“نازية الحوثي” تدمر تراث اليمن.. تفجير وتدمير للقلاع التاريخية
يتخذ الحوثيون قلاعاً تاريخية غربي اليمن ثكنات عسكرية وسجوناً، فيما فجروا ونهبوا أخرى ضمن طمس ممنهج للمعالم الأثرية.
ودمرت مليشيا الحوثي الإرهابية مؤخرا قصر “السخنة” التاريخي أحد أهم المعالم التاريخية والأثرية الواقعة إلى الجهة الشرقية في الحديدة، والتي تضم مباني مدرجة على قائمة التراث العالمي.
وقال مصدر حكومي وآخر حقوقي لـ”العين الإخبارية”، إن المليشيات الإرهابية شرعت في تدمير القصر الأثري بادعاء إعادة ترميمه للاستثمار بالمنطقة التي تعد قبلة للسياحة العلاجية في اليمن.
وطبقا للمصادر فإن مليشيا الحوثي عمدت لتسويته بالأرض بنهج داعش، وتتجه لتحويل حمامات السخنة ذات المياه البركانية الحارة والتي تستخدم للعلاج الطبيعي إلى منتجع تجاري وسياحي لصالح ما تسمى بـ”مؤسسة الشهداء” التي ترعى أسر قتلاها.
ويعد تجريف الآثار التاريخية وهدم المواقع الأثرية والسياحية انتهاكا سافرا للقوانين والأعراف الدولية التي تشدد وتجرم الإضرار بالمعالم التاريخية.
والعام الماضي، فجرت مليشيا الحوثي قلعة “القوباء” الأثرية في مدينة حجة (شمال غرب)، والتي تعد أحد الشواهد على الحضارة اليمنية العريقة، كما طال التفجير حصونا تاريخية كـ”ذو جحا” و”المسنب” و”ذو مسعد” في بلدة “الجميمة” عقب اجتياح مناطق قبائل حجور والتي انتفضت وفجرت معارك طاحنة لأكثر من شهرين.
وفي محافظة الجوف، سجل تقرير رسمي خلال ذات الفترة تدمير مليشيا الحوثي بشكل جزئي وكلي لأكثر من 63 معلماً أثرياً ومدن تاريخية بعد نهبها وبيعها أهمها مدن “نشأن” و”كمنة”، و”هرم”، و”إنبا”، و”نشق”، و”براقش”، و”قرناو، و”الخربة البيضاء السوداء”.
وبخلاف التدمير، نهبت مليشيا الحوثي مقتنيات المتاحف من الآثار وعمدت لتهريب الآثار والمخطوطات النادرة، إذ سجلت الحكومة اليمنية نهب أكثر من 14 ألف مخطوط وأثار من المناطق الخاضعة لسيطرة المليشيات في مدن صنعاء وشبام وصعدة وذمار وزبيد وجبلة والجند القديمة.
معسكرات ومعتقلات
ولم تكتف مليشيا الحوثي بتدمير المعالم وتشيد على أنقاضها مباني تجارية، وعمدت منذ الانقلاب أواخر 2014 إلى اتخاذ عشرات القلاع التاريخية في محافظة الحديدة إلى ثكنات ومعسكرات وزنازين سرية لإخفاء وتعذيب الناشطين والمناهضين السياسيين بشكل وحشي.
وتضم الحديدة عددا من المواقع الأثرية والتاريخية، أهمها مدينة “زبيد التاريخية” التي وصل أثرها العلمي للعالم وتعود بدايتها إلى القرن الثامن الهجري.
وقال راصدون حقوقيون أن مليشيا الحوثي تتخذ منذ أكثر من 6 سنوات قلاع تهامة التاريخية المنتشرة في مديريات الحديدة “السخنة” و”بيت الفقيه” و”اللحية” و”الزيدية” و”الكورنيش”و”باب مشرف” سجونا سرية جماعية.
وأشهر هذه الزنازين التي فتكت بأرواح عديد مختطفين وبات الحوثيون يستخدمون اسمها لإشاعة الرعب أوساط سكان الحديدة هي معلم قلعة “الكورنيش” التاريخية الواقعة في قلب المدينة على الخط الساحلي والتي يزيد عمرها عن أكثر من 500 عاما.
وتضم القلعة غرفاً سفلية حولها الانقلابيون إلى سجون جماعية متنقلة، حيث تترواح أعداد من يتم اعتقالهم في هذه القلعة التاريخية بين 130- إلى 200 مختطفا، وفقا لتقديرات المصادر.
كما لا تزال عدة قلاع ومآثر في عدة أماكن بـ”الزيدية” و”الزهرة” و”باجل” وعلى رأسها قلعة “زبيد” التاريخية تستخدم لأغراض عسكرية كمخازن للأسلحة أو معسكرات تدريب أو تحويلها إلى منصة لنصب السلاح الثقيل لأن غالبية هذه القلاع في مناطق مرتفعة.
ويأتي ذلك في ظل محاولات ممنهجة من قبل مليشيا الحوثي لطمس التراث اليمني أبرزها عسكرية قلعة “زبيد”، المدرجة على لوائح اليونسكو للتراث العالمي إلى جانب مدينتي شبام وصنعاء القديمة و10 مواقع أخرى قائمة المنظمة مؤقتا.
جرائم إنسانية
ونددت الحكومة اليمنية بالاعتداء على المباني التراثية في الحديدة واعتبرته من جرائم الحرب التي تستهدف التراث الثقافي الإنساني كون البلاد جزءاً هاماً في تكوين الحضارة الإنسانية.
وقالت الحكومة في على لسان وزير الإعلام والثقافة والسياحة، معمر الإرياني، وبيان آخر مكتب الثقافة بمحافظة الحديدة، إن هدم قصر “السخنة” التاريخية ليست الجريمة الأولى ولن تكون الأخيرة لطمس تاريخ شعب عريق وبشكل صارخ يخترق قانون حماية التراث الثقافي”.
وذكر الوزير اليمني في “تويتر” أن قيام مليشيا الحوثي بتدمير قصر السخنة التاريخي بمحافظة الحديدة، يعد نهج تنظيم داعش الإرهابي لأنه معلم يعد أشهر المناطق لسياحة العلاجية في اليمن.
ولفت إلى أن جرائم مليشيا الحوثي للمواقع الأثرية في تنوعت بين الهدم والتدمير إلى اتخاذها أماكن للتدريب وتخزين الاسلحة وثكنات عسكرية ومعتقلات للمناهضين لانقلابها والرافضين لسياساتها الإرهابية.
وطالب الارياني، المجتمع الدولي والمنظمات الدولية وفي مقدمتها منظمة اليونسكو بإدانة التدمير الممنهج والمتعمد الذي تشنه مليشيا الحوثي للمواقع والمعالم الأثرية والتاريخية في اليمن ومقومات السياحة اليمنية، والتدخل لحمايتها باعتبارها جزء من التراث الإنساني.
في ذات السياق، اعتبر بيان لمكتب الثقافة في الحديدة أن الاعتداءات بالجرف والهدم للمواقع الاثرية والسياحية والتاريخية والمتاجرة بها تعد “جرائم حرب بشعة” في حق الموروث الإنساني.
كما تعتبر استهدافا ممنهجا ومتعمدا للبنية التحتية والسياحة والثقافية في البلاد وجريمة تعارض وتفخخ مبدأ التعايش في المجتمع اليمني، طبقا للبيان.