ماذا بعد تصنيف الحوثيين منظمة ارهابية..!؟؟
اميركا تعلن الهدف من ادراج الحوثية في قوائم الارهاب.. سياسيون: القرار الاميركي يجرد الحوثي من سلاح المظلمة الزائفة
يمن الغد/ تقرير – خاص
اتخذت حكومة الولايات المتحدة الأميركية قرارا بشأن تصنيف جماعة الحوثيين، كمنظمة إرهابية أجنبية، والذي ينسجم مع مطالب الحكومة اليمنية لمعاقبة هذه المليشيات.
وتقاتل جماعة الحوثي المتحالفة مع إيران تحالفا عسكريا تقوده السعودية في اليمن منذ عام 2015.
* عزل الارهاب الحوثي..
وأكدت السفارة الأمريكية بالمملكة العربية السعودية، أن إدراج مليشيا الحوثي منظمة إرهابية، يعزل الإرهابيين في اليمن.
وشددت في تغريدة على حسابها بموقع تويتر اليوم الاثنين، على أن الولايات المتحدة تواصل جهود تسهيل تدفق المساعدات الإنسانية.
واعلن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، إن التصنيف “يهدف إلى محاسبة الحوثيين على أعمالهم الإرهابية، بما فيها الهجمات العابرة للحدود التي تهدد السكان المدنيين والبنية التحتية والشحن التجاري”.
وأضاف وفق “سكاي نيوز عربية”، إن وزارته ستخطر الكونغرس بنيتها تصنيف الجماعة الموالية لإيران “منظمة إرهابية أجنبية”.
وتابع الوزير في بيان: “أعتزم أيضا إدراج 3 من قادة الحوثي على قائمة الإرهابيين الدوليين، هم عبد الملك الحوثي وعبد الخالق بدر الدين الحوثي وعبد الله يحيى الحكيم”.
واردف بومبيو: نعترف بأن الخطوة ستؤثر على الوضع الإنساني في اليمن وسوف نتخذ إجراءات لتقليل تأثير تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية على واردات اليمن.
* تداعيات مابعد القرار..
ويرى سياسيون ان تصنيف واشنطن جماعة الحوثيين حركة ارهابية سيكون له تداعيات كبيرة على الجماعة وان ادعت لا مبالاتها بهكذا قرار.
ولعل تصنيف الحوثيين جماعة ارهابية لن يقتصر على امريكا فقط ، بل ستتبعها الحكومات الأخرى والمنظمات الدولية مثل الأمم المتحدة والتي بعد ذلك سلتزم كافة اعضائها بفرض عقوبات وعدم التعامل مع جماعة الحوثيين ، سيتبع واشنطن ايضا الإتحاد الأوروبي وبريطانيا كما حدث في حالتي تصنيف تنظيم القاعدة وحزب الله اللبناني.
وستكون هذه الخطوة من آخر القرارات التي تتخذها إدارة ترامب قبل تنصيب الرئيس المنتخب جو بايدن في 20 يناير كانون الثاني.
من الناحية العسكرية يعني القرار مزيدا من تشديد مراقبة الحدود اليمنية لمنع ايصال الأسلحة لجماعة الحوثيين وقد يستدعي الأمر ضربات امريكية جوية مباشرة لإستهداف قادة الجماعة .
من الناحية الإقتصادية فرض عقوبات مالية وتجميد اموال وحسابات مصرفية لشخصيات وشركات تابعة لقيادات في الجماعة او الموالية لها ، في العام 1999 قامت الولايات المتحدة بتجميد اموال تنظيم القاعدة في امريكا بمبلغ تجاوز العشرة مليون دولار ، التقارير تتحدث عن شركات عملاقة يمتلكها قيادات حوثية ستكون هدفا لتلك العقوبات.
سيتم حظر تعامل المنظمات الإنسانية والاغاثية اداريا او ماليا مع جماعة الحوثيين ، وهذا سيكون له تاثير بالتأكيد على شريحة واسعة من المستفيدين في بلد يعيش أسوأ انسانية في العالم.لكن الجماعة ايضا حولت الاغاثة لتجارة مربحة لعناصرها خلال الآونة الأخيرة.
من الناحية التقنية ، سيتم حظر ارسال اي معدات تكنولوجية للمناطق التي تسيطر عليها جماعة الحوثيين، كما سيتم استهداف منصات قيادة جماعة الحوثيين في وسائل الاعلام، في فيسبوك وتويتر ويوتيوب وغيرها بإعتبارها منصات تنشر الأفكار الارهابية.ومن المتوقع ان تغلق حسابات قناة المسيرة وحسابات قيادات جماعة الحوثيين .
وسوف نشاهد محاكمات في الولايات المتحدة لاشخاص / هيئات متورطة بدعم الكيان المصنف ارهابيا كما حدث في حالات مشابهة ، وسوف يتم تقييد السفر لوفود الحوثي التي ظلت تجوب دول العالم خلال الفترة الماضية بحرية كاملة.
* المظلمة الكاذبة..
وعلق مستشار رئيس الجهمورية عبدالملك المخلافي بان الشعب اليمني صنف الحوثي جماعة إرهابية منذ سنوات طويلة من خلال جرائمها وسلوكها.
جاء ذلك في سلسلة تغريدات له على حسابه الشخصي في تويتر ..
قال المخلافي، ان ما ارتكبته الجماعة في حق الشعب اليمني إرهابا ادركه الجميع، وبقي التساؤل عن المعايير المزدوجة دوليا والتي تجعل العالم يدين داعش ويغض النظر عن جرائم الحوثي التي لاتقل بشاعة عنها أن لم تفوقها.
وأكد المخلافي ان جريمة قصف مطارعدن أثناء وصول الحكومة اليمنية وهو مطار مدني والتي أصبح من المؤكد مسؤولية الحوثي عنها أحد ابشع الجرائم الارهابية الموصوفة في العالم وعلى المجتمع الدولي وفي المقدمة الأمم المتحدة إدانتها بوضوح كجريمة إرهابية وتصنيف الحوثي المرتكب لهذه الجريمة كجماعة ارهابية .
و أشار المخلافي الى ان تصنيف الولايات المتحدة الامريكية الحوثي جماعة إرهابية يتوافق مع مطالب الحكومة اليمنية والشعب اليمني والمنظمات الحقوقية وقرارات الامم المتحدة ذات الصِّلة ويخدم عملية السلام .
وقال المستشار الرئاسي أحمد عبيد بن دغر، إن القرار الأمريكي بتصنيف الحوثيين منظمة إرهابية، يجردهم من سلاح المظلمة الكاذبة التي ادعوها.
ووصف بن دغر، القرار الأمريكي، بأنه توصيف دقيق وواقعي للحوثيين، وهو قراءة متقدمة للحالة في اليمن.
وأشار المستشار الرئاسي إلى أن هذا القرار يضع أصدقاء اليمن أمام الحقيقة الحوثية جرداء كما هي، منظمة إرهابية عنصرية ومتطرفة.
* ادوات اضافية..
وتوفر عمليات الإدراج هذه أدوات إضافية لمواجهة نشاط جماعة أنصار الله الإرهابي والإرهاب الذي تمارسه. إنها جماعة مسلحة مدعومة من إيران وتعمل في منطقة الخليج. وتهدف عمليات الإدراج إلى مساءلة جماعة أنصار الله عن أعمالها الإرهابية، بما في ذلك هجماتها العابرة للحدود التي تهدد السكان المدنيين والبنية التحتية والشحن التجاري.
وتهدف عمليات الإدراج أيضا إلى تعزيز الجهود الرامية إلى تحقيق السلام والسيادة والوحدة في اليمن البعيد عن التدخل الإيراني والذي يعيش بسلام مع جيرانه. لا يمكن إحراز تقدم في معالجة انعدام الاستقرار في اليمن إلا عند محاسبة المسؤولين عن عرقلة السلام على أفعالهم.
وتدرك الولايات المتحدة المخاوف من أن تؤثر عمليات الإدراج هذه على الوضع الإنساني في اليمن. نحن ننوي اتخاذ تدابير للحد من تأثيرها على بعض الأنشطة الإنسانية والواردات إلى اليمن، وقد أعربنا عن استعدادنا للعمل مع المسؤولين المعنيين في الأمم المتحدة والمنظمات الدولية وغير الحكومية والجهات المانحة الدولية الأخرى لمعالجة هذه الآثار. وكجزء من هذا الجهد وبالتزامن مع دخول عمليات الإدراج حيز التنفيذ في 19 كانون الثاني/يناير 2021، تعرب وزارة الخزانة الأمريكية عن استعدادها لتقديم تراخيص وفقا لسلطاتها والتوجيهات ذات الصلة المتعلقة بالأنشطة الرسمية للحكومة الأمريكية في اليمن، بما في ذلك برامج المساعدات التي لا تزال الأعلى من أي جهة مانحة والأنشطة الرسمية لبعض المنظمات الدولية مثل الأمم المتحدة. وتنطبق التراخيص والإرشادات أيضا على بعض الأنشطة الإنسانية التي تجريها المنظمات غير الحكومية في اليمن وعلى بعض المعاملات والأنشطة المتعلقة بصادرات السلع الأساسية إلى اليمن مثل الغذاء والدواء. نحن نعمل على ضمان استمرار شرايين الحياة الأساسية والمشاركات التي تدعم المسار السياسي والعودة إلى الحوار إلى أقصى حد ممكن.
وكانت الولايات المتحدة أكبر مانح إنساني لليمن في العام 2020، وقدمت 630 مليون دولار في السنة المالية 2020 للمساعدات الإنسانية الرامية إلى التخفيف من معاناة الشعب اليمني. وصلت المساعدات الأمريكية إلى كافة أنحاء اليمن واستخدمت في دعم البرامج الهامة للغذاء والتغذية والنظافة والنازحين داخليا. كما تقدم الولايات المتحدة أكثر من 18 مليون دولار للاستجابة لوباء كوفيد-19 في اليمن.
لقد اتفق المجتمع الدولي بشكل جماعي من خلال قرارات مجلس الأمن الدولي والمنتديات الأخرى على أنه لا يمكن القبول بالإجراءات الأحادية للسيطرة على مؤسسات حكومة الجمهورية اليمنية الشرعية، ويمكن التوصل إلى الانتقال السياسي المشروع الذي طالما سعى إليه الشعب اليمني من خلال مفاوضات سياسية. ومع ذلك، لقد أسفرت العملية السياسية عن نتائج محدودة على مدى سنوات عدة، مما يدفعنا للبحث عن وسائل إضافية لتغيير سلوك أنصار الله وداعميها ضمن سعينا إلى السلام والأمن في اليمن.
* ترحيب اليمن..
وفي السياق رحبت وزارة الخارجية والمغتربين بالجمهورية اليمنية بالقرار ..
وأكدت، اليوم الاثنين 11 يناير 2021، أن الحوثيين يستحقون تصنيفهم كمنظمة إرهابية أجنبية ليس فقط لأعمالهم الإرهابية ولكن أيضاً لمساعيهم الدائمة لإطالة أمد الصراع والتسبب في أسوأ كارثة إنسانية في العالم، فما قامت به هذه الجماعة من جرائم وانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي من تفجير للمنازل ودور العبادة، واضطهاد الأقليات الدينية، وتهجير المعارضين والمنتقدين لممارساتهم واعتقال وتعذيب الصحفيين والناشطين السياسيين وحصار المدن واستهداف المدنيين عشوائيا وزراعة الألغام في البر والبحر واستخدام المنشآت الصحية والتعليمية للأغراض العسكرية وتدمير المؤسسات الاقتصادية في اليمن.
وكذا استهدافها للأعيان المدنية داخل المملكة العربية السعودية الشقيقة، وارتهانهم الدائم والكبير لأجندات إيران التخريبية في المنطقة والتي تمثل آخرها في محاولة القتل الجماعي لأعضاء حكومة الكفاءات السياسية وتقويض العملية السياسية في اليمن، كل هذا يثبت الطبيعة الإرهابية لهذه الجماعة وعدم جديتها بتحقيق السلام.
وأضافت أن دعم إيران الإيديولوجي والمالي والعسكري والفني للحوثيين هو الذي سمح لهم بالانخراط في أعمال إرهابية طائشة ومستهجنة، (بما في ذلك الهجوم الإرهابي يوم 30 ديسمبر 2020م على مطار عدن الذي استهدف الحكومة وتسبب في مقتل وجرح العشرات).
ونوهت الخارجية اليمنية إلى أن الحكومة اليمنية تتفهم المخاوف التي عبرت عنها بعض الأطراف ذات النوايا الحسنة، وخاصة تلك التي تشارك في عمليات الإغاثة في اليمن من أن تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية أجنبية قد يكون ذو “عواقب غير مقصودة” على كل من عملية السلام والأوضاع الإنسانية، ومع ذلك، فإن التدخل المستمر والسافر للحوثيين هو الذي أعاق جهود الإغاثة الإنسانية وينبغي النظر إلى هذا التصنيف كمنظمة إرهابية أجنبية على أنه أداة فعالة لوقف سلوكهم المشين والذي يؤثر سلباً على سير العمليات الإغاثية والإنسانية ودفعهم إلى وقف نهب المساعدات والتخلي عن أوهامهم في التفوق والاختصاص بالحق الإلهي في حكم اليمن وإجبارهم على السعي بصدق لتحقيق سلام شامل ومستدام.
واختتمت الوزارة بيانها بـ “من أجل إنهاء هذا الوضع المأساوي الذي صنعته المليشيات الحوثية، فإن الحكومة اليمنية تدعم بشكل ثابت تصنيف الحكومة الأميركية للحوثيين كمنظمة إرهابية أجنبية، وفي نفس الوقت، ستواصل تقديم دعمها الكامل لجميع الجهود التي تقودها الأمم المتحدة للتوصل إلى سلام دائم وشامل وفقا للمرجعيات المعتمدة. كما يجب على المليشيات الحوثية التخلي عن نهجها الإرهابي وممارساتها الإرهابية والتوقف عن إعاقة جهود السلام التي تقودها الأمم المتحدة ووقف التصعيد والأعمال العدائية ضد أبناء الشعب اليمني ودول الجوار بشكل نهائي”.
* تاريخ الارهاب الحوثي..
في أواخر التسعينيات، أسست عائلة الحوثي في أقصى شمال اليمن حركة إحياء ديني للطائفة الزيدية الشيعية التي حكمت اليمن يوما لكن معقلها في شمال البلاد عانى من التهميش والافتقار للموارد.
ومع تصاعد الخلاف مع الحكومة خاض الحوثيون سلسلة من حروب العصابات مع الجيش الوطني كما دخلوا في نزاع حدودي قصير مع السعودية.
أقام الحوثيون علاقات مع إيران لكن مدى عمق العلاقة بينهما غير واضح. ويتهم التحالف بقيادة السعودية إيران بتسليح وتدريب الحوثيين وهو ما ينفيه الطرفان. كما يقول التحالف إن جماعة حزب الله اللبنانية المدعومة من إيران تساعد الحوثيين وهو اتهام ترفضه الجماعة.
وبينما تشيد إيران بالحوثيين على أنهم جزء من “محور المقاومة” الإقليمي، يقول خبراء في الشأن اليمني إن الحركة مدفوعة بشكل رئيسي بمشاكل داخلية رغم أنها تشترك اشتراكا وثيقا في الرؤية السياسية مع إيران وحزب الله. وينفي الحوثيون ما يتردد عن أنهم دمى لإيران ويقولون إنهم يحاربون نظاما فاسدا.
انضم الحوثيون لانتفاضة أوسع نطاقا في البلاد في 2011 على حكم علي عبد الله صالح الذي أقنعته دول خليجية عربية بالتنحي.
لكن الحركة شاركت فيما بعد بالسيطرة على العاصمة صنعاء في عام 2014 وإقصاء الحكومة المدعومة من السعودية من العاصمة. وقتلت الحركة صالح في 2017 عندما غير ولاءاته.
وبعد تدخل التحالف بقيادة السعودية في الحرب عام 2015، تم إخراج الحوثيين وقوات صالح من عدن ومحيطها في جنوب اليمن ومن مأرب وسط البلاد.
وتلا ذلك سنوات من الجمود العسكري، إذ احتفظ الحوثيون بالسيطرة على صنعاء وأغلب المراكز الحضرية الكبرى.
ورغم الضربات الجوية والقصف الذي استهدفهم على مدى سنوات، واصل الحوثيون إطلاق طائرات مسيرة وصواريخ صوب مدن سعودية. ويقول الحوثيون الذين سيطروا على أجزاء كبيرة من الجيش التقليدي اليمني إن تلك الأسلحة مصنعة محليا.
يقول محققون تابعون للأمم المتحدة في تقرير إن الحوثيين يتلقون دعما عسكريا في صورة أسلحة بعضها يحمل صفات فنية مماثلة لتلك التي تصنع في إيران.
ولدى الحوثيين مئات الآلاف من المقاتلين تحت إمرتهم.