اخبار الشرعيهاخبار المقاومةالرئيسيةتعزتقاريرمحليات

تعز.. ابتزاز بالقوة العسكرية و”الفرعنة” تقود مواطنين الى السجون

تقسيم المدينة الى مربعات تحت رحمة العصابات

يمن الغد/ تقرير – خاص

تعيش محافظة تعز الخاضعة لسيطرة حزب الاصلاح الاخواني جنوب غربي البلاد فوضى غير مسبوقة في ابتزاز العصابات المسلحة للمقاولين في تشييد البنايات السكنية وملاك العمارات.

* قتيل جالون الاسمنت..

لم يكن في حسبان والد “بندر سعيد” انه دفع بابنه الوحيد الى حيث النهاية المؤلمة؛ حين طلب منه ان يخرج للعمل لتوفير لقمة العيش بعد ان فقد الاب راتبه.

“بندر سعيد” 24 سنة قُتل برصاص بلطجي يقود مسلحين ملثمين هجموا على عمال احدى البنايات بحي الحصب اثناء قيامهم بصب السطح للدور الثاني.

كان الضحية يحمل جالون خلطة اسمنت فصوب المسلحون اسلحتهم نحو العمال طالبين منهم التوقف عن العمل وكل ما فعله “بندر سعيد” هو انه كان يهم بانزال الجالون الذي يحمله الى الارض قبل ان تصيبه طلقة نارية في الرأس سقط على اثرها قتيلا بذريعة انه رفض التوقف عن العمل.. فهل كان البلطجي يتوقع ان يظل الضحية واقفا وهو يحمل جالون من خلطة الاسمنت..

فرض اتاوات باهظة على المقاولين في تشييد البنايات.. ورصاصة بلطجي تنهي حياة عامل تحت جالون الاسمنت

يقول احد العمال كان رفقة “بندر سعيد” لـ”يمن الغد” ان البلطجي هجم على العمال مستعينا بمسلحين اخرين لايقافهم عن العمل بعد ان اختلف مع المقاول في العمارة على دفع اتاوة قدرها 200 الف ريال حيث دفع المقاول 150 ريال ورفض دفع المبلغ المتبقي لنفاذ الفلوس من حوزته..

ويقول “س، ل” الاشروحي لـ”يمن الغد” ـ طلب من المحرر عدم ذكر اسمه خوفا من بطش العصابات ـ ان كل عصابة تعمل تحت مسمى المقاومة والجيش  تفرض اتاوات باهظة على المقاولين وملاك البنايات في المربعات التي تقع تحت سيطرتها بذريعة الحماية.. وهي اتاوات لم يعدها المواطن الا في ظل سلطة الاخوان بتعز..

 * مسرحية التعاون البلطجي..

  وفي سياق البلطجة في تعز يقول المقاول مصطفى سالم لـ”يمن الغد” انهم يتعرضون لابتزازات متعددة بفرض اتاوات بقوة السلاح..

ويذكر سالم موقفا حصل معه عندما ماطل في دفع اتاوات لزعيم عصابة في احد احياء منطقة بير باشا؛ حيث هدده البلطجي برفع الحماية عنه وماهي الا ساعات حتى هجم على العمال بلطجي مسؤول عن مربع اخر استعان به زعيم العصابة في المنطقة التي تقع فيها العمارة..

ويضيف ان المسلحين بدئوا اطلاق النار ما اضطره للاتصال بزعيم العصابة في المنطقة متوددا له انه لم يماطل وانه كان صادقا في دفع مائة الف في وقت لاحق.. فتدخل البلطجي لدحر العصابة الوافدة من المنطقة المجاورة بعد ان تقاضى من المقاول 200 الف ريال اي بزيادة ضعف عن الاتفاق السابق بذريعة ان البلطجي الدخيل كان سيأخذ مبلغا اكبر..

يضيف المقاول بان تلك مسرحية؛ حيث هناك تنسيق مشترك بين العصابات في المناطق المختلفة وذلك للتعامل مع المقاولين المتهربين والمماطلين في دفع الاتاوات فيما الرافضين يتم منعهم بالقوة من العمل والسيطرة على العمارة وعدم السماح بالعمل الا بدفع اتاوات وغرامات اضافية..

* تهمة ” الفرعنة..

المواطن عبده محمد – صاحب عمارة اصيب بعيار ناري بعدما رفض دفع مائة الف ريال لمشرف عصابة مسلحة في حي المسبح وسط مدينة تعز؛ حيث دخل بمشادة مع البلطجي وصرخ في وجهه متسائلا باي حق تمنعني والارض هنا ارضي والبناية ملكي.

ورغم اصابته وتدخل المقاول في العمل بدفع المبلغ المطلوب الا ان العصابة اقتادت المواطن عبده محمد الى الامن ولفقت دعوى بانه “يتفرعن” – اي ينهج منهج فرعون – واتهموه بانه قال لهم “الارض ارضي والسماء سمائي” في تحوير واضح لكلامه حين رفض الابتزاز وقال: بأية حق ادفع الاتاوات والارض هنا ارضي والعمارة ملكي” ليقتادوه الى المحتجز في قسم الشرطة..

وتعد تهمة “الفرعنة” جديدة وتطور حديث لتلفيق التهم من قبل عصابات الاخوان الى جانب تهم العمالة والتحريض والتشويش على الامن والجيش والتمرد على الشرعية وهي تهم تطلق على كل من يناوئون نهج الاخوان والرافضون للاجندات الاخوانية والتي ينفذها حزب الاصلاح برعاية تركية وقطرية..

* انفجار الوضع وارد..

وفي تصريح لـ”يمن الغد” قال المحلل السياسي خالد بن طالب “بان البلطجة صارت ظاهرة بمدينة تعز التي قسمتها جماعة الاخوان الى مربعات تعبث فيها العصابات المسلحة المحسوبة على الجيش والأمن..

وطالب بن طالب من الحكومة الجديدة التنبه لما يُعتمل في تعز من عبث وبلطجة قبل ان يفقد المواطن ثقته بالحكومة وينفجر الوضع في وجه الشرعية التي تعمل سلطات الاخوان في ظلها..

زر الذهاب إلى الأعلى