الرئيسية

اختطاف الأطفال أكثر الجرائم ثراء “وضع مخيف في اليمن”

حسين خيري

لهم الله أي أب وأم يختطف ابنهما، وتكون البشارة لهما إذا طلب مختطفوه فدية، وغير ذلك تكون الحسرة لوالديه مدى الحياة، ويصبح مصيره مجهولا، وهذا الوضع المخيف ينطبق حاليا على أهل اليمن وأهل سوريا ، وكلما استشعروا أنه يلوح في الأفق عودة الهدوء لبلادهم سرعان ما تتفجر الصراعات والانفجارات من جديد، وصوت أنينهم صار لا يهدأ على قتلاهم وتشردهم وفقدان فلذات أكبادهم.

وفي الفترة الأخيرة تفاقمت ظاهرة اختطاف الأطفال في سوريا و اليمن ، ويصطدم المتابع للأحداث في البلدين بكثير من قصص الاختطاف، وتستهدف حالات الخطف أطفالا أعمارهم لا تتجاوز السنوات العشر.

ويكاد لا يخلو بيت في البلدين من حادثة اختطاف لطفل، ويوضح مسئولون بالمراكز الاجتماعية والشرطية أن معظم حالات الاختطاف تقع لسببين الأول للابتزاز المالي ومطالبة الفدية، والثاني بغرض التجارة سواء لبيع الأعضاء أو الدعارة، ويتزعمها عصابات إجرامية ومافيا دولية.

ومن جانب آخر ترتفع نسبة الأطفال المشردين نتيجة تدهور ظروف المعيشة ، وهناك نوع من العصابات المسلحة التي تستهدف تجنيدهم في النزاعات الداخلية، وتارة تصدرهم كمرتزقة إلى بلدان أخرى، وظهرت صورة جديدة من أشكال الاختطاف في سوريا و اليمن بدوافع انتقامية سواء عائلية أو عشائرية.

وبغض النظر عن تجنيد الأطفال ضمن ميليشيات مسلحة، تتصاعد معدلات الجريمة داخل تلك المجتمعات على نحو غير مسبوق، والطريف أنها تتم بيد أطفال، وترجع إلى تمدد بيئة العنف وانتشار أجواء الإرهاب، ونتيجة لغياب القدوة وولي الأمر، إضافة إلى تدمير العديد من المدارس وتفشي الفقر.

ومنذ اشتعال الحروب والنزاعات الطائفية والأهلية في سوريا و اليمن كان الأطفال الأكثر ضحايا في البلدين، والسبب في تساقطهم ضحايا القتل والجوع ونقص الرعاية الصحية وسوء التغذية، وانتشار عمالة الأطفال من الأضرار الأخرى التي تصيب أطفال البلدين، ولم يقتصر الأمر على ذلك إنما يصل إلى اختطاف النساء لإرغام ذويهم على دفع الفدية خشية الفضيحة.

وحسب تقارير منظمات محلية ودولية تحتل صنعاء المرتبة الأولى في اليمن لحالات اختطاف الأطفال وتليها محافظة تعز، وأغلب آراء المسئولين في اليمن تنحصر نحو اختطاف الأطفال بهدف تجنيدهم لتنفيذ عمليات إرهابية، وتضيف أن جريمة الاختطاف تعد أكثر الجرائم ثراء بعد تجارة المخدرات والسلاح.

وتناشد منظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسيف” جميع الأطراف الدولية حماية أرواح أطفال اليمن و سوريا وتوفير الحياة الكريمة لهم، وتطالب بإرسال المساعدات بصفة دائمة، وتؤكد أن المساعدات تشكل شريان حياة للأسر الأشد احتياجا في سوريا و اليمن.

*عن الاهرام

زر الذهاب إلى الأعلى