انتصارات الوهم الحوثي ومكاسب السعودية

كتب/ الرائد وضاح العوبلي 

لا بد أن الإعداد للعملية الحوثية استغرق من الحوثيين جهوداً وتكاليف كبيرة، واستعدادات وتخطيطا طويلا، خصوصاً وأن هذا التجهيز في مسرح أجواؤه مفتوحة لطيران التحالف، ويحتاج إلى سرية تامة، وتحرك دقيق ومتخف، وكان المعول على هذه الضربة أن تكون “نوعية” وأن تمثل رقماً في موازين قوة الردع يصب في كفة الحوثي.. وهذا ما أعده الحوثيون وخططوا له بلا شك. 

*التقييم العام: 

الضربة كانت فاشلة بكل المقاييس، ولم تحقق أي نتائج يمكن إضافتها للسجل الذي أعده الحوثيون وجهزوا خاناته وجداوله لإحصاء الخسائر السعودية الناجمة عن هذه الضربة.. وعلى العكس أضيف لسجل الخسائر من المخازن الحوثية 18 طائرة مسيرة حوثية بكل ما تعنيه من قيمة في قواميسهم، وبكل كلفتها المالية شراءً وتهريباً، إلى جانب 8 صواريخ باليستية لها قيمتها في حسابات الحوثي. 

*الخسائر والتكاليف: 

الضربة بالاسم تستهدف المملكة العربية السعودية، انتقاماً منها، ورداً عسكرياً على عملياتها الجوية ضد الحوثيين.  

الضربة تمت في الهواء، وبعد انقشاع غبارها، اتضح أنها لم تحقق أهدافها المرسومة.. نعم أخفق الحوثيون وفشلوا وبالتالي خسروا كل التكاليف المتعلقه بها. 

الواقع يقول إن المملكة لم تخسر شيئاً أمس، والخسائر كلها من نصيب الحوثي. 

لم تخسر السعودية “طوبة واحدة” نستطيع القول انها قد تهشمت بهذا العدد كله من الصواريخ والطائرات والتي بلغ عددها 18 طائرة مسيرة، و8 صواريخ باليستية.  

*المكاسب الإعلامية: 

حتى المكاسب الإعلامية لهذه الضربة لم يكسبها الحوثي، فكانت من نصيب السعودية، بعد ان اظهرت تصوير تتبع مسيرات الحوثي وتدميرها في الأجواء واحدة تليها الأخرى.  

*المكاسب السياسية: 

كذلك المكاسب السياسية والدبلوماسية ذهبت من تلقاء نفسها لصالح المملكة، ويكفيها ان هذه العمليات الحوثية جاءت بعد مبادرة وقف إطلاق النار التي اطلقتها السعودية قبل أيام، وهذا يعني للمملكة اثباتاً دامغاً أمام العالم عن حجم الصلف الحوثي، وعن رفض الجماعة لأي دعوات سلام أو لوقف إطلاق النار، وهو ما سيرفع الحرج عن المملكة، ويقوي موقفها أمام المواقف الدولية الضاغطة باتجاه إيقاف الحرب. 

*ختاماً:  

نستطيع القول بأن الحوثي يحارب نفسه بنفسه، ويقدم دعماً اعلامياً وسياسياً للمملكة، خصوصاً فيما يتعلق بهذه العملية، وتوقيتها. 

Exit mobile version