يمن الغد – تقرير خاص
لم يكن في الامر ضعف او نقص في العتاد وان كان هنالك ارتهان وعواقب وخيمة للعمل في ظل اجندات غبية.. عدا ان تحذيرات سياسيون دوليون كانوا طالبوا في وقت مبكر بازاحة قيادة الاخوان من مقدمة الجيش بغية التعجيل في حسم المعركة وانهاء الانقلاب ربما تتحقق شيئا فشيئا..
* الانهيار المريع..
ينزلق الوضع العسكري في محافظة مأرب، شرقي اليمن نحو هاوية قد يصعب تفادي الانهيار المريع بعد ان حاصر مسلحو الحوثي المدينة وسيطروا على سلسلة جبال نهم شرقي صنعاء ومساحة واسعة من محافظة الجوف المجاورة لها.. فيما تغرق محافظة تعز غربي البلاد بفوضى العصابات المسلحة التي تتنامى تحت مظلة سلطة الاخوان المسلمين بالمحافظة..
وفي السياق يتحدث الناشط السياسي محمد الحسني لـ”يمن الغد” معلقا على الاحداث التي تشهدها محافظة تعز خاصة بعد ظهور عصابة مسلحة جديدة يقودها المدعو محمد هاشم حسن في بلاد الوافي علي الضاحية الغربية تمارس السطو والنهب وتهريب النفط الى مناطق المليشيا الحوثية، بان الانفلات الامني الذي تعيشه المحافظة هو نتيجة طبيعية لعدم الضبط والردع من قبل الاجهزة الامنية.. فالكثير من الجرائم التي تحدث داخل المدينة والتي للأسف غالبية ابطالها هم افراد محسوبون على الجيش بل ويتم حمايتهم من قبل نافذين.. فالمواطن في تعز اصبح يبحت عمن يحمية ممن يفترض انهم وجدوا لحمايته..
واضاف الحسني ان الجيش والامن في تعز بحاجة الى من يحميهم.. فالجندي يعود من مترسه في الجبهة بعد ان نجا من قناصة الحوثي ليلقى مصرعه في الشارع برصاصة غادرة على يد زميله..
واشار الى ان هناك من يستفيد من تغذية هذا الصراع بين فصائل مسلحة في المدينة وذلك لاستخدام هذه الجماعات والفصائل لتصفية الخصوم..
* مزحة ثقيلة..
ووجدت قبائل مأرب، التي تمتلك سجلا مشرفا في قتال الحوثيين وعلى رأسها قبيلة “مراد” نفسها مكشوفة الظهر أمام الهجمات الفاشية الحوثية القادمة من محافظة البيضاء، في ظل صمت مريب للألوية العسكرية الخاضعة لسيطرة حزب الإصلاح والتي تتحكم بالسلاح الثقيل والأفراد.
وقال السياسي اليمني خالد بن طالب لـ”يمن الغد” ان قيادات حزب الاصلاح الاخواني تسلم الحوثيين مدينة مأرب النفطية على طبق من ذهب بسبب سياساتها الهوجاء حد تعبيره.
من جانبه قال محمد الحسني انه ربما أصبح الحديث عن استعادة الشرعية وانهاء الانقلاب مزحة ثقيلة بالنسبة للمواطن اليمني الذي فقد ثقته تماماً بهذه الشرعية الرخوة التي ساعدت الحوثي في التمدد ابتداءً من صعدة وعمران وصولاً الى صنعاء وها هو يطرق ابواب مارب.
* الزحف نحو منابع النفط..
واتهم سياسيون يمنيون الجناح العسكري الاخواني بدفع مدينة مأرب النفطية بين مخالب مليشيا الحوثي بعد 5 اعوام من تحريرها بمساعدة دول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية.
وفي السياق قال المحلل السياسي اليمني خالد بن طالب، متحدثآ لـ”يمن الغد” ان الاختراقات التي حققتها مليشيا الحوثي في اطراف المدينة والزحف نحو منابع النفط والغاز جاء اثر هيمنة فصائل حزب الاصلاح الاخواني وتدخلات قياداته ال في تسيير خط المعركة..
واردف الحسني خلال حديثه لـ”يمن الغد” ان المعطيات تقول ان هناك خلل كبير والمتمثل في عدم التناغم بين التحالف العربي -الداعم الرئيس لإنهاء الانقلاب – وادواته على الارض..
واضاف: لقد توفرت للشرعية (الفندقية) جميع الفرص والمتمثلة في الدعم الدولي والاقليمي ودعم التحالف بالمال والسلاح الا ان هذه الشرعية الرخوة لم تستطع استغلال هذه الفرص.
وقال في اعتقادي انه اذا كان هناك نية جادة من قبل الشرعية لاستعادة زمام المبادرة فعليها ان تعمل على اعادة بناء المؤسسة العسكرية على اسس وطنية ومهنية بعيداً عن الحزبية وان يتم الاستعانة بذوي الخبرة والكفاءة من القيادات المجربة من داخل مؤسسة الجيش والذين تم استبعادهم..
وتحدث الحسني عن التداعيات التي ستتوالى في حال سقوط مأرب بيد الحوثيين.. مؤكدا ان ذلك سيعزز موقف الحوثيين خصوصاً وان مارب منطقة نفطية وسيعطيهم دفعة وشهية اكبر باتجاه اسقاط مناطق اخرى والتي ستصبح بالنسبة لهم تحصيل حاصل وسيكون ذلك بمثابة اخر مسمار في نعش الشرعية.
* عواقب وخيمة..
وتستغل المليشيا الحوثية العواقب الوخيمة لممارسات قيادات الاخوان بمأرب والحوف المسيئة للقبائل التي تساند الحيش الوطني.
ووجدت قبائل مأرب، التي تمتلك سجلا مشرفا في قتال الحوثيين وعلى رأسها قبيلة “مراد” نفسها مكشوفة الظهر أمام الهجمات الفاشية الحوثية القادمة من محافظة البيضاء، في ظل صمت مريب للألوية العسكرية الخاضعة لسيطرة حزب الإصلاح والتي تتحكم بالسلاح الثقيل والأفراد.
ودفعت قبائل مراد بالمئات من أبنائها إلى الخطوط الأمامية للدفاع عن مناطقها في ظل التهاون الإخواني، ومع اشتداد الهجمات الحوثية بواسطة آلاف من المجاميع المليشاوية القادمة من البيضاء، كان الخذلان هو الموقف الوحيد الصادر من القيادات الإخوانية العسكرية.
وقالت مصادر قبلية، إن المليشيا الحوثية استفادت من الهجوم الكبير في التوغل بمديريتي “ماهلية” و”رحبة” جنوب محافظة مأرب، وهي جبهة حرب جديدة دشنها الانقلابيون مستفيدين من سيطرتهم على مديريتي قانية وولد ربيع بالبيضاء.
وأشارت المصادر إلى أن المليشيا الحوثية استغلت السخط القبلي الواسع على القيادات الإخوانية في مغازلة الواجهات القبلية بمديريتي “رحبة “و”ماهلية”، ومنحها صكوك سلام، مستفيدة من علاقات يمتلكها عدد من المشايخ موالين لها ويمتلكون ثقلا في قبيلة مراد، وعلى رأسهم الشيخ “حسين حازب”، المعين من قبل الجماعة وزيرا للتعليم العالي.
* انقلاب الموازيين..
وسعت قيادات عسكرية بالجيش اليمني، خلال الأيام الماضية، لاحتواء الموقف الخطير جنوب مأرب وذلك بإرسال عدد من الكتائب إلى تخوم مديرية “رحبة” التي تسلل إليها الحوثيون، لكن رجال القبائل رفضوا وصول أي قيادات عسكرية موالية لحزب الإصلاح.
وأكدت مصادر مطلعة، أن قبائل مراد أبلغت رئيس هيئة الأركان العامة بالجيش اليمني، الفريق صغير بن عزيز، أنها لن تقاتل إلا إذا تم إرسال اللواء “مفرح بحيبح”، قائد اللواء 26 مشاة وأحد رجال الجيش الوطني المشهود لهم، لقيادة المعركة.
وبالفعل، دفعت الشرعية بعدة كتائب من اللواء 26 مشاة، إلى مديرية رحبة، بقيادة اللواء “مفرح بحيبح”، وفي غضون ساعات، استطاع القائد العسكري المخضرم الذي قدّم 3 من أولاده كشهداء في المعارك ضد الحوثيين، إيقاف التوغل الحوثي في مناطق قبائل مراد.
ووفقا لمصادر عسكرية تحدثت لـ”يمن الغد” فان كفة المواجهات بدأت ترجع لصالح الجيش الوطني، وتم استعادة عدد من المناطق المناطق الاستراتيجية في مأرب والجوف..
وقال مصدر عسكري ان أن المواقع المحررة بالجوف تمتد من جبهة المهاشمة إلى بير المرازيق بمديرية خب الشعب حيث تم تأمينها بشكل كامل.
وأضاف، إن المهمة التي نفذتها وحدات تابعة للمحورين الشمالي والأوسط حرس حدود أسهمت في تأمين الخط الرابط بين اليتمة (الجوف) ومحافظة مأرب.
وفي محافظة مأرب تم استعادة مناطق مختلفة اهمها “وادي زبيب وفراصيص وجبل حزير في مديرية رحبة، وتأمين مديرية الجوبة الاستراتيجية من أي تسللات للمليشيات الانقلابية.
* جبهة واحدة..
وفي السياق طالب بن طالب والناشط الحسني من الحكومة والتحالف التحرك العاجل لانتشال المناطق الواقعة تحت سيطرة الاخوان قبل وقوعها بين مخالب مليشيا الحوثي بسبب الممارسات الهوجاء لحزب الاصلاح الاخواني..
واكدوا ان هزيمة الحوثي تتمثل في اشتعال كافة الجبهات في ان واحد، كون الحوثي ينتصر بالانفراد بالمناطق التي يريد السيطرة عليها.
واعتبر بن طالب المعركة الحالية في الحديدة ة ومأرب والجوف هي الفرصة الاخيرة للانتصار على الحوثيين وانقاذ تعز ومأرب من جنون مليشيا الاخوان..