بين مأرب وأبين.. الإصلاح يستنزف التحالف
يواصل الإخوان تحشيد قواتهم وقوات الجيش في مأرب إلى شقرة بالتزامن مع تقدم شبه يومي للحوثيين في جبهات مأرب ومعارك “كر وفر” في الجوف، يقول أبناء مأرب إن الشرعية والإخوان يطعنونهم في ظهورهم ويفرغون الجبهات لصالح حربهم الخاصة ضد الجنوب.
لا يحتاج المجلس الانتقالي للضغط عليه عسكرياً فهو أكثر التزاماً وتفاهماً مع الرياض حيال عدم التصعيد في أبين وينتظر طيلة عام كامل تطبيق الاتفاق الذي رعاه ولي العهد السعودي وأشرف وزير الدفاع الأمير خالد على نسخته المعدلة وآلياته التنفيذية، وهذا ما يجعل مبرر التحشيد والتصعيد الإخواني إلى شقرة غير مبرر حال توفرت النية للتعاطي بإيجابية مع اتفاق الرياض ومع توجهات التحالف العربي.
يدافع المجلس الانتقالي بقواته كرد مشروع على خروقات الإخوان ومن خلفهم الشرعية التي لولا غطائها للتحركات العسكرية في شقرة ما تحركت كتيبة واحدة من مسرح عملياتها في الشرق إلى شقرة جنوبا، وبالمقابل يهاجم الإخوان ويصعدون بخطاب ينسف اتفاق الرياض ورعاية التحالف العربي للتفاهمات والاتفاقات التي تستهدف إنجاز التهدئة والتسوية معاً.
ما يحصل في مأرب وشقرة يتطلب تحركا سياسيا وضغطا حزبيا وإعلاميا من قبل القوى والنخب الشمالية التي اعتبرت اتفاق الرياض انجازا يستحق المساندة فور توقيعه وكذلك التي ترى هذا التحشيد نحو الجنوب تهديدا خطيرا لمأرب وتآمرا مع مليشيات الحوثي لإضعاف جبهاتها وإفراغها من مقاتليها المحسوبين على الشرعية.
ما هو دور حزب المؤتمر والتنظيم الناصري والحزب الاشتراكي من هكذا عبث يمارسه الإخوان المسلمون بغطاء من الشرعية، وإلى متى يظل الخطاب والنشاط السياسي والجماهيري للأحزاب مقيدا ومرتبطا بمزايا ومصالح قيادات هذه الأحزاب مع العلم ان أحزاب كالاشتراكي والناصري لم ينلها من كرم الشرعية على الإخوان ولو بنسبه 1%.
ما موقف المؤتمر الشعبي العام الذي منعه الإخوان من تنظيم فعالية حزبية داخل قاعة مغلقة في تعز ولماذا تصمت قياداته السياسية في الرياض والقاهرة وأبوظبي عن إصدار ولو بيان يطالب بتصحيح مسار التحشيدات العسكرية لتتوجه نحو الحوثيين وليس نحو الجنوب.
ولماذا تصمت قوى ونخب الشمال التي تواجه الحوثي عن إفراغ جبهات مأرب والجوف وتسليم نهم وتوجيه القوات العسكرية إلى شقرة. وإن كان ليس من أجل تطبيع الوضع في أبين فمن أجل منع سقوط مأرب وما تبقى من الجوف أو من أجل عدم تمكين المليشيات الحوثية من البسط على جغرافيا جديدة.
إيقاف صلف الإخوان وتهاون الشرعية انتصار لتضحيات اليمنيين في مواجهة المليشيات الحوثية والسكوت على هكذا صلف وتشتيت للقوة التي بنيت من أموال الشعب والتحالف لمواجهة الحوثيين يعد مشاركة في تسليم ما تبقى من مساحات محررة للمليشيات الحوثية.
مواجهة عبث الإخوان في مأرب والتوجه نحو شقرة يعني انتصارا للجبهات التي تواجه الحوثيين في مأرب وتعز والجوف والساحل الغربي وحتى على حدود المملكة شمالاً، لأن ابتداع معارك جانبية وتفكيك الجبهة المناهضة للمليشيات الحوثية بحثاً عن مكاسب غير وطنية يعد تماهياً مع الحوثية ومشروعها التدميري بحق اليمن شماله والجنوب.
الجميع من يتواجدون في صف مواجهة المليشيات الحوثية عليهم إعادة الإخوان المسلمين إلى هذا الصف بكسر تمردهم على الإجماع أو بمواجهتهم مع الحوثيين كجبهة واحدة وحينها ستتحدد معالم الطريق إلى هزيمة المشروع الحوثي بقطع روافده التي تمده بالحياة والاستمرار، والإخوان أحد أهم هذه الروافد بعد طهران.