الحوثي جماعة ارهابيةالرئيسيةانتهاكات المليشياتثقافة وفنصنعاءمحليات

الإذاعات المجتمعية في اليمن.. مسرح جديد لإرهاب الحوثي

حرب حوثية شرسة على الإذاعات المجتمعية في مسعى لصم آذان اليمنيين لتفادي سماع جرائم المليشيات الانقلابية وإرهابها.
منذ مطلع العام الجاري، أغلقت مليشيات الحوثي نحو 9 إذاعات مجتمعية بينها 3 إذاعات في محافظة إب، اقتُحِمت مقار محطاتها خلال اليومين الماضيين قبل إغلاق بثها عبر موجات “FM”.
ورغم التزام الإذاعات المجتمعية شمال اليمن بسياسة الحوثي بما فيه البث اليومي لبرامج الإعلام الحربي للمليشيات وتجنب أي حلقات مناهضة للانقلاب، إلا أن المليشيات الانقلابية سعت لفرض فرمان يستهدف الاستحواذ المطلق على البث الإذاعي الخاص والحكومي.
وفرضت مليشيات للحوثي عبر ما يسمى وزارة الإعلام في حكومة الانقلاب قيوداً على الإذاعات المجتمعية بفرض رسوم ترخيص وتجديد مرتفعة، وموافاتها بدخلها من الإعلانات ومصادر التمويل، وبيانات طاقم العمل.
ويضم فضاء موجات البث الإذاعي في اليمن نحو 60 إذاعة نصفها تبث من صنعاء (26 إذاعة) وحضرموت (23 إذاعة) تتنوع بين إذاعات حكومية محلية ومجتمعية وشبابية وترفيهية ودينية وتبث كلها عبر موجات “FM”، وفقاً لتقارير يمنية.
وسيطر الحوثيون على جميع الإذاعات الحكومية في مناطق سيطرتهم وكجزء من حربهم وإرهابهم ضد الإعلام اليمني وصلوا مؤخراً إلى المحطات الإذاعية المجتمعية المخصصة للمرأة والطفل والشباب ومناقشة قضايا المجتمعات المحلية الصغيرة كفلاحين القرى.
وتعد الإذاعات أخطر أسلحة مليشيات الحوثي في تمرير مشروعها الطائفي المدمر حتى لدى الفلاح في مزرعته وخلق حالة من الترهيب وتبرير قبضة الحديد والنار وطمس وإخفاء الانتهاكات وتصوير الجرائم بحق اليمنيين أنها “مظلومية أو انتصارات” فضلاً عن استخدامها في التعبئة والتجنيد والحرب النفسية وبث الشائعات.

اختطاف لسان حال الفقراء

ويمثل استحواذ الحوثي على الإذاعات خاصة المجتمعية التي شهدت طفرة منذ عام 2011، اختطافاً مباشراً للسان حال المجتمعات الفقيرة المعبرة عن تفاصيلها.
ووفقاً لوزارة الإعلام في الحكومة اليمنية فإن مليشيات الحوثي سيطرت على جميع الإذاعات المحلية في مناطق سيطرتها وأقصت ونكّلت بكوادرها واستبدلتهم بعناصرها المؤدلجة القادمة من كهوف صعدة ووظفتها للتغرير بالبسطاء وتضليلهم واستدراجهم للقتال في صفوفها.
كما سعت لاستخدام الإذاعات كسلاح في تزوير الحقائق ونشر خطابها الطائفي والتحريض على جميع مخالفيها، وفقاً للحكومة المعترف بها دولياً.
وكان مرصد الحريات الإعلامية باليمن قال إن مليشيات الحوثي أوقفت بث إذاعات “سمارة FM” و”اللون FM” و”يمن ميوزك FM” في إب بعد اقتحام المحطات بقوة السلاح وبدون مسوغ قانوني وتحطيم ونهب محتوياتها.
كما ترفض مليشيات الحوثي إطلاق بث إذاعة “صوت اليمن” المتوقفة منذ قرابة 3 أشهر ضمن إجراءات عقابية وتعسفية خارج إطار القانون أدى لخسارة الإذاعة الملايين من إيرادات الإعلانات خصوصاً في موسم رمضان الذي يعد الرافد الأساسي على مدار العام.
وسجلت نقابة الصحفيين اليمنيين 11 جريمة وانتهاكاً لمليشيات الحوثي خلال الربع الأول (يناير/كانون الثاني، فبراير/شباط، مارس/آذار) 2022 تصدرتها عملية إغلاق 6 إذاعات مجتمعية.
ووفقاً لتقرير النقابة خلال الربع الأول لعام 2022، حصلت “العين الإخبارية” على نسخة منه، فإن مليشيات الحوثي فرضت لائحة غير قانونية على الإذاعات تشمل رسوم ترخيص وتجديد سنوي مرتفع، وموافاتها بدخلها من الإعلانات، وبيانات طاقم العمل في ظل غياب قانون تنظيم الإعلام المرئي والمسموع والإلكتروني في اليمن.
وتنوعت جرائم مليشيات بحق الصحافة ووسائل الإعلام من الاعتداء والتهديد (حالتين) إلى تعذيب الصحفيين المعتقلين (4 حالات وهم عبدالخالق عمران، وتوفيق المنصوري، حارث حميد).
كما لا تزال مليشيات الحوثي تخفي 9 صحفيين هم (وحيد الصوفي “مخفي قسرا”، عبدالخالق عمران، توفيق المنصوري، أكرم الوليدي، حارث حميد، محمد عبده الصلاحي، محمد علي الجنيد، يونس عبدالسلام، وكامل المعمري)، وفقاً لذات المصدر.
وأكد التقرير أن الربع الأول شهد 20 حالة انتهاك ارتكبت مليشيات الحوثي أكثر من نصفها وسط استمرار حالة الإفلات من العقاب لكل مرتكبي الجرائم بحق الصحافة والصحفيين، فيما تتجاهل السلطات المختلفة التفاعل بإيجابية لتقديم منتهكي الصحافة للقضاء وردعهم.

تكريس قناعات الحوثي

تكمن خطورة سيطرة الحوثي على الإذاعات المجتمعية في الظفر بآذان المستمعين لتكريس القناعات الخمينية التي تنسف مبدأ التعايش المجتمعي.
ووفقاً
للإعلامي والناشط السياسي اليمني عبدالسلام القيسي فإن مليشيات الحوثي تسعى من خلال إغلاق الإذاعات المجتمعية لعدم بثها القيم الخمينية ولعدم تحولها إلى بوق عميق للحاكمية الخمينية.
وأشار في تصريح لـ”العين الإخبارية” إلى أن ذلك يناقض نهج وسياسة الحوثي في غسل أدمغة الناس خاصة أن الإذاعات من أهم وسائل التأثير، وغالبية جمهورها من النساء ربات البيوت وكبار السن والفئات الفقيرة في الريف وهذه الجماهير تسعى المليشيات الظفر بآذانها لتغيير قناعاتهم وقناعات كل المجتمع.
وأوضح: “اذا استطاع الحوثي تغيير قناعات الأم والطفل والمسن فهو نجح بتشكيل المجتمع، فالمرأة الأمية التي تستمع للراديو وهي تطبخ تعتقد أن كل شيء يصدر من الراديو حقيقة مطلقة، ولا تذهب للبحث عن الحقيقة، كما لا تدرك الحرب الحوثية الفكرية والاجتماعية”.
وكان أستاذ الصحافة والإعلام في جامعتي الحديدة وتعز، الدكتور منصور القدسي، قد قال إن “اختطاف العقول وإدارة الحرب النفسية والترويج للإشاعات لشيطنة الخصوم وإرهاب الداخل من خلال غسل الأدمغة، تعد من أهم الأولويات بالنسبة للإعلام الحوثي للإبقاء على سيطرة المليشيات على اليمن أرضاً وإنساناً”.
كما يأتي التضليل الإعلامي والتعبئة بدوافع دينية وجهوية كأبرز وسيلة للمليشيات الحوثية لرفع معنويات مقاتليها وأتباعها فيما يصل تأثير الهيمنة الحوثية على الإعلام إلى إحداث نوع من الشلل الفكري في أدمغة المواطنين، وفقا للأكاديمي اليمني.

زر الذهاب إلى الأعلى