تقارير

اختراق القوى القبلية لثورة 26 سبتمبر وتداعيات عودة الكهنوت “تقرير خاص”

لم يكن في الحسبان عودة الكهنوت لحكم اليمن ولم تكن للقوى السياسية فطنة مستقبلية ربما لما قد يؤول اليه الوضع في البلاد بعد احتجاجات 2011 التي اطاحت بنظام علي عبدالله صالح من السلطة لوضع تحصينات لتفادي انهيار مداميك النظام الجمهوري حتى كان الانقلاب في اليوم المشؤوم على اليمن في 21 سبتمبر من العام 2014م.* منعطف الثورة..إحتفل اليمنيون للسنة السادسة من الحرب بمرور 58 عام على ثورة 26 من سبتمبر بعد سيطرة جماعة الحوثيين على السلطة وإنقلابهم على الدولة وتنفيذ حكم سياسي مذهبي كرس نشاطه في احكام سيطرة الجماعة على كل مفاصل الدولة وتعيين موظقين تابعين لهم على الوظائف الهامة وجمع الأموال دون صرف الرواتب للموظفين وتنفيذ اعتقالات واسعة بحق المعارضين .أدت سيطرة جماعة الحوثي على الحكم في 21 سبتمبر 2014 لفرض نظام سياسي عائلي يقوم على تكريس الأفكار المذهبية العنيفة مما وضع جميع اليمنيين أمام حالة من اعادة المراجعة لكل أدبياتهم الفكرية والسياسية.سيطرة جماعة الحوثيين الملشاوية على مؤسسات الدولة في اليمن وهي أسرة أمامية وضعت كل جهودها لمواجهة الدولة وتصادمت مع الجيش في معارك لسنوات حيث تمكن الجيش من قتل الزعيم المؤسس لجماعة الحوثيين حسين بن بدر الحوثي في عام 2004 أثناء الحروب الستة معها.وكانت ثورة 26 من سبتمبر والتي تحققت في 1962 أحد المتغيرات الايجابية التي نقلت لليمنيين على كافة المستويات وفتحت الباب أمام الحرية والعدالة.كما أنها شكلت منعطف هاما لخروج اليمن من تحت سيطرة حكم أسرة حميد الدين والتي تولت الحكم بعد انسحاب الأتراك في عام 1918 لكن عودة الإمامة في11 سبتمبر 2014 عزز تمسك اليمنيين بثورة 26 سبتمبر كونها الأكثر حضورا في وجدانهم السياسي والإجتماعي وهي من منحتهم الحرية والعدالة ووجدت الخدمات والتعليم رغم كل المعوقات والإختراقات التي وقفت أمامها.يرى على أحمد سعيد وهو أحد المختصين في مجال التأريخ أثناء حديثه لـ”يمن الغد” يرى ان من أضعف قوة ثورة 26 سبتمبر هو عملية إختراقها من القوى القبلية بعد اندلاعها بثلاث أعوام عندما قام الشبخ عبد الله بن حسين لوضع نفسه المتحكم بمسارها في مؤتمر خمر.وأضاف علي أحمد “أن الدور القبلي الذي لعبه الشيخ عبد الله أدى للإطاحة بالجمهورية وتم من خلاله عزل السلال والتخلص من القيادات العسكرية التي وقفت ضد القوى الملكية .وأفاد أن هذا العبث الذي مارسته القوى القبلية في مواجهة سبتمبر في بدايتها هو من عمق بقاءها غير فعالة وعزز السيطرة على الدولة وفق توجهات قبلية ولأطراف محددة.وقال أحمد “لم يستطيع اليمنيون المحافطة على هذه الثورة التي جسدت العدالة والمساواة وتم التفريط بها عندما لم يتم تعميق وجودها وتعزيز حضورها في الجوانب التعليمية والمؤسسية بسبب تحكم بعض القوى التي عبثت بماضي وحاضر 26 سبتمبر وعملت على تفتيت المؤسسات وأحدثت صراعات في واقع الدولة بناء على مصالحها .الخلافات السياسيةيعتقد مروان حسن عبدالله ـ طالب جامعي ـ أن 26 سبتمبر مثلت ثورة حقيقية لم يتم تحصينها بالوعي وظل هناك من يتعامل بإستخفاف دون أن يعرف دورها قي حماية المجتمع اليمني .وأضاف عبدالله لـ”يمن الغد”: أن سيطرة الحوثيين على واقع الدولة شكل تراجع عن ثورة سبتمبر الحقيقية لإن الحوثيين حسب تعبيره هم من نفس سلالة من كان يحكم قبل الثورة.وأرجع مروان أن انهيار الدولة سببه العديد من الظروف المتراكمة التي تفاقمت وأدت لسيطرة الحوثيين على واقع الدولة منها الخلافات السياسية وكذلك اتجاه بعض القوى إلى التعامل مع الحوثيين على أنهم طرف سياسي دون مواجهة مشروعهم السياسي الطائفي .سقوط اليمن في الصراعيرى مصطفى علي الطيب ـ مدرس ـ أن واقع سيطرة الحوثيين على واقع الدولة كان كارثي وتسبب في انهيار المؤسسات واستمرار الحرب دون توقف.وتابع الطيب حديثه لـ”يمن الغد”: أن الحوثيين إختاروا نفس شهر الذي قامت به سبتمبر للانقلاب على الدولة اليمنية كرد عملي لعدم الايمان بها وماقامت من أجله لانها سحبت البساط من تحت ايديهم.وقال مصطفى علي الطيب أن الحوثيين ظلوا يرفعوا شعار الحرب الدولة ليس لانهم على حق ولكن لرفضهم الإحتكام للقانون ورفض مبادئ 26 سبتمبر التي التزمت بالعدالة والقيام بإيصال الخدمات وتعزير حكم القانون.* الحوثيين انتقموا من 26 سبتمبرأما عبد الله صالح القباطي فيرى أن كل شيئ مارسه الحوثيين على الارض كان انتقام من ثورة 26 سبتمبر والتي أسست لمشروع مناقض لحالة الإستعباد التي طالما إتصف بها الحوثيين.ويجد القباطي إن سلوك الحوثيين في تنفيذ مشروعهم الطائفي على أنه مناقض لثورة سبتمبر وهذا جعل الحوثيين يفككون الدولة وفق منهج منظم للسيطرة على كل مراكز القرار .وقال صالح لـ”يمن الغد”: كان الخطاء الكبير من جميع الأطراف اليمنية أنها تعاملت مع الحوثيين بشكل سمح لهم بالتوسع ونشر أفكار ضد قيم الدولة.وأضاف أن طبيعة الحوثيين المتعصب كان يتطلب مواجهة مشروعهم من البداية وعدم السماح لهم بالإنتشار وهذا جعل الحوثيين يستغلون البيئة مابعد 2011 ليقوموا بتعزيز حضورهم في أكثر من مجال.وأشار الى أن ضعف القيادة العسكرية والسياسية عندما كان الحوثيين يسعون للسيطرة على الدولة هو عرقل اعلان الحرب عليهم .وأرجع سبب اجهاز الحوثيين على الدولة ومحاولاتهم طمس معالم ثورة 26 سبتمبر هو لشعورهم أن هذه الثورة منعتهم من استعباد الناس ونهب حقوقهم فالحوثيين حسب قوله لايؤمنون بالمساوة والعدالة ويريدون أمتلاك الناس واستغلالهم.

زر الذهاب إلى الأعلى