الانتقالي.. صوت المواجهة جنوباً وشمالاً لفساد الإخوان وعبث الرئاسة
صلاحيات الرئيس مقيدة بالتوافق منذ المبادرة الخليجية، وهادي رئيس توافقي تمت تزكيته من قبل الجميع ولم يصل للرئاسة في انتخابات، والحديث عن صلاحياته المطلقة وغير المشروطة بتوافق الجميع تجاوز لكل مرجعيات تنصيبه كرئيس مؤقت ورئيس الضرورة.
وخلال فترة رئاسته قبل وبعد الانقلاب أزاح هادي المؤتمريين رغم أنهم شركاء في التوافق بموجب المبادرة الخليجية، وهو حالياً يكرر ذات النهج مع الانتقالي، الشريك بموجب اتفاق الرياض.
تشتُّت المؤتمر بعد الانقلاب الحوثي مكّن هادي من التفرد بالقرار، غير إن تكرار ذلك مع الانتقالي لن يكون بالأمر السهل، فموقف الانتقالي من قرارات هادي الأخيرة أثبت أن خيار قطاع عريض من الرافضين للقرارات من منطلق عدم قانونيتها ومن منطلق عدم كفاءة المشمولين بالقرارات خيار غالبية المناهضين للقرارات يتحد مع موقف المجلس الانتقالي.
الانتقالي قد يعارض هادي ويرفض قراراته غير التوافقية منفرداً كتكتل وفصيل سياسي وعسكري يتواجد في نطاق جغرافي معين، غير إن هذا الرفض لعبث هادي بالمؤسسة الرئاسية والقرار الرئاسي تجاوز الانتقالي إلى مكونات حزبية لها حضور فاعل في الساحة، لكن الأهم في ذلك أن المجلس الانتقالي أصبح هو الجهة التي يراهن عليها الجميع للتصدي لهذا العبث بمن فيهم من ينتمون إلى أحزاب.
المواقف وردود الفعل المعلنة منذ ساعة صدور القرارات اتجهت لتحميل هادي مباشرة مسؤولية هذه التجاوزات وكان الصوت مرتفعاً، وهو موقف جيد يعزز من رغبة الشارع والنخب في إيجاد مكون أو قوة وازنة على الأرض تستطيع فرملة تفرد هادي بالقرارات لخدمة الإخوان المسلمين كمكون وحيد استبد بالمشهد العام خلال عشرة أعوام وخلق نسخة مشوهة من الدولة والجيش والأمن والإدارة وحتى من حق الناس في ممارسة حياتهم دون تسلط باسم الشرعية.
يقف الانتقالي اليوم في صدر المواجهة ويتزعم صناعات وخيارات قطاع كبير من اليمنيين الذين عبروا عن تفاؤلهم بخروج تشكيلة حكومية مختلفة نوعا ما ولو بالحد اليسير عن النسخ المطبوخة في ديوان هادي ومدير مكتبه ونائبه..
وإزاء كل ما يحدث من انتكاسة خلقتها قرارات هادي الأخيرة يبقى الجميع مطالبا بمواقف صارمة تعيد توازن وصوابية القرار الرئاسي وترشيد العبث الذي أفرزه مطبخ الرئاسة الفاسد خلال سنوات ضاعفت من الخسارة التي أحدثها الانقلاب وأفقد الجميع فرصاً عديدة في مسار الحرب والمواجهة ضد مليشيات الحوثي.
القرارات الأخيرة نموذج لإصرار هادي وفريقه الرئاسي على تعقيد المشهد وخنق كل الفرص التي تصنعها التوافقات والاتفاقات وآخرها اتفاق الرياض، وعليه يجب أن تتجاوز حالة الرفض لعبث هادي وفريقه مربع الاعتراض إلى المطالبة بإصلاح مؤسسة الرئاسة ونزع صلاحية إصدار القرارات عن مكتب العليمي ووضعها في مسار صحيح.
وإذا كان الانتقالي فرض سابقاً مطالب جنوبيه تجاهلها هادي وفريقه وانساق خلف الإخوان وأطماعهم، فإن الانتقالي اليوم يقود معركة الجنوب والشمال والخليج لردع العبث الذي يمنح المليشيات الحوثية عمراً مديداً، ويضاعف من فرص تواجد إيران وابتزازها للمنطقة عبر ذراعها الحوثية في اليمن.