اخبار الشرعيهاخبار المقاومةتقاريرثقافة وفنحضرموتمحليات

يمني مهتم بالتراث يحول منزله إلى متحف لحفظ الموروث الشعبي “صور”

يمن الغد – يوسف باسنبل 

حول أحد المهتمين بالتراث الشعبي، في محافظة حضرموت، جزءاً من منزله إلى متحف مصغر لحفظ التراث والموروث الشعبي، بعد أن عمل على تجميع محتوياته على مدى سنوات طويلة. 

في زيارة قصيرة، لمنزل أحمد محمد عبدالله العماري، من أبناء منطقة حوفة بوادي دوعن الأيسر، لا تكفي لاستكشاف كل ما يحتويه من المتحف الذي جمعها بجهود ذاتية وشخصية، وبتشجيع من أصدقائه. 

الهدف من إنشاء المتحف ومحتوياته 

يقول العماري، إن الهدف من إنشاء المتحف، هو طموحه في حفظ آثار حضرموت، وإظهارها بالشكل اللائق والمناسب، وإعطائها حقها من تسليط أضواء الإعلام عليها. 

ويطالب العماري، قيادة السلطة المحلية بمحافظة حضرموت والجهات المعنية، بتوفير مبنى لحفظ الآثار والموروث الشعبي، أو إنشاء مركز لحفظها، لأنه “من العيب أن نرى تراثنا يضيع من بين أيدينا، ونحن لا نفعل شيئاً”، حسب ما يقول. 

يحتوي المتحف، الذي يحتل أربع غرف في منزل العماري، وقد يضطر لزيادة عدد الغرف، على أكثر من 1000 قطعة، أبرزها عدة الأسلحة القديمة، ومن ضمنها عدة سلاح البافتيلة، وأدوات زراعية ومنزلية، وكل ما يخص دوعن في المراحل التاريخية القديمة، وإضاءات قديمة، وطوابع بريدية، وعملات مختلفة ومصكوكات نقدية، وتسجيلات وأشرطة قديمة، وأسطوانات لعدد من مشاهير القراء والفنانين أمثال محمد جمعة خان، وملبوسات ومصبوغات فضية ونحاسية، ومن بينها وجدنا فانوساً عمره أكثر من 100 عام، يعود للجنود البريطانيين، (الذين احتلوا الجزء الجنوبي من اليمن)، كما يحتفظ بعلبة كبريت عمرها أكثر من 50 عاماً. 

وأكثر ما يستهوي العماري، الأسلحة القديمة بمخلف أنواعها، كما أنه ويحاول تشجيع أولاده على الاهتمام بالموروث الشعبي، حيث وجدنا أحدهم واسمه عبد الملك، مهتماً بالآثار، ولديه ميول لهذا المجال. 

فكرة إنشاء المتحف 

عن فكرة إنشاء المتحف، يوضح العماري، أن الفكرة جاءت منذ صغره، لأنه يعمل صائغاً، وتعلق بالجنابي لأنهم كانوا يعملون لها نقوشاً فضية ونحاسية وذهبية، ومن ثم تطورت هوايته (جمع الأشياء التراثية والاحتفاظ بها)، وتراكمت لديه خبرات خلال سنوات طويلة، وحبه للأشياء التراثية القديمة، دفعه ليكون هذا المتحف بجهد ذاتي وشخصي منه، وضحى في سبيل إنشائه بالكثير، وقرر الاستقرار في الوادي وعدم مغادرته مثلما فعل الكثيرون، وعمل خلال سنوات طويلة على جمع هذه الأشياء واقتنائها، بهدف حفظ تراث بلاده. 

ويفيد العماري، أنه اشترى العديد من القطع من أشخاص من مختلف المحافظات الشمالية والجنوبية، لحفظها حتى لا يذهب تراث حضرموت من بين يديه، داعياً أبناء حضرموت إلى الاهتمام بالتراث والآثار، وعدم بيعها. 

هل من تكريم للعماري؟! 

ولأن التاريخ لن يعيد نفسه، نرى الكثير يبيعون موروثهم الشعبي في أسواق بضه والخريبة ومدهون، ونرى محلات بيع التراث منتشرة، وقد نجد يوماً ما على خبر إفراغ المخزون والإرث الثقافي والتاريخي الدوعني، وسنكون شركاء في هذه الجريمة. 

ومع ما بذله العماري من جهد لا يستهان به، في عمل فردي، فإننا نطالب بتكريم هذه الشخصية، وتشجيعه بقدر المستطاع، ليكون نموذجاً للمواطن الغيور على موروث بلاده. 

زر الذهاب إلى الأعلى