولا معرفة حقيقية لجوهر مشاكله وحجم معاناته، وبالتالي لا حلول مرتجاة.
هادي رئيس الصدفة، ومخرج هش من مخرجات سرقة ثورة الشباب، صنع كوارثه الوطنية الخاصة ومذابحه الدموية من تصفيات عدن، مروراً بمذابح ضباط العند وانتهاءً بتسليم صنعاء للانقلابيين.
رئيس مسكون بعقلية ثارية، لا يمكن أن يقود وطناً مثخناً بجراح الحرب، إلى بر التصالح والتسامح، وتخطي آثار الثأرات الدموية، إلى رحاب السلام الداخلي والتعايش الأهلي.
بقاء الرجل تعقيد إضافي لوضع بالغ التعقيد، ورحيله شرط أي تسوية قادمة، حيث لا يمكن أن يكون رئيساً ضد الإجماع الوطني، وفوق رغبات حتى الأطراف المتصادمة.
هادي لم تعد قضيته تحرير اليمن من التدخلات، لم يعد هاجسه استعادة صنعاء، إنه يدير صراعات انتقامية جهوية، مسكونة بماضوية دموية، واجترار كم هائل من الأحقاد الدفينة ضد عدن، لا ضد انقلابيي صنعاء.
إذا كان هادي اليوم مع السعودية، فإن أسرته واقامته الجبرية في الرياض، هو وحده -الإقامة- من يعطل إعادة تموضعه واصطفافه، مع الجانب الآخر التركي، لذا فإن مثل هكذا مهمة قد انيطت بالإصلاح بمباركة كلية من قبله.
الخلاصة:
رئيس يفرز شعبه على أساس خصوماته الشخصية، رئيس عبء على أية تسوية قادمة، وأن البقاء عليه هو فقط لتبرير استمرار التدخل، تحت يافطة شرعيته الشكلية المتهالكة، وأن تفكيك عُقد ملف الصراع، يمر فقط عبر الخلاص من رئيس دموي، يفرق ولا يوحد، يصنع الحروب ولا يقوم بدور إطفائي الأزمات.
* من صفحة الكاتب على الفيسبوك