الامارات في حضرموت .. مسيرة عطاء
يمن الغد / تقرير – خاص
رسخت دولة الإمارات العربية المتحدة، حضورها الإنساني الفاعل في اليمن من خلال وقوفها إلى جانب الشعب اليمني، حيث تأتي دولة الإمارات في مقدمة الدول الداعمة لهذا البلد، إنسانياً وتنموياً، وذلك من منطلق حرصها على ضمان أمنه واستقراره، ومساعدته على تجاوز التحديات الصعبة التي يواجهها على المستويات المختلفة.
ومنذ الإعلان عن عملية “إعادة الأمل” التي أطلقها التحالف العربي في شهر إبريل من عام 2015، أيدت الإمارات هذه العملية وساندتها بقوة، ولم تتوقف منذ ذلك الوقت عن إطلاق المبادرات الإنسانية التي تستهدف تخفيف معاناة المواطنين وترجمت الإمارات أدوارها المتميزة على أرض الواقع من خلال المشاريع التنموية والخدمية والتعليمية والصحية التي نفذتها خلال عامي 2022 – 2023، امتداداً لما أنجزته خلال الأعوام الماضية للنهوض بقطاعات ومؤسسات الدولة في محافظة حضرموت
وتولت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي تنفيذ هذه المشاريع والمبادرات النبيلة، حيث شهدت محافظة حضرموت ومديرياتها وقراها مؤخراً حزمة من المشاريع الإنسانية و الإغاثية والتنموية والصحية والمجتمعية ومشاريع المياه والبنى التحتية والتي شملت معظم احتياجات المواطنين، واستعراضاً لهذا الدعم للذكر لا الحصر فقد شهد عامي 2022 و 2023 محطات مهمة في مسيرة العطاء والخير الإماراتي
الأمن الغذائي:
وخلال هذه الفترة اتسعت رقعة العمل الإغاثي والإنساني لهيئة الهلال الأحمر الإماراتي في محافظة حضرموت، حيث استفاد عشرات الآلاف من الأسر الفقيرة والمحتاجة وذوي الدخل المحدود وأصحاب الهمم والأرامل واليتامى، من هذه المساعدات الإغاثية التي وزعتها الهيئة في محافظة حضرموت والتي بلغت (70،684) سلة غذائية تزن (2,161 طن و 100.4 كيلو)، استفاد منها 289 ألفا و567 فردا من الأسر المحتاجة بالمحافظة، كما وصلت المساعدات الإغاثية الإماراتية إلى مختلف مديريات محافظة حضرموت والمناطق النائية فيها، وذلك في إطار خطة الهيئة لسد الاحتياجات الإنسانية ومساعدتهم في ظل الظروف الصعبة التي يعيشونها، واكتسبت المعونات الإغاثية التي وزعها فريق الهلال الأحمر الإماراتي أهمية خاصة بالنسبة لمئات الأسر الفقيرة والمحتاجة، وساهمت هذه المساعدات الغذائية في سد الفجوة الغذائية التي تشهدها البلاد بسبب الأحداث، وتلبية احتياجات السكان هناك من المواد الغذائية الضرورية، نظراً لشحتها وارتفاع أثمانها، وعدم توافر السيولة المالية لشرائها لدى الأسر المتضررة، ولتخفيف المعاناة التي تركت أثراً عميقاً في حياة الناس وخلفت واقعاً صعباً يواجهونه نتيجة لصعوبة سبل كسب العيش وتردي الخدمات الأساسية.
لفته إنسانية لذوي الهمم:
زوّدت دولة الإمارات العربية المتحدة ممثلة في هيئة الهلال الأحمر، جمعية الطموح لرعاية أصحاب الهمم بمدينة المكلا بمحافظة حضرموت، بوسيلة نقل وأثاث مكتبي وزي مدرسي.
حيث أن هذا الدعم سيسهم في تطوير مرافق الجمعية والخدمات المقدمة وتحقيق الأهداف المرسومة وتوفير وسيلة نقل لطاقم الجمعية، وتشجيع الطالبات في المناطق البعيدة على متابعة دراستهن. واحتفى أطفال الجمعية بوفد الهلال الأحمر الإماراتي، بباقات الورود فيما تزينت الفصول بالألوان والرسوم التعليمية المبهجة، فيما أعربت الطالبات عن شكرهن وتقديرهن لهذه اللفتة الإنسانية وامتنانهن للجهود المتواصلة من قبل فريق الهيئة بحضرموت لدعمهن ومساندتهن.
قطاع التعليم:
ولم يقتصر الأمر على الجانب الإغاثي والصحي بل امتد خير الهيئة ليشمل قطاع هام وهو قطاع التعليم، وذلك ضمن جهود الهيئة للارتقاء بالعملية التعليمية في المناطق المحررة وتعزيز قدرات هذا القطاع الحيوي للقيام بدوره على الوجه الأفضل ومساعدته على تجاوز التحديات التي تواجهه في ظل الظروف الراهنة، حيث سلمت الهيئة خلال الفترة القليلة الماضية عدد 200 جهاز كمبيوتر مكتبي لمكتب التربية والتعليم بمحافظة حضرموت، وذلك ضمن المساعدات التي تقدمها دولة الإمارات العربية المتحدة لتطوير العملية التعليمية في المحافظة، ويأتي تقديم هذه الأجهزة ضمن مشروع الهيئة لتوزيع عدد (600) جهاز كمبيوتر مكتبي ومحمول على الجامعات والمعاهد الفنية والتقنية ووزارة التربية والتعليم بالمحافظة، وذلك في إطار اهتمام دولة الإمارات بدعم المنظومة العلمية والتعليمية في مختلف
المحافظات المحررة وفي مقدمتها محافظة حضرموت، ضمن جهود دعم وإنعاش قطاع التعليم وتوفير البيئة الملائمة له ضمن الخطة العامة التي تسعى فيها الهيئة للارتقاء بمستوى التعليم من خلال تنفيذ مشاريع حيوية تلبي متطلبات القطاع التعليمي وتوفير بيئة مناسبة للطلاب لتيسير دراستهم، كما نفذت الهيئة بمديرية المكلا، مشروع توزيع الحقيبة والزي المدرسي لعدد 2500 طالب وطالبة في المدارس الحكومية وعدد من المراكز الاجتماعية لفئات الأيتام وذوى الاحتياجات الخاصة في ثلاثة مديريات، ومنها مديرية المكلا وأرياف المكلا وبروم ميفع بمحافظة حضرموت، وذلك استمرارا للجهود الحثيثة التي تقوم بها دولة الإمارات العربية المتحدة، لتخفيف العبء عن الأهالي وتحفيز الطلاب على الالتحاق بالتعليم وتحقيق مراتب متقدمة في التحصيل العلمي بما من شأنه بناء جيل يعي دوره المستقبلي، ووقعت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي في الأشهر الماضية اتفاقية جديدة لبناء فصول دراسية لروضة شحير بمديرية غيل باوزير بمحافظة حضرموت، وتنص الاتفاقية على بناء وتأثيث عدد 3 فصول دراسية وتحسين البيئة في الساحة المدرسية، وصيانة المسرح المدرسي للروضة، وتأتي هذه الإتفاقية في إطار اهتمام دولة الإمارات العربية المتحدة بدعم المنظومة العلمية والتعليمية في محافظة حضرموت، ضمن جهود دعم وإنعاش قطاع التعليم وتوفير البيئة الملائمة له ضمن الخطة العامة التي تسعى فيها الهيئة للارتقاء بمستوى التعليم من خلال تنفيذ مشاريع حيوية تلبي متطلبات القطاع التعليمي وتوفير بيئة مناسبة للطلاب لتيسير دراستهم.
قطاع المياه:
للمياه أهمية كبيرة للإنسان وحياته، فلا يمكن للحياة أن تستمر من دون ماء، وهذه الحقيقة تدركها هيئة الهلال الأحمر الإماراتي جيداً في كافة مشاريعها التنموية، ومن ابرز هذه الاعمال والأنشطة التي نفذتها الهيئة والتي انجزت افتتاح 4 آبار مياه جديدة لمؤسسة المياه في مناطق ساحل حضرموت، بتمويل من دولة الإمارات العربية المتحدة، واشراف الهيئة، ويستفيد من هذه الآبار أكثر من 200 ألف نسمة، وقد استغرق العمل خلال فترة زمنية قياسية، فيما بلغت عدد الآبار المنجزة خلال الفترة من 2016 – 2023م، مايقارب (55) بئراً في محافظة حضرموت، وتم حفرها في عدة مناطق، ويعتبر المشروع من أكبر مشاريع المياه التي توفر حلولاً لمشكلة شح المياه في مختلف مديريات المحافظة الذي تنفذه هيئة الهلال الأحمر الإماراتي بالتنسيق والتعاون مع المؤسسة العامة للمياه والصرف الصحي بساحل حضرموت، وفي مجال بناء خزانات المياه، فقد أبرمت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي خلال الفترة الفارطة اتفاقية جديدة لتنفيذ مشروع بناء ثلاثة خزانات مياه سعة 700 متر مكعب لكل خزان لعدد 3 قرى (الغرف – القرية – قسم) بمديرية تريم والذي يستفيد منه نحو 42 الف نسمة، وذلك ضمن جهودها الهادفة إلى دعم وإعادة تأهيل القطاعات الحيوية وخاصة المرتبطة بالحياة اليومية للسكان ومنها قطاع المياه، وتأتي هذه المشاريع تجسيداً للاهتمام الذي تولية الإمارات وقيادتها الرشيدة لتحسين الأوضاع الإنسانية بصورة عامة لأبناء حضرموت وتعزيز للمبادرات التي تضطلع بها الهيئة لتخفيف من معاناة الأهالي ودعم مشاريع البنية التحتية لمواجهة الظروف التي يتعرضون لها.
القطاع الصحي والأمني:
واصلت دولة الإمارات العربية المتحدة دعمها المتواصل لقطاع الصحة وذلك ضمن خطة متكاملة تبنتها هيئة الهلال الأحمر الإماراتي لإعادة الحياة إلى طبيعتها، حيث استكملت بناء وتشطيب مستشفى المكلا للأمومة والطفولة في منطقة أربعين شقة بمديرية المكلا بمحافظة حضرموت، المتعثر بناؤه منذ اكثر من (15 عام)، والذي سوف يستفيد منه أكثر من (3 مليون نسمة)، ونفذ بدعم من دولة الإمارات العربية المتحدة، وذلك بعد أن قامت الهيئة في السابق بافتتاح 7 مستشفيات حكومية ومراكز صحية بساحل حضرموت من أصل (8) مستشفيات لدعم الجانب الصحي والإنساني والارتقاء بمستوى الخدمات الصحية بمحافظة حضرموت،
ولم يقتصر الدعم الصحي على دعم المستشفيات والمراكز فقط، ولكنه تخطى ذلك ليصل إلى تسيير مشروع العيادة الطبية المتنقلة لعلاج المواطنين وتقديم الخدمات الطبية والعلاجية المجانية لأبناء القرى النائية بمحافظة حضرموت والمناطق المجاورة لها التي لا تتوفر فيها المستشفيات أو الكادر الطبي، وبلغ عدد المستفيدين حسب احدث التقارير
(30،496) حالة مرضية، فيما بلغ عدد المستفيدين منذ إطلاق مشروع العيادة (65،108) حالة مرضية جرى خلالها معاينة مختلف الحالات المرضية المتنوعة وإعطاء العلاجات والأدوية المجانية اللازمة، فضلا عن الأمراض المنتشرة في أوساط الأهالي ومنها علاج أمراض الحميات والالتهابات والسعال والأنفلونزا والجروح والحروق.
وفي قطاع الأمن قدت دولة الامارات العربية المتحدة 150 دراجة نارية لشرطة محافظة حضرموت تم توزيعها بين الأمن العام والشرطة بالمحافظة، كما تك توزيع عشرات السيارات رباعية الدفع.