تفجيرات مطار عدن والطبخة التي لم تكتمل
الدور المرتقب للحكومة الجديدة ومخطط وضع السلام في مهب الريح.. الحادثة وضعت النخب اليمنية أمام صدمة سياسية وعسكرية وأمنية..
يمن الغد / تقرير – عبد الرب الفتاحي
خلق حادث انفجار مطار عدن الأربعاء الماضي والذي استهدف الحكومة فور وصولها ارض المطار مايشبة بالمعضلة المتشابكة لإزمات مركبة حيث دوت انفجارات يعتقد ان جماعة الانقلاب الحوثي هي المسؤولة عنها استهدفت صالة الانتظار في المطار مما خلق واقعا سياسيا تشكل مع تداعيات هذه الانفجارات التي تمثل تحديا جديا لحكومة معين عبدالملك.
* السلام في مهب الريح..
تعاطى جميع اليمنيين مع انفجار مطار عدن على أنه مخطط لابقاء حالة الفراغ المؤسسي وإدامة حالة الصراع بشكل تدخل به المناطق الجنوبية ذروة الصراع الداخلي..
المخطط هو في القضاء على اتفاق الرياض من خلال استهداف الحكومة بكل شخصياتها بحيث سيكون من الصعب بعدها ايجاد حكومة جديدة وستصبح أي خيارات للاتفاق ليست ذات طبيعة موفقة.
استهداف مطار عدن يحمل تهديدات ذات شكل سياسي وأمني وعسكري حول أن الظروف التي تكون سهلة فواقع عمل الحكومة يتعاطى معه البعض من المتخوفون من وجود نوع من العمل في اطار اتفاق تضمن الحد النسبي من عمل حكومة أمام ملفات معقدة وعميقة.
يرى عيدروس النقيب أن من دبر وأعد تفجيرات مطار عدن وخطط لها قد وضع نصب عينيه اهداف أمنية – سياسية، وإعلامية.
ويشير الى أن الهدف الأول كان المقصود به تصفية أكبر عدد ممكن ممن كانوا في الطائرة التي أقلت اعضاء الحكومة ورئيسها، ولو كل من كان بداخل الطائرة مع أكبر عدد من المستقبلين.
ويتابع النقيب تحليله أنه لو تحقق هذا الهدف لانتهت كل مساعي تنفيذ اتفاق الرياض ولذهبت مساعي الحل السياسي في مهب الريح.
ثم تدرج النقيب في تقيمه للهدف الإعلامي ويعتقد أن ذلك يهدف لخلق حالة من الصخب والضجيج والرعب والهلع بين الأهالي وعلى مستوى الإعلام المحلي والعالمي.
وأعتبر النقيب أن ذلك سيعني أن عدن مدينة غير آمنة وأنها لا تصلح أن تكون موطنا للاستقرار وعاصمة لدولة، وربما تحقق شيءٌ من هذا لبعض الساعات وربما لأيام لكنه سينكشف بمجرد استكمال التحريات وإظهار من يقف وراء هذه العمل الجبان.
وأضاف أهم ما تكشفه التفجيرات هو أن الجبهة الأمنية بحاجة إلى التعزيز وإلى المزيد من التشديد والبحث عن مكامن الضغف وملاحقة الجماعات التي تدير العمليات التخريبية وتتستر على المخربين
* الحكومة والدور المرتقب..
نائب رئيس الدائرة الإعلامية للمجلس الانتقالي الجنوبي، منصور صالح وصف تحرك الحكومة الجديدة بالمسؤول وذلك، عقب الهجوم الإرهابي على مطار عدن الدولي.
وأضاف صالح في منشور له على “الفيس بوك أن أداء حكومة المناصفة اتسم بروح عالية من المسؤولية في التعامل مع الحادث الإرهابي الذي استهدف مطار عدن.
وأشار الى أن ذلك كان واضحا ابتداءً بالظهور المباشر لدولة رئيس الوزراء وحديثه للإعلام، ثم بزيارته برفقة الدكتور عبدالناصر الوالي وزير الخدمة المدنية، للجرحى في المستشفيات، وانتهاءً بزيارة اللواء إبراهيم حيدان وزير الداخلية اليوم ومعه الأستاذ أحمد لملس محافظ العاصمة إلى مطار عدن وتفقد الأضرار الناجمة عن الهجوم الإرهابي والعمل على إعادة فتحه.
وقال “هذا الحضور المشرف للحكومة وجهودها المسؤولة يعزز الثقة لدى الشارع في إمكانية النهوض بالواقع المتردي وتحقيق شراكة شمالية جنوبية ناجحة تغير الانطباع السائد عن مؤسسات الدولة السابقة وما اتسم به نشاطها من فساد وعجز عن تحمل مسؤولياته”.
* ضحايا صالة المطار..
وزارة الصحة العامة والسكان بعد الحادث في اليوم التالي أعلنت عن ، ارتفاع ضحايا الهجوم الإرهابي الذي استهدف مطار عدن الدولي، إلى 135 قتيلاً وجريحاً بينهم نساء وأطفال.
الوزارة كشفت في بيان رسمي لها، إن أعداد ضحايا الهجوم الإرهابي الذي استهدف مطار عدن الدولي ارتفعت إلى 25 شهيداً و110 مصابين بحسب الاحصائيات من عدد من المستشفيات العامة والخاصة في مديريات عدن.
وأفادت الوزارة أن من بين الشهداء والجرحى الذين سقطوا في الهجوم نساء وأطفالا ومسؤولين حكوميين وموظفين في مؤسسات الدولة ومنظمات دولية ومسافرين مدنيين كانوا بانتظار رحلتهم في صالة المطار.
* طبخة لم تنضج..
أما الكاتب علي عبدالملك الشيباني رأى أن حادثة مطار عدن يؤكد وبما لا يدع مجالا للشك ان الطبخة مازالت ” عرز ” ولا يلوح في افقها ما يؤكد ولو قرب نضجها واستعداد المخرج الدولي لتعاطيها.
وحسب رأي الشيباني فإن عملية من هذا النوع وبهذا المستوى وعقب اتفاق كان من المفترض ان يفضي الى اجواء تساعد في استتباب الوضع العام , وبما يؤدي الى الانتقال لمرحلة جديدة من الاداء الحكومي المنتظر من قبل الناس اللذين رهنوا ذلك باتفاق الرياض وعقدوا عليه أمال كبيرة .
وأشار الشيباني الى أن ماجرى اليوم يؤكد بأن ” الدوافير ” الاقليمية والمحلية مازالت تعمل وتشحن تحت “دست” الوضع اليمني, الذي يحوي مقدمات لنتائج لاتبد اكثر من انها جدا مخيفة, والتي ستصب في النهاية في كروش القوى الدولية ومعدها النهمة.
ويعتقد الشيباني أن جريمة المطار تمنح الحكومة ورئيس الجمهورية مبررات البقاء خارج البلد, ومن ناحية اخرى تخدم الطرف الحوثي الى حد لم يكن يحلم به, اذ تعمل على تقوية حضوره ودعم خطابه السياسي امام الشارع, بقدر ماتقلل من قيمة الشرعية ومعها التحالف وتفقد شارعها اي نسبة من الثقة في قدرتها على ادارة الصراع ومواجهة الطرف الاخر.