الحوثي.. منصة إيرانية لابتزاز الغرب بأمن الملاحة الدولية
كشف تصريح للمتحدث باسم قوات الجيش عن إجراء جماعة الحوثي الإرهابية لتجربة إطلاق صاروخ مضاد للسفن من صنعاء باتجاه البحر الأحمر، وسط تصعيد إيراني ملحوظ لاستهداف حركة الملاحة الدولية في المنطقة.
وقال الناطق العسكري باسم قوات الجيش العميد الركن عبده مجلي في تصريح صحفي نشره موقع “26 سبتمبر” وجود أدلة دامغة على تورط الحرس الثوري الإيراني في تنفيذ عملية إطلاق الصاروخ وتقديم الدعم اللوجستي للمتمردين الحوثيين.
معتبراً بأن هذا التهديد، وغيره من التهديدات التي سبقته بقصف المليشيا الموانئ في محافظتي شبوة وحضرموت وغيرها من الاستهدافات الإرهابية، بالطائرات المتفجرة، تقويضاً للأمن الإقليمي والدولي.
هذا التطور يأتي بعد نحو 48 ساعة من الهجوم الذي استهدف ناقلة نفط تابعة لرجل أعمال إسرائيلي بطائرة مُسيرة في خليج عُمان، اتهمت إيران بالوقوف وراء الحادثة، وصباح الجمعة نقلت وكالة رويترز عن هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية بأن طائرة مسيرة يعتقد بأنها إيرانية حاصرت سفينة بريطانية في خليج عمان.
يأتي ذلك في ظل تصاعد واضح للتهديدات الإيرانية باستهداف حركة الملاحة الدولية في المنطقة خلال الأشهر الماضية، مع استعراض ما تقول بأنه تنامٍ لقواتها البحرية وإنها تمكنت من قتل 52 جنديا أمريكيا خلال عام ونصف من الصراع في البحر، بحسب زعم قائد سلاح البحر في قوات الحرس الثوري العميد علي رضا تنكسيري.
القائد العسكري الإيراني استعرض في حوار تلفزيوني الشهر الماضي، قدرات البحرية الإيرانية التي قال بأنها بصدد تدشين بارجتين تم صناعتهما محلياً يمكن لإحداهن إطلاق 60 طائرة مسيرة من على سطحها، في حين يمكن للأخرى أن تطلق صواريخ على مدى 20 إلى 150 كيلومترا.
وفي حين كرر الرجل تهديدات النظام الإيراني تجاه السعودية جراء تغطية وسائل إعلامها للاحتجاجات في إيران، أشاد في حديثه بقدرات أذرع إيران بالمنطقة ومن بينها مليشيات الحوثي في اليمن الذي زعم بأنها وصلت إلى “نقطة استسلم فيه الجانب الآخر”، في إشارة الى التحالف الذي تقوده السعودية.
حديث القائد العسكري الإيراني الذي يشير بوضوح إلى كون المليشيات إحدى أوراق النظام في مخططاته لاستهداف حركة الملاحة، يعزز المعلومات التي كشف عنها “نيوزيمن” مطلع الشهر الجاري عن حدوث اجتماع بمحافظة الحديدة، غرب اليمن، ضم قيادات عسكرية بارزة في الميليشيات الحوثية مع قيادات من الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني، من أجل الترتيب لشن عمليات إرهابية ضد سفن تجارية مارة في البحر الأحمر وباب المندب.
ترتيبات يبدو بأنها تقترب من مرحلة التنفيذ في ظل ما كشفه ناطق الجيش عن قيام مليشيات الحوثي بتجربة إطلاق صاروخ مضاد للسفن من صنعاء باتجاه البحر الأحمر، ما يعكس حجم المخاطر التي باتت تهدد حركة الملاحة الدولية في ظل التراخي الواضح من قبل دول الغرب بالوقوف ضدها رغم أزمة الطاقة التي تعاني منها جراء تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية.