خسرت القوات الحكومية، خلال العام الجاري 2020م، مديريات كاملة ومواقع استراتيجية في محافظة مأرب، شرقي البلاد، بعدما سقطت فجأة تحت سيطرة مليشيا الحوثي الذراع الإيرانية في اليمن.
وفي خضم التآكل السريع لخارطة سيطرة القوات المحسوبة على حكومة الرئيس المؤقت (هادي)، تصاعدت وتيرة الاتهامات لحزب الإصلاح، الفرع المحلي لتنظيم الإخوان المسلمين، بتسليم تلك المناطق للحوثيين بإيعاز من قطر.
واستولى الحوثيون، في الأشهر الماضية، على مساحات شاسعة من مأرب، فيما يواصلون القتال بهدف تحقيق تقدم عسكري ميداني والسيطرة على بقية المناطق في المحافظة النفطية.
ولوحظ في خضم معارك مأرب، عمليات استلام وتسليم، إذ أن التفوق العسكري لم يكن العامل الرئيس في المكاسب الأخيرة لذراع إيران بمأرب، وإنما الانسحابات المخططة من جانب قوات الإخوان مع ترك ترسانة أسلحة خلفهم لتقع في أيدي الحوثيين.
في هذا السياق، قالت مصادر عسكرية ميدانية: “في جبهة المخدرة انسحبنا من مواقع كثيرة وتركنا عتادا عسكريا بينه 3 دبابات وسط غضب كبير في صفوف المجندين”.
ويقول مجندون في صفوف قوات الشرعية: “ما حدث من انسحابات في جبهات صرواح والمخدرة كان فجأة ودون سابق انذار.. تلقينا أوامر بالانسحاب وتركنا عتادنا العسكري”.
وخسرت “الشرعية” مديريات هامة في محافظة مأرب، من بينها مديريتا “رحبة وماهلية” وأجزاء من مديرية مدغل، ولاحقا سقطت جبهتا “مدغل و”صرواح” كليا، وصولا الى مجزر ومنطقة السحيل.
وبرر حزب الإصلاح الذي يسيطر على قرار قوات الجيش المحسوبة على الشرعية سقوط تلك المناطق في أيدي الحوثيين، بادعاء “خيانات قبلية”، وهى اتهامات يطلقها الإخوان بشكل متكرر في العديد من الجبهات.
كما خسرت قوات الشرعية في تلك المعارك العشرات من القيادات العسكرية والقبلية ومئات الجنود.
ومع الهجوم الحوثي الأخير على مأرب سلمت قيادات إخوانية بسقوط المحافظة كليا، وقالت -بحسب مصادر عسكرية في وزارة الدفاع إن “الهجوم يعتبر الأخير.. انتصرنا أو انهزمنا”.
وحاولت قيادات الإخوان التذرع بعدم وجود دعم كاف من الأسلحة، في الوقت الذي كانت تسلم فيه مواقع وأسلحة مختلفة في جبهة “السحيل” لعناصر مليشيا الحوثي.
وفي جبهة صرواح لم تعد تسيطر القوات الحكومية، الا على أجزاء محدودة في أطراف المديرية، فيما تسيطر مليشيا الحوثي على مركز المديرية ومنطقة وادي حباب ومواقع النصيب الاحمر والاشجري والشايف والمهتدي والنهود والحماجرة.
وبحسب مصادر عسكرية، لا يزال الجيش يحاول التقدم الى مشارف سوق صرواح الذي يقع تحت سيطرة مليشيا الحوثي منذ خمس سنوات.
وفي جبهة المخدرة استولت مليشيا الحوثي، على أهم سلسلة جبلية بمنطقة “مرثد”، إضافة إلى مواقع استراتيجية من بينها “القمة والشبكة” في جبل هيلان والمنطقة الفاصلة بين “المخدرة” و”هيلان” الاستراتيجي.
وقبل نحو شهرين قال مصدر قبلي لـ”نيوزيمن”، إن القوات الحكومية المتمركزة في تبتي “الشايف والمهتدي” وعدد من المواقع والتباب الأخرى، فرت فجأة من أعالي الجبال والتباب التي كانت تسيطر عليها.