الحوثي جماعة ارهابيةالرئيسيةانتهاكات المليشياتتقاريرصنعاءمحليات

كليات عسكرية في اليمن لتصدير الإرهاب عالميا

بدأت مليشيات الحوثي تشييد كليات عسكرية ضمن طرقها المبتكرة لجذب وتجنيد الطلاب اليمنيين وإضفاء الطابع النظامي على معسكراتها الطائفية ومليشياتها.
ويسعى الحوثيون من خلال فتح الكليات العسكرية وتوسيع نطاق عملها في المحافظات الخاضعة لسيطرتهم إلى إكساب مليشياتهم الإرهابية خبرات دولية على غرار الحرس الثوري الإيراني وحزب الله الإرهابي.
وكشفت مصادر عسكرية خاصة أن الحوثي بدأ باستقطاب الطلاب إلى كلية عسكرية شيّدها مؤخرا في محافظة عمران أسماها “كلية بدر” كجزء من توجه جديد للمليشيات لاستكمال القوة الطائفية والتركيز على مختلف الأدوار التشغيلية والقيادية واتخاذهم أداة لتوجيه وتنفيذ التهديدات في المنطقة والعالم.
وقالت المصادر لـ”العين الإخبارية”، إن مليشيات الحوثي تعتزم الإعلان قريبا عن تشييد 6 كليات عسكرية موازية للكليات المعتمدة في هياكل الدولة اليمنية منذ قيام النظام الجمهوري وذلك لتدريب مقاتلين جدد ومنحهم رتبا عسكرية ضمن إغراءات لاستقطاب أبناء القبائل وخريجي الثانوية العامة.
وأوضحت المصادر أن “كلية بدر” في عمران هي إحدى الكليات الجديدة فيما تتجه لإعلان الكلية الثانية في معقلها الأم صعدة وسوف تخصصها لخريجي المراكز الطائفية الحوثية “الحوزات”.
وبحسب المصادر فإن المليشيات الحوثية أوقفت أي عمليات تجنيد لمقاتلين جدد من صعدة على أن يتم تأهيلهم على أدوار قيادية في الكلية العسكرية الجديدة.
يأتي ذلك بالتزامن مع تكثيف مليشيات الحوثي عمليات التجنيد في محافظات ذمار وإب وصنعاء وحجة والمحويت وعمران والحديدة وريمة على نحو غير مسبوق استعدادا لجولة حرب جديدة، وفقا للمصادر.

دفعات عسكرية لتسعير الحرب:

في خطوات تعكس طابع التعليم في كلياتها العسكرية والتي لا تختلف عن معسكرات تدريب المتطرفين، أعلنت مليشيات الحوثي في فبراير/شباط العام الماضي فتح باب التسجيل أمام أي طالب من خريجي الثانوية العامة ولم يتم إخضاعهم لأي شروط واختبارات المفاضلة.
كما أعلنت مليشيات الحوثي في مارس/آذار الماضي عن تخرج الدفعة 54 كلية حربية والدفعة 29 كلية بحرية، والـ36 من كلية الطيران والدفاع الجوي كآخر دفعات طائفية وعقائدية لخدمة مشروعها التدميري باليمن.


آنذاك، وبعد أداء الصرخة المعادية لأمريكا واسرائيل، ردد العناصر الخريجين هتافات “جند الله قادمون” في حفل حضره القياديان البارزان يوسف المداني ومحمد الغماري، المصنفان على قائمة الإرهاب عالميا، الأكثر ارتباطا بفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني.
وقال أحد الضباط الخريجين من الكلية الحربية مؤخرا، فضل عدم ذكر اسمه، إن هدف الحوثيين من تشييد الكليات العسكرية الجديدة هو رفد الجبهات وتقديم إغراءات للطلاب برتبة عسكرية رفيعة وضمن تعاظم القوة لتهديد المنطقة بتخريج قيادات يناط بهم توسيع نفوذ المليشيات وتنفيذ مشروعها.
وأكد الضابط على أن مليشيات الحوثي منذ نقل الكلية الحربية من صنعاء إلى العاصمة المؤقتة عدن 2017، قامت بتخريج 3 دفعات عسكرية إحداها أقامت لها عرضا عسكريا في إحدى جبهات القتال.
كما تجبر مليشيات الحوثي الطلاب على إقامة مشاريع التخرج في الجبهات، حيث تلزم الخريجين بعمل مشاريع تكتيكية في الجبهات المشتعلة وتقوم بتسليمهم مهاما قتالية لتسعير الحرب فور تخرجهم.
وحول أعداد الخريجين، أوضح الضابط أن الحوثي واصل استغلال الكليات العسكرية بصنعاء لرفد الجبهات بقيادات ميدانية ذات خبرات علمية، وخرج بصور غير قانونية منذ 2019, ثلاث دفعات هي (52، 53، 54) بإجمالي يتراوح بين 600 إلى 1000 ضابط وتم إرسالهم للجبهات.
وأشار إلى أن آخر الدفعات العسكرية المعترف بها تخرجت 2018 وكانت الدفعة 51 في العاصمة المؤقتة، لافتا إلى أن زملاءه بعد تخرجهم من الكلية الحربية الرسمية في عدن عمد الحوثيون لإعداد كشوفات بأسمائهم لملاحقتهم لا سيما المنحدرين من مناطق شمال اليمن.
وكشف أن مليشيات الحوثي قامت باعتقال أي خريج يعود من عدن إلى المناطق الخاضعة لسيطرتها وتعمل لملاحقة أي طلاب من أبناء المناطق الشمالية الخاضعة لسيطرتها من الدارسين في كليات الحكومة المعترف بها.
كما كشف أن مليشيات الحوثي شيدت حواجز أمنية في المناطق الشرقية من تعز المحاذية لمحافظة لحج الجنوبية لملاحقة الطلاب الملتحقين بكلية الشرطة في حضرموت والكلية الحربية في عدن.
وحث الضابط اليمني في ختام تصريحه، مجلس القيادة الرئاسي على إعادة فتح الكلية الحربية في عدن وتشييد كليات عسكرية في الساحل الغربي وشتى المناطق المحررة لتخريج ضباط تتوفر فيهم الكفاءة والمؤهلات التكتيكية والفنية والعلمية والعسكرية لرفد صفوف قوات المجلس الرئاسي.

عسكرة المنشآت المدنية :

ويرى خبراء عسكريون أن مليشيات الحوثي تتجه لتشيد كليات عسكرية على أنقاض منشآت مدنية وتستهدف استنساخ حزب الله آخر شمال اليمن وكخطوة أخرى لجذب الطلاب إلى كليات طائفية لتصدير الإرهاب عالميا.
ولم يستغرب الخبير العسكري اليمني، المقدم وضاح العوبلي، من تحرك المليشيات لتشييد كليات عسكرية، مشيرا إلى أنه يأتي في إطار مساعي “تخصيص منشآت تعليمية مدنية وعسكرية تهتم بنشر فكر وعقيدة الحوثي”.
وقال العوبلي، في تصريح صحفي، إن “الحوثيين حولوا فندق هيل تاون سابقاً الكائن في مديرية التحرير في صنعاء إلى ما أسموه “جامعة المعرفة” لتدريس أفكارهم وخرافاتهم، مع العلم أن هذه الجامعة غير مشهورة ولا معروفة وتم تخصيصها لأتباعهم فقط”.
كما “حولوا جامعة الصداقة اليمنية-الصينية التي أنشئت بتمويل من الصين قبل عام 2014 في صنعاء، إلى ما أسموها “جامعة 21 سبتمبر” غير آبهين بما يقومون به من تغيير لأسماء وتطييف وعسكرة للمنشآت التعليمية”، وفقا للخبير والضباط اليمني.

وأضاف العوبلي: “من المؤكد للجميع أن مليشيات الحوثي بدعم إيراني لم تشيد أو تمول مشروعا تعليميا وعلميا واحدا منذ انقلابها على الشرعية وإنما تسعى لتوظيف واستغلال منشآت تعليمية حكومية شيدت بقرارات جمهورية وعسكرتها أو تطييفها لأهداف متعددة”.
وأشار إلى أن تشييد الحوثي للكليات العسكرية يعد جزءا من مخطط المليشيات لتغيير أسماء وواجهات الرموز والمعالم التاريخية لطمس تاريخ اليمنيين أولا إلى جانب تحويل البلد قاعدة عسكرية لتهديد المنطقة لصالح إيران.
وهناك 3 كليات عسكرية تتبع وزارة الدفاع اليمنية وهي “الحربية” و”البحرية”، و”الطيران والدفاع الجوي”، بجانب كلية “الشرطة” التابعة للداخلية، لغاية إعداد وتخريج ضباط بكفاءات ومؤهلات تكتيكية وفنية وعلمية عسكريا وأمنيا.

زر الذهاب إلى الأعلى