تقرير خاص
حذر سياسيون وناشطون يمنيون من خطورة تماهي الحكومة اليمنية مع تصاعد نشاط الاخوان وتعاظم هيمنة مليشيا التنظيم المتشدد.
وقالوا في أحاديث متفرقة لـ”يمن الغد” ان الحكومة ستجد نفسها مستقبلا في ورطة وقد زجت اليمن والمنطقة في كوخ ملغوم بالتطرف ومهدد بعصابات مسلحة ارهابية مالم تبادر بالاصطفاف الى جانب التحالف لمحاربة الارهاب الجديد القادم من رحم اخوان اليمن…
* تساقط الأقنعة
وتحدث ناشطون يمنيون عن تساقط اقنعة الإخوان تباعا؛ حيث تحدث حبيب الحميدي لـ”يمن الغد” عن قناع جديد سقط عن الأوجه الإخوانية بعدما تباكت بشدة على القبض على القيادي الإخواني المصري محمود عزت القائم بأعمال مرشد الجماعة في مصر.
ويتوقع مراقبون، أنّه أمرٌ سيُحدِث انقسامًا كبيرًا في صفوف الجماعة الإرهابية على مختلف الأصعدة.
وفي هذا الصدد علق السياسي والصحافي اليمني المعروف جلال الشرعبي على خبر اعتقال القائم بأعمال مرشد جماعة الإخوان #محمود_عزت وقال أن “القائم بأعمال مرشد جماعة الإخوان #محمود_عزت يعد الدينمو المحرك والمسؤول عن التواصل مع جماعة الاخوان فرع اليمن”.
وأضاف الشرعبي في تغريدة على صفحته تويتر ـ رصدها محرر “يمن الغد”: القائم بأعمال مرشد جماعة الإخوان #محمود_عزت في قبضة الامن بعد سبع سنوات من الإختباء في شقة سكنية بالتجمع الخامس بالقاهرة”.
وقال “يجيد الإخوان المسلمون التخفي والعمل السياسي السري”.
واختتم الشرعبي تغريدته قائلا “تقول معلومات ان #عزت هو الدينمو المحرك والمسؤول عن التواصل مع جماعة الاخوان فرع اليمن”.
وفي السياق لم يبدي الناشط السياسي حبيب الحميدي أثناء حديثه لـ”يمن الغد” استغرابه من أن يكون حجم التباكي الإخواني كبيرًا على سقوط محمود عزت.
وكانت السلطات الأمنية (المصرية) قد ألقت القبض على محمود عزت القائم بأعمال المرشد العام لجماعة الإخوان الإرهابية، مختبئًا بإحدى الشقق السكنية في منطقة التجمع الخامس بالعاصمة القاهرة.
على الفور، ظهر التباكي الإخواني من كل حدب وصوب بعد هذه الصفعة الكبيرة التي نزلت على وجه الجماعة الإرهابية، وقد عبر عن ذلك إخوان اليمن بالنظر إلى الدور الذي لعبه محمود عزت لدعم حزب الإصلاح الإخواني والتنسيق المشترك فيما بينهم عملًا على خدمة المصالح الإخوانية الخبيثة.
وحرص العديد من المحللين السياسيين على إظهار علاقة إخوان اليمن بمحمود عزت، وقد انتشرت صورة على صعيد واسع، ظهر فيها القيادي في حكومة الشرعية صلاح باتيس عضو مجلس الشورى، وهو يُقبّل رأس القيادي الإخواني.
وبحسب سياسيين، فقد تتلمذ الكثير من عناصر إخوان اليمن على يد محمود عزت في جامعة صنعاء، وقد كان الرجل أول من أرشد الطلاب إلى تكوين رابطة طلابية، وقد قال الناشط السياسي علي الأسلمي إنّ هذه الرابطة كانت مرجعيتها إخوانية غير معلنة، يتم من خلالها استقطاب طلاب كثر تم السيطرة عليهم فكريًّا.
* غسيل أدمغة..
وكشف الكاتب والمحلل السياسي أنور التميمي في تغريدة عبر حسابه على “تويتر”، أنّ محمود عزت كان بصنعاء يأمر وينهي ويؤسس ويشكّل مجموعات ويبني خلايا ويغسل عقول وأدمغة، حيث كان بجامعة صنعاء محاضرًا، ثمّ مؤسسًا لجامعة الإيمان ومشرفًا وقائدًا لإخوان اليمن.
وبالنظر إلى عديد العمليات الإرهابية التي أشرف محمود عزت على ارتكابها في مصر على مدار السنوات الماضية، فإنّ عقولًا مفخخة بنفس ألغام هذا الإرهاب قد غُرِست في اليمن، وقد أصبح شغلها الشاغل خدمة مصالح جماعة الإخوان الإرهابية.
* مستقبل مفخخ..
اعتبر المحلل السياسي كمال ياسين تزايد النفوذ الاخواني باليمن أمر يعرقل قدرة التحالف على حسم الحرب على المليشيات الحوثية..
واتهم ياسين في تصريحات لـ”يمن الغد” الحكومة اليمنية بافساح المجال لتزايد النشاط الاخواني الذي بدوره افسح المجال لتدخل تركي- قطري..
كما اعتبر المحلل السياسي في حديث لـ”يمن الغد” النفوذ الإخواني المهمين على الشرعية أمرٌ شديد الخطورة..
وقال بن طالب ان اليمن والمنطقة ستواجه عقودا مفخخة بسبب السماح بتعاظم نشاط الاخوان باليمن..
* حملات مداهمة واعتقالات..
وتشن ميليشيات حزب الإصلاح في محافظتي مأرب وتعز، حملة اعتقالات واسعة منذ نحو 3 أسابيع، طالت المئات من الصحفيين والناشطين والمدنيين والعسكريين، في المحافظتين اللتين تعدان معقلين رئيسيين لحزب الإصلاح – ذراع الإخوان المسلمين في اليمن.
وقال مصدران أمنيان في محافظة مأرب شرقي اليمن، إن قوات أمنية تابعة للإخوان، مستمرة في حملات المداهمة والاعتقال منذ 7 أغسطس الجاري. مشيرين إلى أن الجماعة اعتقلت أكثر من 400 شخص من الأسواق والفنادق والمحلات التجارية بذريعة عملهم كخلايا نائمة لصالح ميليشيات الحوثي.
وأكد الضابط (م. ع. ق) الذي يعمل في شعبة الاستخبارات العسكرية بمأرب في حديث خاص مع «الرؤية» أن الحملة كانت في البداية لتتبع مجموعة عناصر مشتبه بهم وعددهم 6 أشخاص لم يُلقَ عليهم القبض حتى اللحظة؛ لكنها تحولت بعد ذلك لاعتقال أشخاص لا علاقة لهم بالعناصر المطلوبة، اُتهموا بأنهم «خلايا نائمة» ولا يزال كثيرٌ منهم حتى اللحظة معتقلين دون تهم.
وطبقاً للمصدر ذاته فقد تم ترحيل المئات من العمال من مأرب بشكل قسري «أخرجوا من مأرب دونما ذنب ورُحِّلوا إلى محافظتهم». من بين هؤلاء المرحلين، توفيق صالح، والجندي إبراهيم إسماعيل، وقد تحدث كليهما لـ«الرؤية» عن تفاصيل ما حدث معهما.
يقول احد المواطنين إنه كان يعمل في محل ألبسة في منطقة «سوق علي» بمدينة مأرب، وقد تم مداهمة المكان بثلاث عربات عسكرية ليلة 10 أغسطس، حيث اقتيد مع كل العاملين في المحل وعددهم 12 شخصاً، وتم سجنهم وضربهم في سجن إدارة الأمن وتجويعهم لثلاثة أيام دون معرفة الأسباب «ثم قاموا بترحيلي مع 8 من زملائي وبقي 4 أشخاص في السجن حتى اليوم ولا نعرف عنهم شيئاً».
وأشار إلى أنهم احتجزوا في سجن إدارة الأمن بمعية نحو 150 شخصاً كلهم عمال وجنود، وجميعهم لا يعرفون أسباب اعتقالهم وانتهاك حقوقهم في المعتقل، لكن أغلب الجنود كان اعتقالهم بسبب مطالبتهم بصرف رواتبهم التي يصادرها الإخوان. بحسب حديث الجندي إبراهيم إسماعيل.
وأكد إسماعيل أن رواتبه الشهرية (60 ألف يمني شهرياً) مُصادرة منذ 8 أشهر ويتسلمها ضابط الكتيبة التي كان يقاتل فيها بجبهة نهم، وهذا الحال سائد على مئات الجنود الذين كانوا يعتزمون التظاهر ضد المتحكمين بالقرار العسكري في مأرب. حيث إن إسماعيل فقد 2 من أشقائه وهم يقاتلون الحوثي «منذ استشهادهم عام 2017 تصادر رواتبهم وأسرهم تتضور من الجوع».
* مداهمة الاشروح..
وبعد 11 يوماً من حملة الاعتقالات المتواصلة في مأرب، شرع حزب الإصلاح بحملة مماثلة في محافظة تعز جنوب غربي اليمن، نهار 18 أغسطس الجاري، حيث داهمت قوات ما يعرف بـ«الشرطة العسكرية» التي يقودها ضابط من جماعة الإخوان قرية الأشروح في جبل حبشي غربي تعز، واعتقل يومها 5 أشخاص من بينهم الصحفي محمد الكداد، ومدير العلاقات الخارجية في الجمارك اليمنية أبوبكر الشارحي.
وحسب بلاغ وزعه الصحفي الكداد على وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، أكد أنه تعرض للاعتقال بسبب انتقاده في منشور على فيسبوك – حذفه بعد ساعة من نشره – تهريب المشتقات النفطية للحوثيين. حيث تتم عملية التهريب من خلال الميليشيات الإخوانية التي تؤمن خطوط تهريب النفط والسلاح للحوثيين من تعز في إطار التنسيق المشترك بين الحوثيين وحزب الإصلاح. وفقاً لتقارير متواترة تنشرها وسائل إعلام يمنية.
* متهمون بالعمالة..
مصادر محلية تحدثت كاشفة عن انتهاكات لميليشيات الإخوان اثناء مهاجمتها مديريات الريف الجنوبية لمحافظة تعز حيث يتمركز اللواء 35 مدرع، واعتقلت المليشيا حتى تاريخ 27 أغسطس الجاري، 30 ضابطاً وجندياً من منتسبي اللواء اتهمتهم بالعمالة والعمل لصالح جهات خارجية.
واعتقلت مليشيا الاخوان ضباطا وجنودا في اللواء 35 مدرع في مناطق (النشمة-الشمسرة- الجبزية- البيرين) وجرى نقلهم إلى سجون الإخوان بمدينة تعز، وإخفاؤهم وقطع وسائل الاتصال معهم.
وأكد مصدر عسكري ان الجنود والضباط المعتقلين «اتهموا بالعمالة، واعتقلوا بطرق مهينة رغم أنهم من أوائل من قاوموا مشروع الميليشيات الحوثية في تعز؛ لكن تبين في الأخير أن ما يفعله الإخوان لا يقل سوءاً عما يفعله الحوثيون من انتهاكات».
وقال المحلل السياسي خالد بن طالب ان مليشيا الاخوان باتت تجاري نظيرتها الحوثية في تلفيق تهم العدالة والعمل لصالح العدو لكل من يناوئها ويقف ضد اجنداتها المرسومة خارجيا.