تعيش ميليشيات الحوثي حالة ارباك غير مسبوقة على اثر اغتال مسلحين مجهولون الثلاثاء في العاصمة صنعاء، القيادي البارز في صفوف ميليشيات الحوثي ووزير الشباب والرياضة في حكومتها غير المعترف بها دوليا، حسن محمد زيد، في واقعة لم يتم كشف عن تفاصيلها وملابساتها حتى اللحظة، حيث تم تصفيته في شارع حده عندما كان في سيارته مع ابنته بأكثر من 20 طلقة اودت بحياته وحياة ابنته.
وقالت مصادر مقربة من جماعة الحوثي بالعاصمة #صنعاء لـ”يمن الغد” ان قيادات الحوثي العلياء اختفت من صنعاء فجأة بعد حادثة اغتيال حسن زيد ورجحت المصادر ان اختفاء القيادات رعب وخوف من مصير زيد وان يطالها الاغتيال والتصفية.
وأكدت المصادر أن العاصمة صنعاء تعيش حالة طوارئ غير معلنة وانتشار واسع لعناصر الامن القومي والوقائي التابعين لمليشيات الحوثي، وأكدت المصادر أيضا ان مليشيات الحوثي شنت مساء امس حملة اعتقالات طالت عدد من عناصرها بينهم قيادات على خلفية اغتيال حسن زيد.
كل المؤشرات تؤكد ان تصفية حسن زيد تأتي نتيجة صراع بين اجنحة ميليشيات الحوثي وتحديدا بين جناحي صعدة وصنعاء، حيث طالت التصفيات العديد من قيادات الميليشيات الجناح السياسي ومنهم الدكتور احمد شرف الدين والدكتور محمد المتوكل والخيواني وغيرهم في استهداف من قبل الجناح العسكري الذي يهيمن عليه جناح صعدة، على خلفية احتدام الصراع على أموال صندوق الشباب التابع لوزارة الشباب والرياضة والتي تقدر بمئات الملايين.
وجاءت تصفية حسن محمد زيد، المولود في صنعاء عام 1954م والذي يعد من القيادات المتشددة في ميليشيات الحوثي وأحد أبرز قادتها العقائديين الذين استماتوا على مدى سنوات طويلة في الدفاع عن مشروعها العقائدي والطائفي العنصري والمعادي للنظام الجمهوري في اطار الصراع على الاستئثار باموال الشعب ولم يضع له اي اعتبار.
ونظرا لارتباط حسن زيد الوثيق بايران فقد تم إدراجه في قائمة المطلوبين الإرهابيين من القيادات الحوثية في القائمة التي أعدها التحالف، حيث جاء حسن زيد في المرتبة 14 بقائمة الـ 40 إرهابيًا حوثيًا، ورصد 10 ملايين دولار لمن يدلي بأي معلومات تُفضي إلى القبض عليه أو تحديد مكان تواجده.
كما يعد حسن زيد، من المقربين من حسن نصر الله زعيم ميليشيات حزب الله اللبناني، ومن أبرز المؤيدين لثورة الخميني في إيران والمتحمسين لتصدير الثورة الى الدول العربية بغطاء مذهبي طائفي.
ويلعب، منذ سنوات في علاقات الارتباط القائمة بين ميليشيات الحوثي وطهران وحوزاتها الشيعية في قم، وساهم بشكل كبير في التنظير والتأطير والدفاع عن الفكر الحوثي الدخيل على المجتمع اليمني.
كان أحد اللاعبين البارزين في الوساطة القطرية بين المتمردين الحوثيين والحكومة اليمنية في حروب صعدة الست (2004- 2009م).
وساهم حسن زيد في تأسيس حزب الحق (الذراع السياسي للحوثيين) وأمينه العام حالياً، ومن مؤسسي تكتل أحزاب اللقاء المشترك الذي قاد فوضئ 2011م.
وكان حسن زيد من ضمن قيادات احزاب اللقاء المشترك الذين التقوا بوزيرة خارجية امريكا هيلاري كيلنتون داخل السفارة الامريكية في صنعاء، كما كان من القيادات الحزبية التي طالبت باقتحام مؤسسات الدولة في 2011م ، ووفقا للمبادرة الخليجية فقد عين وزير دولة في الحكومة عام 2014، وظل في منصبه حتى استقالة حكومة بحاح عقب استكمال ميليشيات الحوثي انقلابها في يناير 2015، ثم عين وزيراً للشباب والرياضة في حكومة الحوثيين الانقلابية ، حتى اغتياله.
وفي انتفاضة ديسمبر 2017 م التي قادها الزعيم الخالد الشهيد علي عبدالله صالح ضد ميليشيات الحوثي، كان حسن زيد من المحرضين ضد قيادة المؤتمر، والذين يطالبون بتصفية قيادته التاريخية ، وقد عبر عن ذلك بحمله السلاح والتقاط صور داخل منزل الزعيم علي عبدالله صالح رحمة الله تغشاه ، ليلقي مصرعه بعد 3اعوام من تلك الجريمة الشنعاء التي ارتكبتها ميليشيات الحوثي بحق الالاف من قيادات واعضاء المؤتمر ..
وسائل إعلام كشفت أن حسن زيد، وزير الشباب والرياضة في حكومة الحوثة ، يشرف على عدة معسكرات نسائية تم انشائها في العاصمة صنعاء، لتدريب المقاتلات (الزينبيات) وهو جهاز امني قمعي يشكل عنصريا من الأسر الحوثية واوكلت اليه مهمة ممارسة العنف والاعتقالات ضد النساء اليمنيات المناهضات لبطش ميليشيات الحوثي.