اخبار الشرعيهاخبار المقاومةالرئيسيةتعزمحلياتمنوعات

شاب وشابة يشعلان الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي خارج وداخل اليمن بعقد قران غير مسبوق “تفاصيل وصور مثيرة”

حمزة وهنادي.. حب وزواج على أنقاض خراب الحوثي في اليمن

اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بحكاية عقد قران على أنقاض مبان طالها الخراب الحوثي في مدينة تعز اليمنية.

كان الاهتمام الواسع بهذا الزواج باعتباره قصة فريدة ترمز للحب والحرب على حد سواء.

وعلى أنقاض مبنى “الشيخ زايد” في أعالي جبل صبر بمدينة تعز، والذي تحول بفعل الإرهاب الحوثي إلى ركام، أقام المصور اليمني حمزة مصطفى والناشطة هنادي أنعم عقد قرانهما لبعث رسالة سلام من قلب الحصار الحوثي المميت على المدينة منذ 6 سنوات.

ولم تمض ساعات على نشر حمزة وهنادي لصور عقد قرانهما على الأطلال المدمرة في حساباتهما على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، مرفقا بعبارة قصيرة “سنحيا وبالحب ننتصر”، حتى انتشرت كالنار في الهشيم كقصة هي الأكثر تداولا على حسابات نشطاء مواقع التواصل.

وأراد العروسان نقل صورة حقيقية عن الحصار والحرب الحوثية واغتيالها للحب والحياة، بعيدا عن مظاهر الاحتفال المعتاد في مدينة يواجه سكانها آلام معاناة لا تنتهي.

بدأت قصة تعارف حمزة وهنادي عقب شهور من تفجير مليشيا الحوثي للمعارك في مدينة تعز، جنوبي اليمن، عام 2015، عندما عمل “حمزة” في الحقل الصحفي كمصور يوثق الكثير من مآسي المدينة ويوجه أكثر اللحظات المرعبة وحيدا.

فيما كانت “هنادي” ناشطة مجتمعية تخوض مبادرات إنسانية لإنقاذ الأرواح والجوعى في المدينة، التي شهدت أشرس المعارك وسط الأحياء السكنية، ودفعت الآلاف للنزوح قبيل أن يطبق الحوثيون حصارا مشددا كجزء من تكتيك لإخضاع السكان ووأد مقاومتهم.

في 27 من نوفمبر الماضي، قرر حمزة وهنادي الارتباط ببعضهما لكن تشرد عائلتيهما خارج أسوار المدينة المحاصرة حال دون إقامة احتفال يجمع الأهل والأقارب تحت سقف واحد، ما دفعهما لاختيار أكثر الأحياء المدمرة ومبنى المنتزه، الذي يحمل اسم الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة، مكانا لحفلة عقد قرانهما.

ولم يخف الشاب حمزة مصطفى سعادته بعاصفة التهاني، التي وصلته والتفاعل غير المسبوق للناشطين اليمنيين مع ارتباطه بهنادي، معتبرا المناسبة أنها رسالة للعالم بقيمة “الحب والسلام الدائم” من سكان بلد يقبع تحت وطأة الحرب.

ويؤكد مصطفى أن كل شيء جرى كان عفويا، وكل ما أراده هو محاولة “رسم جغرافية الحب في زمن الحرب، وكلفة البارود المنتشر في أحياء وأزقة مدينتي”.

ويضيف: “علها تكون رسالة من عشاق السلام وبأن تشعر أو تذكر أطراف الحرب، خصوصا الحوثيين، أن هناك من يريد أن يعيش حياته بسلام وهدوء بعيداً عن الدبابة والمدفع الذي دمر جمال المدن ورونقها وسلب فرحة سكانها منذ ما يقارب 6 أعوام، أما الحب فهو غريزة البقاء”.

ويضيف المصور اليمني: “الحرب لن تستمر للأبد وذات يوم ستنتهي، وهذا ما أتمناه أنا وزوجتي، وكل أبناء الشعب اليمني”.

ويتابع: “ما قمنا به لوحة فنية للعالم في طياتها قصة تستحق أن تكون رواية لأبنائي وللأجيال المقبلة، بأن الحياة لا تنتهي حتى عندما يكون محيطك كله خراب ودم “.

ويقول مخاطبا أطراف الصراع والمجتمع الدولي: “عليكم أن تسمعوا أصوات السلام الصاعدة من رحم القهر، وتمنحوا للبهجة المنبعثة من بين الركام فسحة عيش بوضع حد للعنف”.

من جانبها، ترى هنادي أنعم أن عقد قرانها كان فرصة إيجابية لبث رسالة مفادها أن “الجميع هنا بين الركام مستعد لصناعة الفرح، فالحرب المستمرة، ارهقت الناس وصادرت الفرحة منهم، سواء على المستوى الفردي أو الجماعي، وجاء احتفالنا على أنقاض الحرب لتوصيل جزء من رسالة للعيش”.

وقالت هنادي لـ”العين الإخبارية”، إنها عرفت “حمزة” في ظل الحرب التي عاشتها مدينتها تعز، “وكان لا بد من توثيق رحلة الحب هذه في “ذاكرة الحرب والركام”.

وتضيف أن “نشر صور معبرة عن طقوس الحب في مجتمع يوصف بأنه محافظ، وقليلا ما يؤيد الاحتفال بالحب علنا، كان تحديا آخر، لكن سيل التهاني من الناس بعد مشاركة فرحتنا على مواقع التواصل، منحنا سعادة مضاعفة وأظهر حجم حب الناس للحياة رغم الأوجاع”.

زر الذهاب إلى الأعلى