الجرائم تتسع والعصابات تنشر الرعب في الارجاء.. حين يصبح الجيش مسرحا للعربدة “لا مجال للأمان في تعز”
يمن الغد / عبد الرب الفتاحي – خاص
تعز لم تعد مدينة هادئة وقابلة للتعايش بعد أن تحكم حزب الاصلاح بكل مفاصلها العسكرية والمدنية والأمنية؛ حيث اتسعت في هذه المدينة اشكال الفوضى والقتل التي أصبحت نشاطا يجد تشجيعا وتجاهلا من قبل الدوائر الحاكمة في المدينة؛ اذ أن الاشخاص الذين يمارسون القتل وقطع الطرقات والتهريب هم جنود في محور تعز .
* اعتداءات مستمرة..
الأسبوع الفائت أصيب ماجد طاهر الشرعبي عاقل مديرية المظفر بجروح، إثر تعرضه لاعتداء مباشر بالرصاص الحي، والضرب المبرح، من قبل مسلحين مجندين ضمن قوات الجيش التابع لحزب الاصلاح الإخواني بمدينة تعز.
مدير أمن مديرية المظفر، العقيد عبدالله الوهباني، رفع تقرير إلى مدير عام شرطة محافظة تعز، وحدد قيام جنود يتبعون محور تعز بهذا الأعتداء.
كما أن أكرم الشوافي رئيس منظمة رصد لحقوق الانسان، أكد لـ”يمن الغد” أن المسلحين اختطفوا الشرعبي، مصاباً، من داخل مستشفى البريهي وأخفوه قسراً.
ورأى أكرم الشوفي في منشور أخر له والذي أعتبر فيه أن تعز لا كهرباء ولا ماء ولا خدمات ولا رواتب ولا أمن ولا أمان وجرائم القتل اليومية مستمرة.
وكذلك الاعتداءات والانتهاكات التي لا تتوقف.
وتسأل الشوفي أين هو المجتمع التعزي، أين هو صوته من كل هذه المعاناة؟.
وتابع حيرته بالقول: أين هي رابطة زعطان وتكتل فلتان التي لطالما اغلق القائمون عليها مقر المحافظة واعتدوا على المؤسسات بمزاعم الحقوق؟
* تهجير أسرة وأحراق منزلها..
وخلال العشر الايام الماضية قام جنود يتبعون محور تعز العسكري الخاضع لسيطرة تنظيم الإخوان بتهجير أسرة من منزلها، وقاموا بإحراق المنزل غرب المدينة رداً على مقتل مواطن، بسبب خلافات عائلية.
ومارس الجنود الذين يتبعون محور تعز العسكري بقيادة المدعو رامي الخليدي اطلاق النار على منزل المواطن هيثم علي سلطان البريهي، وطردوا ساكنيه تحت تهديد السلاح، وبعدها قاموا بإحراق المنزل بمنطقة بئر باشا غربي مدينة تعز.
* شغب وتصفيات داخلية..
في الثامن من شهر نوفمبر الحالي شهدت مدينة تعز أعمال شغب وقطع شوارع أمام مبنى المحافظة وقيادة المحور في شارع جمال
أعمال الفوضى وتقطيع الشوارع قام بها مسلحين ومحتجين على احدث اغتيال عاشتها المدينة في أحد المستشفيات.
وجاءت هذه الفوضى بعد اغتيال نجل قيادي اخواني من جبل حبشي يدعى عبدالله أمين عبده سعيد، وتصفية اخر في مستشفى الروضة.
كما تم الاعتداء على مسن في جولة وأدي القاضي مقابل ألمنيوم الأندلس من قبل مسلحين يتبعون مليشيات الاصلاح.
* تدمير تعز ..
بينما وجهت القيادية السابقة البارزة في حزب الإصلاح د. ألفت الدبعي اتهامها لحزب الاصلاح بأنه يساهم مساهمة مباشرة في تدمير تعز إلى جانب الحصار الذي تفرضه جماعة الحوثي وذلك بعد منشور لها في الفيس بوك بعد حالة الفوضى التي شهدتها تعز في هذا الشهر
وأرجعت ألفت مثل هذه الأنشطة الفوضوية بسبب اصرار الحزب على بقاء قيادات امنية وعسكرية ضعيفة متواطئة مع اقتصاد الحرب الذي نما في تعز كنتيجة للحرب الظالمة على المدينة وابناءها.
وأشارت إلى أن حزب الاصلاح يتحمل المسؤولية المباشرة عن عدم ترتيب الوضع العسكري والامني داخل المحافظة بطريقة مهنية وذلك من خلال إصراره على بقاء هذه القيادات وعدم اتخاذ قرارات فورية بتغيرها واعاده ترتيب وتأهيل اجهزة الأمن والجيش على أسس مهنية تلغي ما افرزته هذه الحرب من واقع مظلم.
وأضافت أن القيادات الموجودة لم يعد بمقدورها مع الواقع الحالي وتورط قيادات عسكرية بدعمها والاستفادة منها لمصالح مادية.
وفي الخامس من شهر نوفمبر ندد مشائخ جبل حبشي بما يحدث ضد أبناء منطقتهم وتطرق أعيان ومثقفو جبل حبشي لجرائم قتل وقعت للطالب “عبدالله آمين عبده سعيد قاسم” أثناء عودته من المدرسة بدون ذنب.
وأشار مشائخ جبل حبشي كذلك لما تعرض له عدنان محمد أحمد الحبشي من تقطع ومحاولة قتله وإصابته إصابات بالغة.
وأشار اجتماع مشائخ جبل حبشي لحادثة قتل الجندي أيمن محمد محمد صالح الشرعبي” بداخل مستشفى الروضة أثناء ذهابه لزيارة عبدالله أمين عبده سعيد الذي قتل على يد اطراف قريبة من قيادات في حزب الاصلاح طريقة بشعة في بداية هذا الشهر
* نحو الهاوية..
الكاتب معاذ الصوفي وضح مايجري في تعز بشكل أعمق ورأى أن حزب الاصلاح عندما استهدف أبو العباس فإن ذلك كان ذلك بمثابة استهداف للتعايش والقانون وإقرار لقانون الغاب/الأقوى.
وتابع الصوفي وجه نظره وقال “عندما استهدف الإصلاح الدكتور امين احمد محمود، كان ذلك بمثابة استهداف للحياة المدنية وقيمها ولسلطة القانون وأسسها ولمخرجات الحوار الوطني وتكريس لنهج العصابات وسلوكها.
وأضاف أن الاصلاح عندما استهدف العميد عدنان الحمادي، كان ذلك بمثابة استهداف لوجود الدولة ومؤسساتها وللمشروع الوطني وقاعدته وحصنه المنيع.
وأعتبر استهدف الإصلاح لضباط اللواء 35مدرع، أنه بمثابة إهالة التراب على آخر ما تبقى من أمل بوجود مشروع وطني حقيقي ومؤسسات دولة وبحياة مدنية تعبر عن وجه تعز الحقيقي.
وقال “لقد كان واضحا في كل خطوة أننا نمضي للهاوية، وأن دجاج_الخرابة تمضي بتعز إلى نهاية مأساوية على كافة الأصعدة”.
وأشار إلى أن ما يحصل اليوم في تعز لم يعد أمرا غامضا أو صادما وغير متوقع بل هو نتاج طبيعي لسياسة جماعة الإصلاح الراديكالية والأجندة الخارجية التي تنفذها، وأن كل ما يقال حول الدعوات المناطقية فهو غير صحيح وليس سوى غطاء لأجندة جماعة الإصلاح ومحاولة إخفاء فشلها.
* عرابيد داخل الجيش..
الكاتب الصحفي سامي نعمان اعتبر أن مرور عشر ايام على عدم قدرة الأمن في تعز لإنهاء الفوضى لكن ذلك زاد توحشا”.
ورأى أن الإجراءات الأمنية ليست بيانات طمأنة تأتي بعدها الانجازات عمياء تقاد…
ووصف نعمان خلال حديثه لـ”يمن الغد” وضع تعز على أنه منفلت ومأساوي واكبر من قدرة الأمن وحملاته على الاحتواء والضبط، خصوصا أن من يطلقون عليهم مطلوبين هم في الأغلب الاعم عسكريون لديهم عصبيات مناطقية وأغطية عسكرية ذات حامل سياسي داعم.
وقال نعمان “الحملة الأمنية مشتركة وعوضا عن أن يكسبها الاشتراك قوة أصبح يمنح “الخارجين” فرصة إذ يداري كل طقم في الحملة عن اتباعه ويحذرهم ويكشف خططهم. “
وأضاف أن التشخيص السليم هو أساس تصحيح الاختلالات.
وأشار إلى أن هناك عصابات تدار وتتعربد وتُحمى من داخل الوحدات العسكرية، ومع مرور كل يوم تتطور الأساليب وتتعقد العيبيات العسكرية المناطقية وستشهدون يوما مواجهات بين ألوية عسكرية وربما بين وحدات عسكرية في ذات الالوية..
ونوه نعمان أن الامر يحتاج تدخلا قويا من الأعلى وقيادة عسكرية محنكة حازمة بعيدة عن فوضى وعبث المفصعين..
وأكد نعمان أن الخيارات لن تكون متاحة من رجالات تعز، الذين جسدوا أسوأ نماذج الإدارة والمماحكة بعدما شكوا وناحوا عقودا من التهميش.
مضيفا أن المشكلة في عربدة الفوضى والجريمة والانفلات داخل وحدات الجيش وحظوتها بحمايتها.
وأتهم القيادات العسكرية بمسؤوليتهم عما يجري بشكل مباشر، وهي من تتحمل مسؤولية منتسبيها الذين يزدهرون بحمايتها.
وأستنكر إصرار قيادة حزب الإصلاح على توفير الغطاء لكل تلك القيادات العسكرية وبالتالي الجرائم، وتصر على موقف خيالي عن حزب سياسي ومؤسسات ومسؤولي دولة، بينما تقاد تعز إلى فتنة مناطقية ربنا لم تعرفها البلاد في ظل عربدة الفوضى. اما هؤلاء في تعز فهم الفوضى والانفلات بذاته.