محلياتمقالات

ترميم شعبية الجماعة المتآكلة

المسكون بضلالات مذهبية دينية، لا يعترف بعدم الاستطاعة وما زال يستحث الملائكة على الحضور لتنفيذ مهام قتالية مشتركة، يرسم المخططات ويذبح هذه البلاد مقطعة الأجزاء، من الوريد إلى الوريد.

الأنباء تتحدث عن قيام خبراء حزب الله وإيران -حلفه الممانع- بنقل الصواريخ من مخازن صنعاء، والذهاب بها نحو الحديدة، في رسالة استعراض قوة لتهديد الملاحة، في ما محمد البخيتي يصدر من متاكئ القات فرماناً سلطانياً يحدد فيه ممنوعاته: ممنوع مرور السفن الأمريكية البريطانية من باب المندب، ممنوع منح القوى الكبرى صكوك السلام، واعتبار كل شيء يحمل بصمة اليانكي، هدفاً عسكرياً على رأس قوائم الاستهداف.

ترميم شعبية الجماعة المتآكلة، بأي ثمن أولوية قصوى، لا يهم هذا الثمن، حتى وإن كان تدمير كل شيء إنساناً وجغرافيا.

في هذا الركن المنسي من العالم، السيد المعتوه المسردب يحكم وطناً، يراد له أن يكون مجموعة خرائب وكومة حجارة.

**

مثلما فعل الرئيس الإيراني الأسبق أحمدي نجاد بذهابه إلى جنوب لبنان، ومن على الحدود رمى إسرائيل بحجر وغادر، يفعل ذات الشيء الحوثي بالذخيرة الحية، يضع علم إسرائيل في مساحات محددة، ويطلق عليها النار على الحدود السعودية.

لومبيرج كشفت أن يوم أمس السبت نفذت القوات الحوثية مناورة بالصواريخ والطائرات المسيرة، في صعدة على الحدود مع السعودية، وهي مناورة تشبه تلك إلتي أدت إلى التدخل السعودي العسكري.

الحوثي يوجه رسالة إلى الأمريكان: ربما نعجز عن الوصول إليكم في البحر، ولكننا نستطيع أن ندمر مصالحكم هنا في جنوب المملكة، حيث أرامكو وحقول النفط.

ما يجهله الحوثي أن مخططات واشنطن في بداية الصراع، هي ليست ذاتها اليوم، وأن خطوط البنتاجون الحمراء توسعت، لتمتد من البحر وحتى حدود السعودية.

ما لا يدركه الحوثي، أن السعودية في حسابات الغرب هي جزء من المصالح الدولية، وأن تلك المصالح تتنوع من عُقد المواصلات البحرية إلى عصب الاقتصاد العالمي، حيث مناطق إنتاج الثروات، وكلاهما أمن قومي استراتيجي أمريكي.

هل يجازف الحوثي بالضغط على زر المواجهة ثانية مع السعودية؟

ولأن هذه الجماعة لا تقرأ ردود الأفعال جيداً ولا تهتم بالتبعات، ولا تفهم بالاستراتيجيات، يبقى كل شيء في حكم الوارد.

  • من صفحة الكاتب على إكس
زر الذهاب إلى الأعلى