شاهد كيف يحاول الإخوان التبرؤ من دم الشهيد عدنان الحمادي وماذا فعلوا بذكرى اغتياله؟ “الرقص على الجثة”
المخلافي مول وقيادي إخواني آخر متهم رئيس في جريمة الاغتيال رتب ونظم
نظم حزب الإصلاح في محافظة تعز، اليوم الاثنين، فعالية بالذكرى الأولى لجريمة اغتيال اللواء الركن عدنان الحمادي، القائد السابق للواء 35 مدرع، رغم الرفض المسبق الذي أبدته أسرته لإقامة الفعالية، وامتناعها عن المشاركة فيها أو حضورها.
وجرى الترتيب للفعالية من قبل القيادي في حزب الإصلاح، حمود سعيد المخلافي، المقيم في تركيا، وأقيمت الفعالية في منطقة “الصِّنَة”، في مديرية المَعَافِر، إحدى مديريات “الحُجَرِيِّة”، مسقط رأس الحمادي، تحت شعار “مهرجان العهد والوفاء للشهيد الحمادي”.
وأثارت الفعالية حالة استياء في وسط أبناء “الحُجَرِيِّة”، وزملاء ورفاق وتلاميذ القائد عدنان الحمادي، الذين رأوا في الفعالية محاولة بائسة من قبل حزب الإصلاح، الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين في اليمن، لاستغلال دم الشهيد الحمادي، ومحاولة للتبرؤ من الوقوف خلف جريمة اغتياله.
وقال ناشط سياسي محلي، معلقاً على ذلك: “حزب الإصلاح يقتل القتيل ويمشي في جنازته، هذا هو أبلغ تعبير عمّا جرى ويجري. نعرف جميعاً أن حزب الإصلاح هو من خطط ودبر لاغتيال القائد الشهيد عدنان الحمادي، والآن يعمد إلى إقامة فعالية احتفائية بذكرى اغتياله!”.
وكانت القيادة الجديدة للواء 35 مدرع، الموالية لحزب الإصلاح، تريد إجراء فعالية بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لاغتيال اللواء عدنان الحمادي، إلا أن زكريا عدنان الحمادي، النجل الأكبر للقائد الحمادي، رفض ذلك، وقال، في بيان صدر عنه في 22 نوفمبر الماضي، إن أفضل تكريم للشهيد الحمادي هو القبض على من دبروا وخططوا لجريمة اغتياله.
ورغم الرفض الذي أبدته أسرة الحمادي لإقامة فعالية احتفائية سياسية موجهة، إلا أن حمود سعيد المخلافي، القيادي الإخواني، رتب لإجراء الفعالية.
ونشر زكريا الحمادي، على صفحته في “فيسبوك”، صورة من رسالة أرسلها إليه شخص يعرفه، أبلغه فيها أن من رتبوا للفعالية أبلغوا الناس أن زكريا الحمادي “مبارك لإقامتها”، وهو الأمر الذي نفاه زكريا.
وكان زكريا الحمادي أعلن، في البيان، عدم مشاركته، وأفراد أسرته، في أي فعالية تأبين للواء الحمادي، حتى تستكمل التحقيقات ويحاكم القتلة، والمخططون والمدبرون للجريمة. وهو ذات الموقف الذي دعمته القيادة الجديدة للواء 35 مدرع بإعلانها إلغاء الفعالية الرسمية التي كانت تريد الترتيب لها، “نزولاً تحت رغبة أسرة الحمادي، ودعماً لحقها في محاكمة كل المتورطين بحادثة الاغتيال”.
وقال زكريا الحمادي، في البيان: “بمناسبة ذكرى ميلاد والدي الشهيد اللواء الركن عدنان الحمادي، رحمه الله، الذي يصادف يومنا هذا 28 نوفمبر، واقتراب الذكرى الأولى لجريمة اغتياله، وكون الكثيرين من المحبين للقائد وغيرهم يريدون إحياء ذكرى الاغتيال الأليمة، فباعتزاز بالغ نقدر كل من يسعى من محبي الشهيد الأوفياء لإقامة الذكرى السنوية الأولى لاغتيال (..) إلا أننا، كأولياء دم للشهيد المغدور، كنا نأمل أن تحل علينا الذكرى الأولى وقد استكملت الأجهزة القضائية إجراءات القضية، والتحقيق في كل من تدور حولهم الشبهات من الممولين والمخططين والمتمالئين في اغتيال شهيد الوطن”.
وأضاف: “وعليه ورغم كل تقديرنا لمن تفاعل ويتفاعل من محبي الشهيد القائد رحمه الله لإقامة إحياء ذكرى استشهاده نعلن عدم مشاركتنا بأي فعالية.. والتأبين الحقيقي هو السير على نهج الشهيد القائد ومشروعه ومبادئه وقيمه، وبمتابعة الشرعية بقيادة الوالد المشير عبدربه منصور هادي، رئيس الجمهورية، حفظه الله، بمتابعة جريمة تصفية هذا القائد الجمهوري، وكشف ملابسات الجريمة للرأي العام، وتقديم المخططين والممولين والمتمالئين للمحاكمة لينالوا جزاءهم الرادع، وتطبيق العدالة التي يتوق إليها كافة أبناء الوطن”.
ودفع بيان أسرة الحمادي العديد من المكونات والمبادرات الشعبية والحزبية إلى إلغاء فعاليتها في الذكرى الأولى في حادثة الاغتيال، فيما قام حزب الإصلاح بترتيب فعالية أمس، التي اعتبرها مراقبون “فعالية سياسية موجهة الهدف منها استغلال دم الشهيد الحمادي، بعد عملية اغتياله”.
والمعروف أن حزب الإصلاح شَنَّ حملة تخوين واسعة على عدنان الحمادي، في الأوساط الشعبية، ووسائل التواصل الاجتماعية، انتهت باغتيال الرجل.
ويعد “الإصلاح” العدو الرئيسي لـ “الحمادي”، الذي تعرض لحرب واسعة غير معلنة من قبل هذا الحزب، تمثلت في حرمانه من التعزيزات المالية، وحصص التجنيد، ومخصصات التسليح الحكومية التي كان يتسلمها محور تعز العسكري الخاضع لسيطرة الإصلاح.
وتعليقاً على ما جرى، قال ناشط محلي: “إصرار الإصلاح، وهو العدو اللدود للحمادي، على إقامة الفعالية في مناطق الحجرية، وتكليف المتهم الأول بجريمة الاغتيال والقيادي في الحزب، ضياء الأهدل، بالتجهيز للفعالية، يهدف منه الحزب إلى إيصال رسالة استفزاز لأنصار الحمادي الذين يتهمونه بالوقوف خلف تدبير جريمة الاغتيال، ويعتبرون إقامته الفعالية بمثابة رقص فوق جثة الحمادي”.