اخبار الشرعيهاخبار المقاومةالحديدةالحوثي جماعة ارهابيةالرئيسيةتعزتقاريرجبهاتمأربمحلياتملفات خاصة

الهدنة الجديدة في اليمن.. الأمل المترنح بين مراوغة الحوثي وصراع المصالح

يمن الغد/ تقرير _ عبد الرب الفتاحي

نجحت الأمم المتحدة في كسب رضاء أطراف الصراع في اليمن، بعد الوصول إلى هدنة تمتد لشهرين تتضمن إيقاف الحرب المستمرة منذ ثمان سنوات.
ويعتبر التوافق على خفض التصعيد خطوة مشجعة؛ سيما بعد الإعلان عن صفقة تبادل للأسرى، هي الأول من نوعها وضمت قيادات كبيرة، كان الحوثيون رفضوا في الماضي إطلاق سراحها.

صراع المصالح:

‏أبو بكر القربي وزير الخارجية السابق على حسابه في تويتر، لفت إلى أن اتفاق الهدنة المؤقتة للحرب، قد يكون مشجعًا للتوصل إلى حل سياسي شامل للصراع .
وشدد أن مثل هذا الخطوة تحتاج إلى آلية تنفيذية، و دعم لوجستي للتنفيذ وقدرة لمواجهة المعرقلين .
وحذر من أن الاتفاق مهدد بمصالح أطراف الصراع، والأجندات الخارجية وبتأثير ملفات الصراع الاقليمية والدولية ،مما يفرض على مجلس الأمن ضمان تنفيذ الإتفاق.
ويعد قبول جميع أطراف الصراع بالهدنة تطور ملحوظ، بعد أن رفضت القوى المتصارعة ،في السنوات السابقة إيقاف الحرب .


وتوسع خلال السنوات السابقة واقع تصعيد الصراع، في العديد من المناطق اليمنية ،في محاولة من قبل أطراف الصراع للتهرب من أي عملية سياسية تضمن اتفاق جماعي حول ضرورة تشكيل واقع سياسي وآلية تنفيذية دقيقة توفر إزالة وجهات النظر الخاصة والمعتقدات التي أطالت أمد الصراع دون أي حل.
يرى غالب أحمد صالح محلل سياسي خلال حديثه لموقع “يمن الغد ” أن الهدنة مع ما حدث قبلها من إتفاق إطلاق الأسرى يشكل نافذة حقيقية نحو الحل .
ويستبعد قيام اي طرف بإفشال ماتوصل إليه المبعوث الدولي، من خلال إقناع جميع الأطراف في اليمن، بأهمية الحل السياسي.
وقال: “كل القوى اليمنية والإقليمية والدولية مرت بتجربة صعبة ،حول تحقيق الحل في اليمن وكانت الحرب اليمنية هي الأكثر تعقيدا، لأن الأطراف المشاركة في هذا الصراع مرتبطة بأجندة خارجية. ولا تمتلك إرادة وطنية ولذلك ظل الرفض للحل قائما بناء على رغبة الدول المشاركة والمتعمقة في هذا الصراع.

تعقيدات الحوثي:

‏الأكاديمي والسياسي معن دماج ركز على جانب أن الناس عليها الا تختار الهلع والاحباط، ففتح مطار صنعاء لم يكن هو مشكلة الرئيسية .
وحدد أن الخلاف بين الشرعية والحوثيين كان حول وجهات الرحلات، وحتى سفن النفط ايضا، وكذا اطلاق جميع الاسرى.
واعتبر موضوع فتح الحصار الحوثي على مدينة تعز هو المشكلة والجميع يعلم أن جماعة الحوثي لأسباب طائفية وسلالية وانتقامية لن تفك حصارها.
وزير الخارحية اليمني أحمد عوض بن مبارك، كشف عن توجيهات واضحة من الرئيس عبدربه منصور هادي ،للتعاطي بايجابية كاملة بشأن كافة الترتيبات اللازمة، لإطلاق سراح كافة الأسرى وفتح مطار صنعاء، وإطلاق سفن مشتقات نفطية عبر ميناء الحديدة ،وفتح المعابر في مدينة تعز المحاصرة وكل ما من شأنه تخفيف معاناة المواطنين.

مواجهة أمراء الحرب:

‏المبعوث الأممي الخاص إلى ‎اليمن هانس غريندبيرغ، أكد على موافقة أطراف النزاع لمقترح الأمم المتحدة، بشأن هدنة لمدة شهرين دخلت حيز التنفيذ.
وحدد أن هناك اتفاق على دخول سفن الوقود ميناء الحديدة واستئناف الرحلات من مطار صنعاء.
وضمن حديثه فإن الأطراف المتصارعة ،وافقت على مبادرة الأمم المتحدة لفتح الطرق في ‎تعز ،ومحافظات ‎اليمن الأخرى.
أما علي ناصر محمد الرئيس اليمني السابق ماقبل الوحدة، فقد رحب بالهدنة التي أعلنتها الأمم المتحدة .
ووضح أن إعلان هذه الهدنة وموافقة جميع الأطراف المحلية والإقليمية والدولية عليها، هو انتصاراً لصوت السلام وتجاوباً مع رغبة كل اليمنيين، الذين تضرروا كثيراً من هذه الحرب.
ودعا جميع الأطراف الى الالتزام الكامل بهذه الهدنة وإثبات النوايا الحسنة للتعامل معها والعمل على تنفيذها بجدية وثبات لما تمثله من خطوة إيجابية، ستسمح ببدء حوار شامل بين جميع الأطراف من أجل الوصول إلى الوقف النهائي لهذه الحرب وإحلال السلام الدائم في اليمن والمنطقة.
وقال بيان مكتب الرئيس على ناصر ” أصبح في اليمن اليوم أكثر من 20 مليون مواطن ،تحت خط الفقر ،كما استشهد أكثر من 400 ألف وتم تدمير الدولة ومؤسساتها وقدراتها البشرية والاقتصادية وقيمها الأخلاقية، وأصبح في اليمن اليوم أكثر من رئيس وأكثر من حكومة وأكثر من جيش.
وحث على للعمل لاستعادة الدولة، ومؤسساتها وأمنها واستقرارها.
وأضاف أنه طالما طالب كل الشرفاء والوطنيين اليمنيين، بإيقاف هذه الحرب منذ بداياتها والاحتكام إلى لغة العقل والحوار، بدلاً عن لغة السلاح .
وتطرق أن عدم التجاوب مع نداءات السلام، سماح لتجار الموت وأمراء الحروب بتدمير حاضر اليمن ،ومستقبله ومن يدفع ثمن الحرب هو الشعب اليمني وحده من دمه وأمنه واستقراره وازدهاره.

مرحلة جديدة:


واعتبر أن التوازنات الاقليمية والاتجاه نحو حسم إرادة كل دولة، خلف واقع ماسأوي فاقم من الوضع الانساني والسياسي والاقتصادي.
وقال ” بقاء الحرب في اليمن كان سيدفع المنطقة لحرب أوسع فتصفية الحسابات بين العديد من الدول ترك أثار عميقة في اليمن ووضع اليمنيين على مرحلة صعبة ومعقدة”.
وأضاف أن خيار السلام والحوار مع وجود ضمانات على تحقيق واقع سياسي جديد هو ما شكل المرحلة الجديدة وأن الفترة القادمة ستكون مختلفة وأكثر ما ستبرز فيها مضاعفة الجهود لتعزيز الثقة والدخول في حوارات مباشرة وجدية.

زر الذهاب إلى الأعلى