حوارات

مدير أمن الشمايتين يفضح مخطط الإصلاح جنوب تعز ويكشف تحركات المرشد “سالم” ويؤكد: الحوثي والإخوان وجهان لعملة واحدة


*العقيد عبدالكريم السامعي مدير أمن الشمايتين:

*سالم وقيادة المحور يستهدفون الحجرية

*سالم قام بتهريب 13 متهماً بقتل مرافقي المحافظ من التربة إلى مدينة تعز

*ما يقوم به الإخوان في المديريات سيولد ثارات بين أبناء القرية الواحدة

في هذا الحوار الذي لا يخلو من المكاشفة الشجاعة، كشف العقيد عبدالكريم السامعي، عن حيثيات محاولة إقالته، ضمن مسلسل استهداف الحجرية الذي يقوده حزب الإصلاح بقيادة ”سالم”، كما كشف عن تهريب سالم للمتهمين بقتل مرافقي المحافظ ليفلتوا من العقاب ولإدخال التربة في فوضى الاقتتال، بهدف إخضاعها لسلطة الحزب كما تم إخضاع مدينة تعز.

وتطرق السامعي إلى علاقة الحوثي والإخوان، وكيف تطورت هذه العلاقة وصولاً إلى عمل الطرفين كفريق عمل واحد.. فإلى الحوار:

حاوره/ عصام عبدالملك

▪ لو تعطينا نبذة عن بداية انفجار الوضع داخل منطقة التربة والتي بدأت مع قرار إقالتك غير الشرعي الصادر عن مدير أمن المحافظة؟

– بداية أحب أن أوضح أن ما يسمى بقرار إقالتي لو تم بناؤه على أسس سليمة ما جاء مدير أمن المحافظة بصحبة 15 طقماً عسكرياً لتغييري، ولو كان مدير أمن المحافظة وضع يده على أي مخالفة ارتكبتها ما جاء بهذه القوة لتغييري ودون علمي، فالقصة أن مدير أمن تعز اتصل بي قبل طلوعه التربة بيوم، وقال إنه عيد وسيخرج للمعايدة على الأرحام والأقارب ومن غير المعقول ألا يزور ضباطنا وأفرادنا وسيزورنا للتربة، فقلت له أهلاً وسهلاً، واتصلت بالأفراد والضباط للتجهز لاستقباله، ولم أعرف بموضوع تغييري إلا بعد أن أخذ مدير مكتبي عبدالرحمن الذبحاني وقام بسجنه، فاتصلوا بي من الإدارة يبلغوني بسجن مدير مكتبي، وأن مدير الأمن يريد الختم، فاتصلت له وسألته لماذا يريد الختم، فقال نحن أتينا بواحد بديل عنك واسمه مثل اسمك باختلاف اللقب ولقبه ”العلياني”. فقلت له أنت الآن نويت على الحجرية نية سيئة، بدليل أنك جبت واحداً مطلوباً أمنياً، وقد تم تصفية مسجونين لديه بطريقة خارجة عن القانون ”إعدام ميداني”، أي أنك تريد تصفية حساباتك مع الشخصيات الاجتماعية بالحجرية، وتريد إدخال المشاكل إليها، واعتبرت القرار غير شرعي، لأنه لا يحق له إقالتي وفقاً للقانون، وتواصلت مع المحافظ، فقال إنه لا يوجد لديه أي خبر عن إقالتي، وطلب أن اعتبر كلامهم ملغياً، وأصدر قراراً باستمراري في عملي مديراً لأمن الشمايتين، وانتهى الموضوع على ذلك.

في العصر قاموا بطرد أفرادي، وبعد خروج الأفراد من الإدارة عادوا لمحاصرة المدير وحشروه مع سبعة أطقم كانت معه في الزنزانة القديمة خلف الجامع، وتواصل معي المحافظ وأمرني بتسليم الإدارة إلى جميل عقلان قائد قوات الأمن الخاصة ليستلم الإدارة ويبقى فيها إلى أن يعود من الخارج ويضع حلاً للمشكلة، وهم ذهبوا لاستصدار أمر من وزير الداخلية لمحمد العليمي ورفضت ذلك، ومباشرة حصل اجتماع لمجلس الوزراء وأشاروا إلى ما حصل بالتربة، وأقروا منع التغييرات، الأمر الذي يعتبر فيه القرار لاغياً، وجاء بعد ذلك العميد حمدي شكري قائد اللواء الثاني عمالقة واتفقنا أنه يبقى الحال على ما هو عليه، ويبقى جميل عقلان مشرفاً على الإدارة لحين عودة المحافظ ليضع حلاً للمشكلة، وتفاجأت أن جميل عقلان أتى بالعليمي ليمسك إدارة الأمن.

▪(مقاطعاً) هل يعني هذا أن جميل عقلان متعاون معهم؟

– بدون شك، فهو يريد أن يتقرب من وزير الداخلية باعتباره ظهره، وتواصل بي البعض وقالوا أنت سلمت؟ فقلت لهم إني لم أسلم وما زال الختم معي، فذهبوا لصناعة ختم جديد.

▪قضية استهدافك هي فصل من مسلسل طويل لاستهداف الحجرية، ممكن أن نعرف منذ متى بدأ استهدافك؟

– بدأ استهدافي من حين تقدموا للمحافظ السابق الدكتور أمين محمود بضرورة تعييني في الحجرية، فبعد تعيين الدكتور أمين ذهبت إليه كل القيادات الاخونجية بتعز وأشادوا بي إشادة غير عادية، وأنه ضروري أروح الحجرية، وكانوا يظنون أني سأحرق بعد توفيرهم كل الوسائل لإحراقي، وكانوا يفتعلون المشاكل ويثيرونها، ومع ذلك طلعت نسبتي في تقرير الضبط 100%، حيث ضبطت 18 قضية قتل، و16 قضية سرقة، و32 قضية شروع في القتل بشكل كامل ولم أخسر في قضية واحدة.

فالإخوان جاؤوا بي إلى التربة بهدف إدخالي في مشاكل وتقديمي كفاشل بعد محاربتي، حيث لم تعط لي الإمكانات ولا نفقة تشغيلية ولا أطقم ولا أفراد، فأنزلت من إمكانات جبهة سامع واشتغلت بها في التربة، أنزلت أفراداً وأطقماُ وإداريين وحققت نجاحاً كبيراً كان المسؤولون يعايرون به الأكحلي ويطلبون منه تحقيق ولو نصف ما حققته في التربة.

▪ لو نتعمق بقضايا التربة اليوم بلا شك الانتشار والتحشيد العسكري غير المبرر يعد أهم القضايا.. ما الهدف من هذا الانتشار ومن يقف وراءه برأيك؟

– هذا الانتشار يأتي ضمن مسلسل استهداف الحجرية الذي بدأ فور تمكن الإخوان من إخراج كتائب أبو العباس من مدينة تعز، حيث بادر أبو العباس للخروج حفاظاً على دماء المدنيين الذين يتم استهدافهم من قبل ميليشيا الحشد الشعبي بهدف الإساءة للكتائب، وبعد خروج أبو العباس من تعز بدأ استهداف الحجرية مباشرة من قبل جماعة الإخوان، حيث سلخوا اللواء الرابع مشاة جبلي من اللواء 35 مدرع وأنزلوا قيادته إلى عدن وتم تشكيل اللواء بشكل عشوائي بدون أي معايير عسكرية، وبدلاً من الذهاب باللواء العسكري الجديد إلى جبهة حيفان والتي حددت كمسرح لعملياته تم الذهاب به إلى منطقة الأصابح، وحصلت مظاهرات واعتصامات من أبناء الحجرية لإخراجهم من المناطق المحررة، وصدرت قرارات من رئيس الجمهورية عبر وزير الداخلية بعودة اللواء الرابع إلى مسرح عملياته في حيفان، لكنهم رفضوا القرار ولبسوا ثوب الشرعية وتصرفوا باسمها رغم أنهم لا علاقة لهم بالشرعية، كذلك قرار وزير الدفاع ورئاسة الأركان بسحب قواتهم من التربة لم ينفذ ولم تنسحب هذه الميليشيات.

▪ الملاحظ أن حملة استهداف الحجرية وصلت إلى استهداف المحافظ نفسه عبر قتل اثنين من مرافقيه.. ما حيثيات وتداعيات هذا الاستهداف وهذه الحادثة؟

– لو رجعتم إلى القرارات والمنشورات التي نشروها سيتأكد بما لا يدع مجالاً للشك أن القضية هي استهداف للحجرية ولتعز بشكل عام من خلال استهداف أعلى رمز من رموز المحافظة وهو المحافظ، في اليوم الأول يرمون قنبلة على منزله وفي اليوم الثالث يستهدفون مرافقي المحافظ داخل سيارة سكرتيره الشخصي محفوظ الرعدي ويقتلون اثنين من مرافقيه ويصيبون آخرين.

تم الاستهداف لأن الإخوان يريدون فرض سيطرتهم على الحجرية التى ما زال فيها روح رمزية وسلطة المحافظ وروح الدولة، كما فرضوا سيطرتهم على مدينة تعز.

▪على ذكر قضية استهداف مرافقي المحافظ.. إلى أين وصلت هذه القضية وما تداعياتها؟

– بالأمس أخرجوا لجنة مشكلة من الوكيل عبدالحكيم عون وعلي الأجعر وفؤاد الشدادي، حين أخبروني أن هناك موكباً وأطقماً تتجه إلى منطقة كذا، تواصلت معهم واتصلت بالأجعر وسألته لماذا جاؤوا إلى التربة، فقال إنهم جاؤوا لحل مشاكل التربة وضبط المتهمين، فقلت له للأسف أنتم الآن لجنة تهريب المتهمين، وأنا أعرف أنهم ربما يجهلون ما وراء تكليفهم، لكن اتضح أنهم بالفعل لجنة تهريب المتهمين، بالأمس كانوا ينشرون الأطقم عند الشبكة وعند الأمن وفي ذلك الوقت تم تهريب المتهمين إلى داخل مدينة تعز.

▪هل لديك معلومات عن المتهمين وعددهم؟

– عدد المتهمين 13، والمستهدفون ليس من قتلوا وإنما المستهدف الحقيقي هي الحجرية، والمتهم الحقيقي ليس من أطلق النار وإنما قيادة محور تعز وعبده فرحان سالم على وجه الخصوص.

لنتساءل ماذا يعني تهريب المتهمين وهم سيسلمون إلى النيابة في تعز، يعني أنهم يشكلون لنا 13 “غزوان” جديداً في التربة، لأنه لو وصل المتهمون الــ13 إلى النيابة وحوكموا محاكمة عادلة فهذا يعني أن سالم لن يستطيع تكليف آخرين للقيام بعمليات القتل والاغتيالات في الحجرية، لأنه سيكون ملزماً بتسليمهم وستضعف معنويات أفراده، لكنه صمم على تهريبهم إلى تعز لتبقى روحهم المعنوية مرتفعة، وحين يكلف واحداً بقتل فلان يقوم بقتله لأنه يعرف أنه سيخارجه.

▪هل بالإمكان تحديد أسماء المتهمين والجهات التي يتبعونها؟

المتهمون الرئيسيون والذين باشروا إطلاق النار عددهم اثنان وهما: عبده نعمان الزريقي الذي يعرف بسالم الحجرية وهو تابع اللواء الرابع مشاة جبلي، وبهاء القدسي اللواء 17 مشاة، وخروج لجنة من ثلاثة قادة ألوية ”صادق سرحان وعبدالرحمن الشمساني وعبدالعزيز المجيدي” إلى منزل العميد عدنان الحمادي للتوسط لبهاء القدسي رغم عدم وجود علاقة للحمادي بالقضية التي تعد بين أولياء الدم والقتلة، تحرك قادة الألوية الثلاثة يطرح أكثر من سؤال.

▪هل تتوقع تصاعد الأوضاع في التربة بعد هذه الحادثة؟

– بدون شك، فإصرار سالم وأتباعه على تهريب المتهمين إلى تعز إلا من أجل الحفاظ على معنويات القتلة من أتباعهم، وأعتقد أن هذه العمليات ستستمر ما لم يعد الإخوان إلى رشدهم ويسلموا المتهمين لتصدر بهم أحكام مستعجلة وفقاً للقانون ويكونوا عبرة لغيرهم، بحيث لا يترك المجال لمن كلفهم بتكليف غيرهم للقيام بعمليات اغتيالات ستطال حتى النساء في التربة.

▪من قراءتك الشاملة لهذه القضايا.. كيف تقرأ العلاقة بين الحوثيين والإخوان؟

– أرى أن العلاقة القائمة بين الحوثيين والإخوان علاقة وطيدة من البداية، كل ما في الأمن أنهم انقسموا إلى قسمين، وهم وجهان لعملة واحدة.

انقسموا إلى قسمين لمعرفتهم أن التحالف سيعطي المقاومة الكثير من السلاح والإمكانيات، فالحوثي نفسه انقسم إلى قسم الرمح وقسم الدرع، الرمح هم الذين يقاتلون الدولة الآن، والدرع هم من انخرطوا في صفوف المقاومة وتلقوا الدعم ووصلوا إلى مراتب توجيه القرار، واستولوا على المال والسلاح، فأصبح المتحكم بقرار الشرعية اليوم هم الحوثيون المتواجدون داخل جماعة الإخوان، فأنا أعتبر أن النجاح الحقيقي للحوثيين هو قدرتهم على اختراق المقاومة بشكل أوصلوا عناصرهم إلى سلطة القرار الذي أصبح يسير جبهة القتال، لدرجة أنهم باتوا يعملون كفريق عمل واحد.

▪كلمة أخيرة في نهاية هذا الحوار؟

– أتمنى أن يعي الشعب ما يقوم به الإخوان ”حزب الإصلاح” من محاولات لملشنة الجيش والأمن، ومحاولات الزج بأبناء الناس وأبناء تعز على وجه الخصوص في معارك خاسرة بعيداً عن جبهات المواجهة مع العدو الحقيقي، لأن العمل الذي يقوم به الإخوان اليوم في المديريات سيولد حقداً دفيناً وثارات قادمة بين أبناء القرية الواحدة في كل قرى تعز، وأتمنى أن يعي الناس خطورة هذا الدور وأن يقفوا في مواجهة هذا المخطط الذي يستهدف تعز الثقافة وتعز الوعي وتعز النضال، وبشكل يصل بتعز إلى مرحلة الانحطاط بحيث لا يكون هناك من يقول لهؤلاء المنحطين نحن أفضل منكم.

زر الذهاب إلى الأعلى