قرار تصفية محمود
قتلوا زوجة محمود وحرموه ضناه، كان محمود العتمي وزوجته رشا الحرازي متوجهين إلى العيادة من المفترض أن تكون ولادتها مساء الثلاثاء.
محمود لا عداوة له مع أحد، محمود إعلامي قريبٌ من الجميع، يلقى الناس بابتسامةٍ تدخل قلوبهم، امتزج خطي دموع مع الدم النازف من عينيه حين علم أن زوجته لقيت ربها…
لم أكن قد أخبرته، لم أعرف من أخبره، كانت دموعه ساخنة أحسستها وأنا أمسح الدموع عن خديه، مع الدم المتجلط تخال أن خطي الدموع نهري دم قانٍ لم أستطع أن أتماسك أنا أيضاً.
محمود بخير هو الآن في مستشفى باصهيب العسكري..
شرد الحوثي محمود وطارده، أصبح مثل قرنائه يبحث عن الأمان، قرر أن يكمل صفحات حياته مع زميلة الدراسة رشا وأن تكون أم أبنائه لاحقاً…
لم يسلم محمود، كان هناك قرار بتصفيته..
حدثني قبل أيام أن أحد مسئولي الأمن السياسي في الحديدة بدأ يجمع معلومات حوله وأين يسكن، أخبرته وماذا يريدون منك، أنت نشاطك الإعلامي إنساني بحت، كان هو الآخر مستغرباً..
جواد ابنه البكر أصبح يتيماً بعد أن فارقت أمه دنياه قسراً.
لحقته آلة الموت لمنزله، ألصقت عبوة ناسفة تحت المقعد الذي تجلس عليه زوجته، يبدو ذلك من خلال الإصابات التي أثخنت جانب جسده…
جنين رشا الذي كان من المفترض وصوله اليوم أو غداً بالكثير ذبحته آلة الموت…
لم أكن أعرف أن ادانتي لواقعة التفجير كان ضحيتها محمود وزوجته.
قرار تصفية محمود يبدو أنه اسم بين قائمة تتلوها أسماء أخرى بدأت عمليات التصفية تتسارع لتنحيتهم عن الحياة.
أصبحنا نشعر بأن الموت يقترب منا أكثر وأكثر..