تقاريرملفات خاصة

نازحو العند بدون مساعدات والمنظمات تتجاهل معاناتهم ومندوبيها ينهبون الإغاثات ويتقاسمون قوت الجوعى “تفاصيل موجعة”

الحياة التي يعيشها النازحون في مدينة العند محافظة لحج جنوب اليمن معقدة جدا لتدهور ظروفهم المعيشية.. يقول عدد من النازحين هناك أن المنظمات ومناديب المنظمات يتجاهلون معاناتهم ولا يصلون اليهم الا فيما ندر ويبقون بعيدين عن المساعدات التي حرموا منها ومن الاغاثات وكافة أنواع الدعم الغذائي والمالي.

تقرير / عبد الرب الفتاحي

 البعض أعتبر أن هناك اختلال في تصنيف النازحين من قبل المنظمات مع غياب المعايير وانعدام الرقابة والتقييم وتم حرمان النازحين من المساعدات ولم يتم وضعهم كأشد الفئات احتياجا من قبل المنظمات ومناديبها هذا ماصار يحدث في هذه المدينة تجاهل النازحين ممارسة أعتاد عليه الكثير بينما هناك من لم يجد من يهتم به رغم الظروف الصعبة وحياة الفقر التي يعيشونها.

النازحون لايحصلون على الاغاثات

تحدث محمد لطف عبد الله وهو نازح منذ ثلاثة سنوات لـ”يمن الغد” عما يعانيه هو والنازحين الأخرين فهو حسب قوله” لم حصل على أي شيئ ويحرموننا من المساعدات وليس هناك مايقدم لنا ولو بأي شكل”.

ويضيف محمد لطف “أنه لا يعلم أي شيئ غير أن النازح من امثاله يتم نسيانهم ويرون أن الاغاثات يتم تسليمها بطريقة لايعلم أحدا كيف تحدث.

وأشار إلى أنهم يسمعون احيانا عن حصول البعض من النازحين على مواد غذائية ومساعدات مالية لكنه والكثير لم يكونوا من الذين حصلوا على تلك المساعدات.

ورأى أن عملية التوزيع تحدث بناء على مزاج من يتحكم بالمساعدات حيث تقدم للبعض ويتم تجاهل الكثير، ويتابع حديثه “أن هناك تمييز ودور سلبي في المنظمات والمناديب”.

فساد المنظمات

محمد لطف أكد أن هناك فساد يتحكم في كل مفاصل المنظمات وأن الدور الاجتماعي والانساني سيئ في العند.

وتابع محمد حديثه لـ”يمن الغد”: هناك من صار يأتي بغير النازحين ويعمل على وضعهم كنازحين من اجل نهب المساعدات”.

وأشار إلى أن تلك السياسات تتم عن طريق أطراف متعددة ويتم تغير كشوفات النازحين ويقوم البعض بإدخال أهلهم كنازحين من اجل الحصول على المواد الغذائية والمساعدات المالية بدلا من النازحين”.

بينما يعتبر طه عبد الله أثناء حديثه لـ”يمن الغد” أن المشكلة تكمن في العبث الذي يحدث في مدينة العند من استغلال للمساعدات وذلك يحدث من خلال التنسيق مع المنظمات المركزية التي تعتمد على اشخاص ليقوموا بهذه المهام في المدينة.

ويعتبر طه أن هذا الاجحاف هدفه تغييب النازحين الحقيقين وتشترك في هذه السياسات حسب قوله اطراف متعددة بينهم المشائخ وبعض الشخصيات السياسية والاطراف الاجتماعية الأخرى.

وأرجع عبد الله أن هناك منظمات لا تقوم بنشاط انساني وإنما همها فقط استثمار كل تلك المساعدات لصالحها وهي وراء الفساد قائلا “هي تعبث بحقوق النازحين في العند ولا يعنيها ظروف من ترك منطقته جرى الحرب ولا يجد ما يعيل به أهله وأطفاله”.

المتحكمون بالمساعدات

في أحياء العند المختلفة يوجد أعضاء اللجان المجتمعية وهي المتحكمة بمسار تشكيل المناديب والتوزيع للمساعدات مع مشائخ المدينة.

حدثت قبل شهريين بعض الخلافات حول كيفية تعيين المناديب وأكدت بعض المصادر عن تجاذبات حدثت في وضع المناديب على بعض الاحياء وتحكمهم ورفعهم بإسماء النازحين وتوزيع المساعدات لكن هناك اتهامات للمناديب على أنهم يختارون الأسماء بناء على مصالح معينة والأولوية للأقارب.

تغيب متعمد للنازحين

يشكوا النازحون من إهمالهم حيث أن تقديم المساعدات لا يحدث بشكل عادل ووفق معايير ثابته هذا مايجمع عليه النازحبن.

ويكشف النازحون أن الكشوفات استبعدت من يحتاج لتلك المساعدات وأن هناك جهات تعمل لتحقيق مصالحها من وراء الامساك بملف النازحين حيث أن الكثير من المساعدات لا يتم توزيعها بشكل اعتيادي وثابت بل تُمنع واحيانا تصرف بسرية لاشخاص محددين.

خلافات حول تعين المناديب

وكشف مصدر مطلع لـ”يمن الغد” عن وجود نقاشات على تعين المناديب عبر تشكيل لجنه من الوحدة المجتمعية وأرجع المصدر ذلك إلى تدخل مشائخ المنطقة في وضع مناديب مرتبطين بهم على أحياء العند وهو ما أثار حساسية بعض الجهات بإعتبار ذلك منافسا لنشاطها”.

وأكد المصدر أن الكثير من المساعدات تذهب لهؤلاء المشائخ وأعضاء اللجنة المجتمعية وهم الطرف الاقوى في وضع من يريدون كنازحين وأستبعاد الكثير وهو ما أثار خلاف مع اللجنة المجتمعية.

العبث بسجلات النازحين

قال مصدر موثوق لـ”يمن الغد” وفضل عدم ذكر أسمه “أن هناك دور عنصري للتحكم بكل وسائل وامكانيات عمل المنظمات والمساعدات وجعلها ضمن اطراف بعينها.

بينما يرى صالح محمد صالح أن المناديب اصبحوا يضعون أسماء النازحين لمرة واحدة ثم يجد الكثير من هؤلاء النازحين أنفسهم يحصلوا على مساعدات واغاثات لمرة واحدة سواء في الحصول على المواد الغذائية والمساعدات المالية من اجل فقط استثمارهم ولا يحصلون بعد ذلك على أي شيء.

وأضاف صالح لـ”يمن الغد”: أن المناديب يلعبون بأسماء النازحين ويقومون بوضع أسماء أقربائهم أو شخصيات أخرى على أنهم نازحين واحيانا يتفقون مع البعض لكي يضيفوا أسمائهم مقابل تقاسم تلك المساعدات والمبالغ المالية.

أحد مصادرنا كشف لنا ان هناك أطراف تريد احتكار عمل المنظمات ووضع ملف النازحين ليكون ضمن اختصاص السكان المقيمين في العند أي الذين هم من سكان العند فقط ويمنع على غيرهم باعتبارهم غرباء رغم ان المساعدات مخصصة للنازحين الفارين من مناطق المواجهات.

وكشف المصدر أن هناك حرمان لأي شخص من خارج المدينة العمل او المشاركة في أي نشاط بأي منظمة وحرمان أي مندوب من خارج المدينة من تولي مهام تختص بتوزيع المساعدات أو إدارة هذا الملف.

وضع مزري للنازحين

يؤكد محمد عبد العزيز خلال حديثه لـ”يمن الغد” بأن النازحون يعيشون وضعا مزريا ومأساويا والسبب حسب رأيه وجود اطراف أصبحت هي من تتحكم بملف المساعدات وتحرم مستحقيها منها.

وأكد محمد أن المشكلة أصبحت معقدة كون الفساد في المنظمات يرتبط بنشاطها في أكثر من مجال وهو ما أدى حسب تعبيره إلى استبعاد النازحين الحقيقيين وتقديم أسماء لاشخاص غير نازحين على أنهم نازحين.

وأكد أنه ورغم اعتماد نظام البصمة الذي حدث قبل عدة شهور في المدينة إلا انه تم اضافة أسماء وبشكل سري.

وأضاف “لم يخبر أحدا عن وجود تلك اللجنة الخاصة بالبصمة حيث كانت تذهب لمنازل محددة ليتم وضعهم في نظام البصمة للحصول على مبالغ مالية مقابل المساعدات الغذائية”.

محمد رأى أن هذه المنظمات تعتمد على شخصيات تربطها بها علاقة وتم الاتفاق على تقاسم المساعدات.

وتابع حديثه “أن هناك من حصل على بطانيات وفراشات دون أن يعلم أحدا لماذا وكيف تصرف للقليل ويحرم منه النازحين الحقيقيين”.

زر الذهاب إلى الأعلى